الدراسة اقتصرت على القرن الثامن عشر وما بعده (الحلقة1)
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني *: اخترت دراسة د ، محمد رشيد الفيل ( الجغرافية التاريخية للكويت ) لعرضها على القراء والباحثين لدقة التفصيل ، حيث يتكلم على أمور تاريخية من الكويت القديمة التي كان التركيز عليها في دراسته وهي المناطق القديمة ،أولا تشمل حي الوسط , ثانيا حي الشرق والقبلة , ثم تالي الثلاثة حي المرقاب ،وسنأتي على تفصيلها في عدة حلقات متتابعة .
• تتميز دراسة د . الفيل عن جغرافية الكويت التاريخية بدقة التفصيل وتفرده بالأمانة .
• الدراسة غطت اسماء البرايح والأحياء والبرك والحفر وأماكن خزانات المياه والنقع وغيرها .
• شملت الدراسة أعمال أهل الكويت قديما في صيد السمك واللؤلؤ وتجارة حمل البضائع وبناء السفن والتجارة .
• استملاك الحكومة لبيوت المواطنين وتعويضهم المالي تمهيداً لهدمها وجعلها مناطق تجارية .
• شهدت الكويت حضارات عريقة بحكم موقعها الجغرافي ومجاورتها للعراق وفارس وشبه جزيرة العرب .
الفرجان والبرايح
وتتميز دراسة د . الفيل عما كتُب من كتابات في تاريخ الكويت تفرده بالدقة والأمانة ، حيث ذكر الساحات ( البرايح ) والأحياء الصغيرة ( الفرجان ) واسمائها ، والحفر والبرك التي تتجمع بها الأمطار ، واسماء من حفرها ، او التي تقع في الحي ( الفريج ) الذي يحمل أسم أسرة من الأسر التي تكثر بيوتها فيه أو لغنى الأسرة .
المناطق السكنية
وتميز هذه الدراسة ، ذكره أماكن الخزانات التي تضخ منها المياه العذبة إلى المناطق السكنية داخل السور أو القرى ،والجزء من خارج السور ، أو ما بعد ذلك وهي المناطق النموذجية الجديدة ، بعد انتقال السكان إليها بعد تثمين بيوتهم .
النقع وأصحابها
وقد عرجت الدراسة على أحواض السفن ( النقع ) في الواجهة البحرية ، من بداية حي الشرق ، حتى نهاية حي القبلة ، عند المقصب أو قبالة المستشفى الأميركاني ، وذكر أصحاب هذه النقع من أسر الكويت المشهورة بتجارها ، أو بسفنها التي كانت معدة للغوص والسفر وذكر أشهرها (1) .
مدينة الكويت
أما مدينة الكويت التي بصدد التركيز عليها ، ومدار البحث في هذه الدراسة عنها وأهلها ، فقد أبلى الدكتور الفيل بلاء طيباً ، فاق من كتب قبله في هذا الموضوع .
أعمال أهل الكويت
وذكر د . الفيل أهم أعمال أهل الكويت التي كانوا يقومون بها آنذاك من صيد السمك واللؤلؤ وتجارة حمل البضائع ، وبناء السفن ، والتجارة في الأعمال الأخرى الاستهلاكية التي تفي بالحاجات المحلية ، حيث وضح ذلك في صفحتي 590 ،591 شخصية الكويت من خلال إحصاء عام 1904 م ، وقد وضع جدولاً بالمهن التي كانت تزاول آنذاك ، وأشياء أخرى من واقع معايش الناس وأحوالهم ونشاطاتهم المتنوعة .
استملاك البيوت
وفي آخر الدراسة ، ذكر د.الفيل استملاك الحكومة لبيوت المواطنين في الأحياء الأربعة وتعويضهم المالي ،وذلك تمهيداً لهدمها وجعلها مناطق تجارية ، وهو ما حصل بالفعل بعد خروج المواطنين إلى المناطق الجديدة خارج السور .
وقد ذكر د . الفيل المناطق الجديدة وفق تقارير حصل عليها منذ نهاية عام 1954 حتى عام 1970 م .
وفيما يلي جوانب مختصرة منتقاة من الدراسة :
الجغرافية التاريخية ( تعريف ) .
