الحلقة (14)
سلسلة عقدية تكشف مسائل الجاهلية الدخيلة على دين الإسلام
تراثنا – التحرير :
تواصل تراثنا نشر حلقات متسلسلة من كتاب (مسائل الجاهلية ..التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الجاهلية ) في اطار سلسلة معرفية عقدية ، تظهر فيه مسائل الجاهلية التي تسللت إلى عقيدة الأمة الإسلامية من عقائد دخيلة وبدع وخرافات طارئة لا تمت للإسلام بصلة ( الحلقات كاملة ) .
التاسعة عشرة ( التمسك بخرافات السحر )
في هذه المسألة * يبين المؤلف الإمام شيخ الإسلام مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ سُلَيْمَانَ التَّمِيْمِيُّ (1115-1206 هجري ) احدى الخصال المنتشرة بين صفوف المسلمين فيقول : من خصالهم ( أهل الجاهلية ) الاعتياض عن كتاب الله تعالى بكتب السحر ، كما قال تعالى في سورة ( البقرة : 101-102 )، (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ، وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٢﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٣﴾ والكلام علي هذه الأية في التفاسير مشهور.
تعاطي السحر
ويستطرد الشيخ ” يرحمه الله ” موضحاً : ” هذه الخصلة الجاهلية موجودة اليوم ، في كثير من الناس ، لاسيما من انتسب إلى الصالحين ، وهن عنهم بمراحل ، فيتعاطى الأعمال السحرية ، من إمساك الحيات ، وضرب السلاح ، والدخول في النيران ، وغير ذلك مما وردت الشريعة بإبطاله ” .
*تسجيل صوتي للشيخ محمد حسن عبدالغفار ( مسائل خالف فيها رسول الله أهل الجاهلية – السحر ) .
الكرامة والفسق
ويختتم بالقول : ” فأعرضوا ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ، واتبعوا ما ألقاه إليهم شياطينهم ، وادعوا أن ذلك من الكرامات ، مع أن الكرامة لا تصدر عن فاسق ، ومن يتعاطى تلك الأعمال ، ففسقهم ظاهر للعيان ، ولذا اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وفي مثلهم قال تعالى في ( الكهف – 104 ) ، (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) .
طالع الحلقة السابقة (13) : إنكار الحقّ إذا خالف قول الطائفة من أفعال الجاهلية
الصور : ( الشروق ) .
هامش
*ص (23-24) من كتاب (مسائل الجاهلية ) تحقيق الشيخ السيد محمود شكري الألوسي ، الطبعة الثالثة (1394هجرية ) المطبعة السلفية .