تجنب الكلمة الجافية فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة (5)
تراثنا – التحرير : يمثل كتاب ” حِلية طالب العلم ” للشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد ” رحمة الله عليه ” ركيزة هامة لطالب العلم ، بما تضمنته من إرشادات قيمة ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم الشرعي ولهذا سميت ب “حلية طالب العلم ” .
عَدد المؤلف ” رحمة الله عليه ” نحو 66 ناقضاً من نواقض الحِلى ، سوف ننشرها تباعا لما فيها من فائدة جليلة ، وفي هذه الحلقة ( الخامسة ) سوف نستكمل بقية سلسلة بنود الحلية ( حلقات الكتاب كاملة ) .
د. بكر أبوزيد لطالب العلم
* ينبغي على طالب العلم ألا يطأ بساط من يغشون في ناديهم المنكر ويهتكون أستار الأدب .
* وقع قتلى لخلاف بين قبيلتين فكان الحكم ألا قصاص في ” قتيل الفتنة لا يدري من قاتله ” فتعجب الناس !
* تأمل عند التكلم بماذا تتكلم ، وتأمل عند المذاكرة ، وتأمل عند سؤال السائل كيف تفهم السؤال على وجهه .
* تحل بالثبات والتثبت ، لا سيما في الملمات والمهمات ، ومنه الصبر والثبات في التلقي من المشايخ.
11- الإعراض عن مجالس اللغو
تحت هذا البند ، قال د . أبوزيد ” رحمة الله عليه “: لا تطأ بساط من يغشون في ناديهم المنكر ، ويهتكون أستار الأدب ، متغابياً عن ذلك ، فإن فعلت ذلك فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة .
12- الإعراض عن الهيشات
ودعا في هذا البند طالب العلم إلى التحلي صيانة نفسه من اللغط : التِصون من اللغط والهيشات ، فإن اللغط تحت اللغط ، وهذا ينافي أدب الطلب .
ويستدرك بالقول : ومن لطيف ما يستحضر هنا ما ذكره صاحب ” الوسيط في أدباء شنقيط ” وعنه في ” معجم المعاجم ” : أنه وقع نزاع بين قبيلتين ، فسعت بينهما قبيلة أخرى في الصلح ، فتراضوا بحكم الشرع ، وحكموا عالماً ، فاستظهر قتل أربعة من قبيلة بأربعة قتلوا من القبيلة الأخرى ، فقال الشيخ / باب بن أحمد : مثل هذا لا قصاص فيه ، فقال القاضي : إن هذا لا يوجد في كتاب ، فقال : بل لم يخل منه كتاب ، فتناول صاحب الترجمة ” القاموس ” وأول ما وقع نظره عليه : ” والهيشة الفتنة وأم حبين ، وليس في الهيشات قود ” أي في القتيل في الفتنة لا يدري من قاتله ، فتعجب الناس من مثل هذا الاستحضار في ذلك الموقف الحرج “. ملخصا .
13- التحلي بالرفق
وشدد الشيخ رحمة عليه بالقول : التزم الرفق في القول ، مجتنباً الكلمة الجافية ، فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة ، وأدلة الكتاب والسنة في هذا متكاثرة .
14 – التأمل
وفيه دعا د . أبو زيد إلى التحلي بالتأمل ،فإن من تأمل أدرك ، وقيل ، ” تأمل تدرك ” ، وعليه : فتأمل عند التكلم بماذا تتكلم وما هي عائدته ، وتحرز في العبارة والأداء دون تعنت أو تحذلق ، وتأمل عند المذاكرة ، كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد ، وتأمل عند سؤال السائل كيف تفهم السؤال على وجهه ، حتى لا يحتمل على وجهين، وهكذا .
15- الثبات والتثبت
تحل بالثبات والتثبت ، لا سيما في الملمات والمهمات ، ومنه : الصبر والثبات في التلقي ، وطي الساعات في الطلب على الأشياخ ، فإن ” من ثبت نبت ” .
يتبع لاحقا
يوتيوب – حلية طالب العلم ( المجلس الخامس ) د . عمر المقبل
مطالعة حلقات سابقة
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق
• لا تتوفر تراثنا حاليا في الاسواق وإنما عن طريق الاشتراك ..
التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه
هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +