رغم محاولات طمس واغفال تراثهم
في فترة وجيزة جعل المسلمون اسبانية دولة تشع فكراً ونوراً وعلماً
تراثنا – التحرير :
من الكتب الهامة التي تلقي ضوء بتجرد وبدون عصبية على ( تاريخ المسلمين في اسبانيا )،ما دونه المستشرق الهولندي ربنهرت دوزي Reinhardt Dozy الذي ولع بدراسة العرب والمسلمين في أسبانية ، وظهر ذلك جلياً في مؤلفاته، وبالأخص فيما تُرجم للعربية بأجزائه الأربعة، التي ساير فيها العرب منذ البداية ، وقبل زوال دولتهم بسقوط غرناطة عام 1492 م .
• دولة العرب في اسبانية أسهمت بنصيب أوفي في قيام الحضارة الغربية الحديثة .
• لم يكن للتعصب الديني في الاندلس من أثر رغم محاولة الكتاب الغربيين تصويره بخلاف الواقع .
• جريرة أحفاد العرب في عدم العناية الجدية بتراث أجدادهم المسلمين في الاندلس أشد وأنكى .
كتاب ( تاريخ المسلمين في اسبانية ) من مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، طُبع عام 1383هجري ( 1963م) وبين أيدينا منه الجزء الخاص ب( الحروب الاهلية ) ويقع الكتاب في 254 صفحة من الحجم الوسط ، و وخُتمت صفحة الغلاف الأولى الداخلية بخاتم يحمل عبارة ( صدقة جارية على روح د . رفيق حسن الحليمي – رحمه الله عليه ).
ترجم الكتاب : د حسن حبشي ، الملقب بشيخ المؤرخين ( 1915- 2005 م ) .
مراجعة : د .جمال محرز – د . مختار العبادي
من منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي (المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر) .
تشع فكرا وحضارة
وجاء في مقدمة المترجم حسن حبشي ما نصه : أقام العرب في أسبانية في العصور الوسطى دولة كان لها من التقاليد والنظم ما أسهم بنصيب أوفي في قيام الحضارة الغربية الحديثة ،واستطاعوا في فترة قصيرة من الزمن أن يحولوا أسبانية العصر الوسيط إلى دولة تشع الفكر والعلوم ، ولم يكن من التعصب الديني فيها من أثر ، برغم ما يحاول الكتاب الغربيين تصويره ، مما لا يستقيم مع منطق التاريخ والأحداث الطبيعية ..
أين العرب ؟
وينعى المترجم تجاهل العرب لهذا التاريخ المشرق ويقول : واذا كانت ريح التعصب الأوربي قد حاولت طمس معالم الحضارة العربية في الاندلس بإهمال تاريخهم مقصوداً، فإن جريرة أحفاد العرب في عدم العناية الجدية به لأشد وأنكى .
دور المستشرق دوزي
ويشيد المترجم بجهود دوزي حيث يشير إلى أن ” تاريخ الاندلس ظل شغله طول حياته حتي أصبح العالم المفرد في وقته ” و يقول : ويستدل على أهمية الكتاب الترجمات التي صدرت له ، على أن القارئ العربي لم يعرفه إلا عن طريق الاشارات إليه في ثنايا الأبحاث التي صدرت بالعربية ” .
ويضيف : ولقد تهيأت لي الفرصة لمطالعته كاملا عدة مرات ، كنت في كل مرة اكتشف فيها جديداً .. فكان من ذلك هذه الترجمة العربية ..
تعليق واستدراك
وفي ختام الكتاب ، لم يشأ المترجم إلإ ان يضع ملاحظاته على ما نقله على لسان المستشرق الهولندي دوزي تحت عنوان اسماه ( تعليق واستدراك ) بشأن قوله ان المسلمين لم يبتدعوا شيئا ! وناقش المقولة بالتفنيد والادلة قبل ان تجد لها صدى عند بعض – المغرضين السطحيين – كما وصفهم ، منوهاً بأن الدولة الجديدة التي أقامها العرب – على أسس إسلامية خالصة – تفوق كل الدول الحديثة بفضل ما تهيأ لها من اسباب التخطيط السياسي والاجتماعي والاقتصادي ..
هامش :
(*) : حسن حبشي محمد محمود (21 مارس 1915م – 17 يوليو 2005م)، مؤلف، مؤرخ و مترجم. لقّب بشيخ المؤرخين العربتجاوز عدد كتبه الخمسين بين تأليف وتحقيق وترجمة، بعضها ضم عشرة أجزاء. أشرف على أكثر من 80 رسالة جامعية، أتقن عدة لغات مثل الإنجليزية، اللاتينية والفرنسية، يعتبر أهم مؤرخي الحركة الصليبية، عمل في دار الكتب المصرية، وكان عضوا في لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، نال العديد من الأوسمة المصرية والعالمية. ومات مريضا بدون أن يشعر به أو معه أحد.( عالم المعرفة ) .