الحلقة الأولى
من التراث الاقتصادي الإسلامي
تراثنا – محمد بن إبراهيم الشيباني * :
وقع اختياري على صفحات منتقاة من مؤلفات العلامة عمر رضا كحالة – رحمه الله – من كتاب (مباحث اجتماعية في عالمي العرب والإسلام)، وهي الصفحات من (109 -119) حيث توسع في بعض الخفايا العلمية النادرة في العلوم المتنوعة ، وبالأخص منها المعنية بتاريخ (النقود) .
يذكر أننا في مركزنا (مركز المخطوطات والتراث والوثائق – الكويت) نعني بمثل هذه البحوث، لا سيما أننا نملك نقود أصلية تعود إلى عصور الإسلام الأولى ، كالأموي والعباسي والمملوكي وغيرها ، ناهيك عن النقود ما قبل الإسلام والحضارات غير العربية ، كما لنا مشاركات في كثير من المزادات التي تعني بها ، ولنا متابعة عن كثب لما يباع منها ،وينشر من مجلات ومؤلفات وغيرها .
وكعادتي في تحقيقاتي للكتب أسعى لسبر أغوارها لإظهار ما تكنه بطونها من معلومات ثرية ، وفي هذا المبحث اعتنيت بما يتعلق ب (النقود) التي ظهرت في بدايات نشأة الدول الإسلامية ، وهو ما لن تجده في كتب أخرى أُلفت في الموضوع نفسه ، وهذه إشكالية في كتب الأقدمين، إذ تموت مؤلفاتهم بموتهم ، بينما أكثر العلوم ثراء تضيع في ثنايا الكتاب .
الدينار قبل الإسلام
عرف العرب قبل الإسلام الدينار ، وهو من الكملة اليونانية اللاتينية “ديناروس” ، وهو اسم وحدة من وحدات العملة الذهبية ،وقد استعملها العرب في الإسلام ، وكانت ترد إليهم من قبل الروم .
الدينار إيام الخليفة عمر بن الخطاب :
ولما أستخلف عمر بن الخطاب ، أقر الدينار على حاله ، ثم ضرب معاوية بن أبي سفيان عليها تمثاله متقلداً سيفا .
الدينار في عهد عبدالملك بن مروان :
ولما استوثق الأمر لعبد الملك بن مروان ، بعد مقتل عبدالله ومصعب ابني الزبير والعوام ، فحص عن النقود ، وضرب الدنانير سنة ست وسبعين من الهجرة .
الدينار في عهد هارون الرشيد :
وضرب في عهد هارون الرشيد دنانير زنة كل منها مئة مثقال ، كانت تفرق على الناس في النيروز والمهرجان .
الدينار في عهد المأمون :
وفي عهد المأمون ، تفرقت أماكن ضرب العملة الذهبية ، وتقرر ضرب طراز جديد ، وأصبحت العملة الذهبية بعد عام (212 هجرية – 827 م) من أهم حواضر الولايات الإسلامية
الدينار في عهد العباسيين :
وكان لبني العباس دنانير الخريطة (أي الخزانة الخليفية) ،وكان ينعم منها أمير المؤمنين على المغنيين ونحوهم .
الدينار في عهد السلطنة العثمانية :
وضربت الدنانير لأول مرة في الدولة العثمانية سنة (883 هجري- 1478م) ، أيام السلطان محمد الفاتح ، وكانت النقود الأجنبية قد زادت قبل ذلك التاريخ عما كان متداولا من نقود سلجوقية متأثرة بالنقود العربية .
واستعملت الدولة العثمانية لفظ (التون والتين)، فكان الدينار الذي كان معروفاً في الممالك الإسلامية ، وهو لفظ مغولي شائع في إيران ، ويعني الذهب التبر ، ويُقصد به الذهب المضروب .
وفي أيام السلطان سليم الأول وأخلافه ،حدث تحول كبير في الإدارة ، وأصاب النقود تطور كبير ، غير أنها حافظت على وزنها نوعا من أيام السلطان محمد الفاتح .
ثم حدثت تغيرات هامة أيام السلطان سليم الثاني ، واستمر النقص في الوزن حتى اختل أيام السلطان مراد الرابع.
والمزيد من التفاصيل تم بسطه في مجلة تراثنا العدد 91.
يتبع لاحقا ..
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا
نقلا عن تراثنا – العدد 91
بادر بحجز نسختك
تواصل مع تراثنا