• Post published:09/07/2024

 

 

 لها رونق ولذه القراءة 

 القراءة من الكتاب  تمنحك الشعور بالزمن والمكان وبمعاناة المؤلف

 

تتكدس الكتب في المكتبات ويضيق بها المكان وتتعرض نوادرها للتلف
تتكدس الكتب في المكتبات ويضيق بها المكان وتتعرض نوادرها للتلف

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

أصبحت المكتبة الورقية في عالم أجهزة التواصل الاجتماعي والأنترنت في عالمنا العربي بشكل عام والمحلي بشكل خاص ملغية وغير مأسوف عليها .

 

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد بن إبراهيم الشيباني

 

  • كثير من الأبناء يضيق عليهم المكان فيلجئون للتبرع بمكتبات الأباء والاجداد للمراكز العلمية بعد أن كبر الأبناء.

  • انصرف أبناء الجيل الجديد عن قراءة الكتب واستبدلوها بالمكتبات الالكترونية “الشاملة ” على الإنترنت !

  • مركز المخطوطات والتراث والوثائق يستقبل الكتب الأهلية التي يتبرع بها الأهالي وتجعلها متاحة للباحثين والدارسين .

 

ولكن في العالم الأخر أميركة وأوربة مازالت المكتبة الورقية تشكل عصب البحث العلمي ولا يستغنى عنها بأي شكل من الإشكال ،وذلك لأسباب عدة منها : قيمة الكتاب كتاريخ وقِدم ، وقيمة الكتاب كطباعة قديمة لها رونقها ولذة القراءة النفسية منها ،والشعور بالزمن والمكان والمؤلف ومعاناته وظروف كتابته لمؤلفاته .

 

جانب من منشورات وكتب مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق
جانب من منشورات وكتب مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق

 

كثيرة هي المكتبات الأهلية الخاصة التي تصلنا في مركز المخطوطات والتراث والوثائق الذي أترأسه ، لا أقول شهرياً حتى لا أكون مبالغاً ، ولكن أجزم أنه في السنة الواحدة يصلنا من المكتبات الخاصة  المتبرع بها ما يتجاوز الثلاث والأربع ، وهذا الأمر ليس خاصاً بمركزنا فقط ، بل بسائر مراكز ومكتبات الدولة ، لا سيما المكتبة المركزية التي يصلها من غير المعلن عشرات المكتبات الخاصة بالأهالي .

 

لماذا الاستغناء عن المكتبات الخاصة “الأهلية”، سواء كانت مكتبات الأجداد والآباء الغنية بكتبها القديمة ، أو المكتبات التي غالبا كتبها مطبوعات حديثة ؟

 

الأسباب هي ما ذكره أكثر أرباب هذه المكتبات من الذين أهدونا مكتباتهم ،منها ضيق المكان في البيت ،واحتياج الأولاد إلى مكان أوسع بعد أن كبروا ، ولم يعد هناك من يقرأ هذه الكتب ، أغلب الكتب وضعت في النت ، بما يسمى “المكتبة الشاملة” والانصراف عنها بأجهزة التواصل الاجتماعي المتنوعة ، وغيرها من الأسباب ويرون أن يكون مكانها في المراكز العلمية ، فهي أحفظ لها والاستفادة منها هناك محققة .

 

المكتبة البريطانية في لندن
المكتبة البريطانية في لندن

 

 

وقد لا تكون هذه المكتبات قد شغرت مكاناً في الغرف والممرات ، وإنما في السراديب والأقبية ،و تكون في صناديق ، و حتى هذه أرادوا التخلص منها !

 

جيد من الأهالي أن فكروا بمثل هذا التوجه ، بإهدائها إلى المراكز العلمية ، حتى لا تتلف ، أو تنقرض وتذهب ريح من جمعها من الأولين ، ففي هذا الأسلوب تكون المراكز قد حفظت لهم كل ذلك ، حيث تتم فهرسة المكتبة ، وتسميتها باسم المتبرع بها ، أو صاحبها الأصلي ، مع ذكر شيء من تاريخه أن وُجد .

 

لازال يتردد علينا طائفة من الباحثين ، تسفيد من هذه المكتبات المهداة ،وتبحث فيها ، وتصور من علومها ما يعزز دراساتهم وبحوثهم ، وهذا لا شك بشارة خير في الاستمرار في البحث العلمي بأنواعه ، وأمر مفرح لنا ولهم .

 

 

 والله المستعان ،،

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا

 

 

نقلا عن تراثنا – العدد 61

أنقر للتفاصيل

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 61 الصادر في رجب /شعبان 1438هجري - إبريل/ مايو 2017م ) .
عدد : إبريل/ مايو 2017م 

 

 

 

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

 

اترك تعليقاً