مسيحيون بسطوا اللغة العربية للناشئة ولغير الناطقين بها
تراثنا – العقيد الركن انطوان الدحداح ود . جورج متري ، وانطوان مسعود البستاني ، والمعلم بطرس البستاني ، وفؤاد افرام البستاني وحنا الفاخوري ،والأب انستاس الكرملي ، ود . نقولا سعادة ، وزيادة وإلياس ديب ، والياس رحيم ويوحنا قمير ، ود . أميل المعلوف، ود . فيليب حتى ، ود . إدوارد جرجي ، وألبير مطلق ، وإلياس انطون إلياس ، وكوركيس عواد .. وغيرهم كثير ، لا يعدون ولا يحصون ، ليس في هذه العجالة فقط ، بل حتى لو افردتهم في رسائل ومصنفات لكثرتهم على مر التاريخ الحديث ..
خدمتهم للغة القرآن الكريم العربية في مؤلفاتهم من قواميس اللغة ، أو دليل الإعراب أو الموجز في قواعد اللغة ، أو دليل الإعراب أو المعتمدات في علم العروض والبيان والإعراب ، أو في دوائر المعارف والمناجد في اللغة والأعلام ..
حقيقة وقفت كثيراً في مسيرتي العلمية في البحث والمتابعة واستقصاء تلك الخدمات حتى قلت إن الله يعز هذا الدين بغير اهله ، ويعز اللغة بغير أهلها .
لا يعني علمك في اللغة وتفوقك في علومها ان تكون من قريش ، أو نشأت في بني سعد ، أو عشت كبشار في حجور بني عقيل ، أو أن تكون من أبناء البادية القدماء ، الذين يحتج بهم .
ليس كل ما ذكرت تصبح شروطاً وحيدة للتمكن من اللغة العربية ، إنما حب اللغة والعمل الدؤوب على مراجعتها ودرسها هما الأساس .
يقول جورج متري في مراجعته لكتاب العقيد الركن انطوان الدحداح ( معجم قواعد اللغة العربية في جداول ولوحات ) مثنياً على كتابه وجهده فيه ، وسهولة ما طرحه ولو عمد علماء اللغة ، وأهل صناعة النحو إلى شيء من الحزم ، لجنبونا احتمالات لا تحصى ، وخففوا عنا تخريجات واحكاماً فيها تعسف، وما برحت مستنزفة للطاقة فيما لا نفع كبير فيه .
نحن بمسيس الحاجة إلى كل لحظة جهد ، لقد يسر هؤلاء اللغة وبسطوها للناشئة ، لغير الناطقين بها ، بل لأهلها قاطبة ، وكل من هذه التيسيرات ما أصدروه من معاجم ومصنفات أخرى في تبسيط علمي اللغةوالنحو ، فلهم من أهل اللغة الشكر والتقدير .
والله المستعان …
د . محمد بن إبراهيم الشيباني
رئيس تحرير تراثنا ومركز المخطوطات والتراث والوثائق