• Post published:07/01/2025

 

الحلقة الأولى

المدارس والمعاهد الأثرية في العالم الإسلامي

 

جالية التصميم والنقوش في المدرسة الجقمقية
جمالية التصميم والنقوش في المدرسة الجقمقية

 

تراثنا – هشام إسماعيل عدرة *:

 

لقد عمل ولاة دمشق وحكامها في العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية على تخليد فترات حكمهم من خلال إشادة مبان معمارية.

 

 

الكاتب هشام إسماعيل عدرة
الكاتب هشام عدرة

 

حي المدارس

ومنها بشكل خاص المساجد والحمامات والقصور والخانات ، ولكن كان الأبرز في فترة المماليك والأيوبيين بناء المدارس التعليمية ،و نشرها في دمشق ، حتى أن منطقة كاملة في دمشق القديمة تحولت إلى ما سمي ب(حي المدارس) في العصرين الأيوبي والمملوكي .

 

المدرسة الجقمقية أجمل مدارس العهد المملوكي في سوريا
المدرسة الجقمقية أجمل مدارس العهد المملوكي في سوريا

والحال نفسه في حي الصالحية القديم خارج أسوار المدينة القديمة ، حيث بُنيت المدارس في العصر الأيوبي خاصة ، من قبل (ست البنين) والدة صلاح الدين الأيوبي – يرحمهما الله – ومازال هناك شارع يُطلق عليه شارع المدارس ، وإحدى هذه المدارس تحولت ، وهي (المدرسة العمرية) في منطقة الشيخ محي الدين يحي الصالحية ، تحولت إلى جامعة داخلية استقطبت طلبة العلم ، من مختلف بلدان العالم الإسلامي في ذلك الوقت .

 

المدرسة الجقمقية

وكما كان لهذه المدارس دوراً مهماً في نشر العلم بين الناس ، كان لها قيمة معمارية رائدة ، حيث تنافس الولاة على التفنن في هندستها المعمارية من خلال اختصاصيين مهرة في فنون البناء .

 

 وتأتي في صدارة هذه الأبنية (المدرسة الجقمقية) حيث تعتبر واحدة من أجمل الأبنية الأثرية التاريخية في مدينة دمشق القديمة ، والتي تتموضع في حي الكلاسة المجاور للجامع الأموي الشهير من ناحية الشمال .

 

وعُرفت بالجقمقية نسبة إلى الأمير المملوكي نائب السلطنة بدمشق (سيف الدين جقمق) سنة 823هجري – يرحمه الله -واكتمل بناؤها سنة (824هجري -1421م) ، وجعل فيها تُربة ، دُفن بها والدته ، ووقف لها أوقافاً كثيرة ، منها سوق جقمق (مكان سوق الصوف حالياً) ، وخان يقع شمال جامع المُصلى ، وطاحونة الأعجام ، في وادي بردى .

 

والمعروف أن (جقمق) قُتل في يوم 27 شعبان 824هجري ، ودُفن في مدرسته ، حيث مازال قبره موجوداً في إحدى زوايا المبنى ، وقدة خلدت الكتابة المنقوشة على واجهة المدرسة أعماله العمرانية ، حيث عُرف عنه اهتمامه الواسع بالتعمير والبناء وحض الناس على الانتقال والسكن داخل المدينة .

 

21 معهداً علمياً

 

المدرسة الجقمقية في سوريا من الخارج
المدرسة الجقمقية في سوريا من الخارج

 

ولقد وصفها المؤرخ الأسدي حين اكتمل بناؤها بقوله:” وجاءت في غاية الحسن ليس بدمشق ولا مصر نظيرها” ،و المدرسة الجقمقية واحدة من عشرين معهداً علمياً كان موجوداً في هذه المنطقة من المدينة القديمة ، والذي يصلح أن يطلق عليه اسم (الحي الجامعي) لدمشق في القرون الوسطى ، حيث شهد الحي بناء عدد من المدارس على غرار الجقمقية ،و منها (الدلامية ) و (الشابكلية) وهناك الظاهرية و (العادلية) وغيرها ..

 

*كاتب سوري

 

يتبع لاحقا ..

 

-والمزيد من التفاصيل يمكن مطالعتها في عدد مجلة تراثنا ..

 

 

نقلا عن تراثنا -العدد 92

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 92- جمادي الآخرة 1446 هجري - ديسمبر 2024 م

 

 

 لاقتناء نسختك 

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

اترك تعليقاً