الحلقة العاشرة
قضاء الوقت واللهو عند البدو
تراثنا – بقلم المؤرخ صالح هواش المسلط :
لأهل البادية فنونهم وتراثهم وآدابهم ، تنوعت وتعددت ، بتنوع المواقع التي سكنوها في الفيافي والصحاري، وأخذت هذه المظاهر بالتلاشي، بتوقف الغزوات والكر والفر ، والاتجاه إلى الاستقرار في المدن ،فلم يبقى غير التعيش على فنون الماضي وذكرياته (حلقات الدراسة) .
المسلط :
-
لا ينبغي للضيف النظر إلى النساء أو الانتباه لأصواتهن وحركاتهن ، مهما قلت أو كثرت، ولا يقضي حاجته أمام البيوت .
-
علي الضيف أن يحترم المنزل وكل من فيه ، ويقبل كل ما يقدم له من طعام ، وليس له أن يرد أيه خدمة تقدم إليه .
نقلا عن الدراسة المنشورة في مجلة تراثنا الورقية مستذكراًً حقبة الأربعينيات من القرن الماضي حول حياة البداوة وطعامهم ولهوهم ،يستكمل المؤرخ المسلط تسليط الضوء في هذه الحلقة على احتفاء البدو بحلول الضيف لديهم والآداب المتبعة في إكرامه، فيقول :
ومن عادة البدو أنهم يحتفون بالضيف حين قدومه أكثر من حفاوتهم به حين ذهابه ، ويكرمونه ما وسعهم الجهد ، وعلى الضيف أن يكون أديباً مراعياً لعاداتهم .
آداب القدوم
وعليه إذا قدم منزل العشيرة أن ينحرف ما أمكنه ، ويقصد الربعة مباشرة ، كي لا يقع نظره على الحريم أو أماكن النساء ، لذلك يأتي الضيف من طرف المنازل حتى يصل إلى بيت الشيخ ، أي إلى “الربعة” ، فينزل عن مطيته ، ويربطها بأحد الأوتاد أو الأطناب .
وإذا رحل يحيي الحاضرين ، وينتظر قليلاً ريثما يعدون له محلاً للجلوس، وهم يسرعون لأنزاله عن دابته ويربطونها ،ويأخذون منه أسلحته وحوائجه ، ويأتون بالفرش والمساند ، ويدعونه للجلوس .
ثم يبادرون لإعداد القهوة والطعام ، وعلي الضيف أن يحترم المنزل وكل من فيه ، ويقبل كل ما يقدم له من طعام ، وليس له أن يرد أيه خدمة تقدم إليه .
ويحظر عليه إلقاء نظره إلى ما وراء (الساحة) أو الإصغاء إلى محاورات النساء ، أو الانتباه لأصواتهن وحركاتهن ، مهما قلت أو كثرت ، كما أنه من العيب أيضاً أن يتغوط أو يبول أمام البيوت .
آداب المغادرة
وعند الرحيل لا يجوز للضيف الخروج إلا من أمام البيت ، ثم يمتطي راحلته إذ يكون أحد المعازيب أي المضيفين قد أعدها له وأمسك بلجامها حتى يركب الضيف ، فيشيعونه بسلام ، يكون أقل من الاستقبال فيما يقال ، كي لا يذكر الضيف أنهم سئموه وملوا وجوده بينهم .
يتبع لاحقا ..
طالع الحلقة التاسعة :
إكرام الضيف ثلاثة أيام عادة لا مناص منها عند البدو
نُشرت في مجلة تراثنا – العدد 42
تواصل مع تراثنا