• Post published:04/07/2024

غربة الإنسان..الكويتي نموذجاً !

 

مدينة الكويت الحديثة
مدينة الكويت الحديثة

 

تراثنا – التحرير :

 

ليست الكويت نبتاً من دون زرع ، ولم يكن الإنسان الكويتي في قديمه ضراباً للأبواب يطلب صدقة من هذا أو زكاة من ذاك .

 

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد بن إبراهيم الشيباني

 

جيل نقي ، صادق ، عزيز نفس ، اجتاز الصعاب في الصحارى والبحار ليحصل على قوته ، الكثير من المواطنين والوافدين لا يعلمون عن حال الكويت والكويتي وتاريخهما منذ القرن السابع عشر وما تلاه من قرون ، حتى عام 1961م  بداية الاستقلال .

 

طلاب مدرسة المباركية في مدينة الكويت القديمة
طلاب مدرسة المباركية في مدينة الكويت القديمة

كثيرون هم الذين يعتقدون أن الكويت نشأت والنفط معها ، أي المواطن والثروة معاً ، وهذا لا شك فهم خاطئ ، بل عاش الكويتي – إلا بعض منهم – الفقر والفاقة والعوز بأشكالها كافة حتى امتهن الجميع المهن الصعبة المتنوعة ، من حمَّار يجلب الماء على الحمير من الآبار خارج سور مدينة الكويت القديمة ،ويوزعه على البيوت ، إلى مهنة جلب الطين والجص من أدوات البناء للبنائين ، الذين كان تحتهم عمال أغلبهم من الكويتيين من الجيلين الشباب والكبار، هؤلاء الأوسطية (معلمو البناء) كانوا معروفين في الكويت القديمة .

 

وكذلك امتهنوا مهنة بيع الألبان المجففة بأشكالها المتنوعة ،و كانت تجلب من البادية وتباع في ساحة الصفاة وسط البلد.

 

وأما المزارع من أهل القرى في الجهراء والمنقف والفنطاس ..وغيرها ، فكانوا يجلبون زروعهم المتواضعة أسوة بأهل البادية ، وقد امتهنوا مهنة الحمَّالة “الشَّيال” لنقل البضائع المشتراه إلى البيوت على ظهورهم وغيرها من المهن الصعبة التي دائماً يكون ريعها قليلاً يكفي قوت يومهم فقط .

 

أما النساء في البيوت ، فكن يمتهن مهناً كثيرة ، منها خياطة ملابس الرجال والنساء والطواقي “جمع طاقية ” و حياكة أغطية الأواني ،  والطبابة والتوليد والحواجة “الطب الشعبي” وغيرها .

 

 

حياكة السدو
حياكة السدو

 

وكانت أصعب مهنة مرت على الإنسان الكويتي ، والتي ذهبت فيها أرواح خيرة رجالات الكويت وشبابها هي مهنتا الغوص بحثاً عن على اللؤلؤ في أعماق البحار ، والسفر عبر المحيطات للمتاجرة .

 

أما السفر ، فقل لي بربك من يقطع المحيط الهندي بسفينة شراعية خشبية يحمل فيها البضائع ، إلى الهند ويجلب منها كذلك البضائع المتنوعة للتجار ؟

 

الغوص على اللؤلؤ في الكويت
مهنة الغوص على اللؤلؤ في الكويت

 

لم يتواكب وجود الأنسان الكويتي وظهور النفط سواء ، وأما تنعم الكويتي بجزء من نفطه الحقيقي فكان بداية الستينيات ،و أما قبلها فلم يكن له إلا ما ذكرته وأشد !

 

من الأخير .. لم يولد الكويتي وفي فمه ملعقة من ذهب كما ظن البعض !

 

 

والله المستعان ..

 

 

 

 

نقلا عن تراثنا – العدد 61

أنقر للتفاصيل

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 61 الصادر في رجب /شعبان 1438هجري - إبريل/ مايو 2017م ) .
عدد : إبريل/ مايو 2017م 

 

 

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

 

اترك تعليقاً