الجغرافية التاريخية موضوع حديث في معالجته ، قديم في موضوعه ،ولقد بدأت الجامعات حديثاً تهتم بالجغرافية التاريخية لأهميتها وخطورتها ، فقد أعلن هارتسهورن HARTSHORNNE ( فيلسوف الجغرافية المعاصر) أن الجغرافية التاريخية قسم مهم من أقسام الجغرافية، وأن الجغرافية الحاضرة تكتسب عمقاً ومعنى بالرجوع إلى جغرافية الماضي ، وهي تشمل دراسة البيئة على أنها مسكن للإنسان أو المسرح الذي يلعب عليه الإنسان دوره في الحياة ،وتمثل عليه الحوادث التاريخية في الماضي والحاضر والمستقبل .
وبالنسبة للإستاذ سليمان حزين فإن الجغرافية التاريخية هي دراسة تطور العلاقة بين الانسان والبيئة خلال الزمن ، أما ميشيل MITCHELL ( 1959 م ) فيعرف الجغرافية التاريخية على أنها جغرافية الماضي THE GEORAPHY OF THE PAST وهي بكل بساطة تتضمن دراسة جغرافية أية منطقة في أية فترة من الفترات ، وأن كل دراسة لجغرافية الماضي والتغيرات الجغرافية عبر السنين الطويلة ، هي جغرافية تاريخية سواء شملت تلك الدراسة الحضارة أو الجغرافية الطبيعية والبشرية ، وجاء هذا التعريف في دائرة المعارف البريطانية حيث تنص على انها تلك الجغرافية التي تعيد تصوير جغرافية الماضي وتتبع التطورات التي حصلت عبر الزمن (2) .
ويأتي د .الفيل في كتابه على تفصيلات اصطلاحية وتعريفية تتعلق بالدارسة يمكن الرجوع إليها في الكتاب ، أو مجلة تراثنا في عددها رقم 58 الصادر بتاريخ مايو/ يونيو 2016م .
الكويت الحديثة
يذكر د . الفيل تحت هذا العنوان ما يلي :
لقد قصرنا دراستنا على الكويت الحديثة منذ نشأتها في القرن الثامن حتى الوقت الحاضر ، كان بالإمكان أن نبدأ قبل هذا ، فالكويت كانت مركزاً حضارياً قديماً ، فلقد وجدت آثار حضارية في فيلكة وفي الصليبيخات ، ومن ألمؤكد ان الكويت شهدت حضارات عريقة بحكم موقعها الجغرافي ومجاورتها لمراكز حضارية عريقة ، سواء كانت في العراق أم فارس أم شبه جزيرة العرب ، ولكننا قصرنا دراستنا على هذه الفترة المتأخرة لأن الكويت الحالية هي من نتاج الفترة المتأخرة .
دراويز البوابات القديمة
وقد كتب د . الفيل عن البوابات القديمة الأسوار ( الدراويز ) و ما تبقى منها في الوقت مثل بوابة دسمان ، بوابة البريعصي ( دروازة الشعب ) والتي تؤدي إلى حولي ، بوابة دروازة نايف على الطريق الرئيس إلى شارع الرياض، ودروازة الجهراء التي يؤدي طريقها إلى الجهراء ، ورسم لها خريطة.
بانوراما مدينة الكويت
إلا أن هنا من اعاد رسم الأسوار ( بشكل تصوير بانوراما الكويت ) من الوثائق وكتب الرحالة القديمة ، هو الباحث بشار خليفوه ، وريشة أسعد بوناشي ، وهكذا ، وإلا فالبوابات (الدراويز الأولى 1760 ) في الأسوار القديمة ، أكثر من أربع بوابات ، حددت في كتب تاريخ الكويت القديمة ، مثل كتاب الشيخ عبدالعزيز الرشيد والشملان والقناعي والفرحان وخزعل وغيرهم ، وهي ست بوابات :
دروازة بن بطي .
دروازة القروية .
دروازة العبد الرزاق .
دروازة الشيخ ( وهو محل الصنقر ويسمى محل ادهيمان ) .
دروازة السبعان .
دروازة البدر .
وقيل إن هناك باباً سابعاً يسمى دروازة الفداغ . (3)
يتبع لاحقا
*رئيس التحرير
هامش
1- سنأتي على ذكرها من خلال هذه الدراسة ،ودراستي لطبعات السفن ، مع ما سبق ذكره من الفرجان والبراحات والبرك والحفر .
2- الفيل : الجغرافية التاريخية للكويت ص 14
3- انظر الفيل 549 والمطيري ( تاريخ علم الكويت ) و الشيباني ( مختصر تاريخ علم الكويت ) .
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق • لا تتوفر تراثنا حاليا في الاسواق وإنما عن طريق الاشتراك ..التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965