• Post published:05/07/2018

أدب الرحلات  (الحلقة الأولى)

من جعبة ذكريات السياحة في أرض الله الواسعة 

 

العلامة عبدالعزيز بن باز - يرحمه الله
العلامة عبدالعزيز بن باز – يرحمه الله ( صورة )

 

تراثنا –  د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

دخلت على الشيخ عبدالعزيز بن باز صباح يوم من عام 1986 في مكتبه ، وكنت على موعد معه ، ورأيت ثلاثة مشايخ أساتذة متحلقين حوله ، وكل واحد منهم أمامه كومة كبيرة من الملفات ملأي بالأوراق بألوانها المتنوعة ، والشيخ يجيب عن كل واحد منها إجابة واحدة ،ويكتبها ذلك الأستاذ ، ثم يوقعها الشيخ .

 

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد بن إبراهيم الشيباني

 

د . الشيباني

  • لم أر بعد الشيخ بن باز عالماً مثله في البركة والعمل وقضاء وقته في خدمة الناس كافة .

  • تحمل ” يرحمه الله ” على نفقته الخاصة كافة تكاليف ضيوفه الكُثر لأداء مناسك الحج والعمرة.

  •  كان يسعد بلقاء الضيوف ويسمع منهم لطائف أحاديثهم ويقضي حاجات وفوده من كل البلدان.

 

وهكذا الثاني والثالث ، ثم يتوقف الثلاثة عن السؤال لدخول صحافي يجري لقاء سريعاً معه ، ثم يخرج فيتصل أناس من أميركة وأوربة أو دول عربية أو خليجية أو آسيوية ، فيرد على أسئلة المتصلين ، ثم يتصل مسؤول أو أمير يسأل عن موضوع ما ، ثم يدخل صحافي آخر أو صاحب شكوى ، أو حاجة مهمة ، أو جماعة من القبائل أو ..!

 

العلامة عبدالعزيز بن باز - يرحمه الله
العلامة عبدالعزيز بن باز

 

رأيت صنوف من الناس وسمعت أنواع من الشخصيات تحادثه ، فقلت في نفسي : في هذا اليوم رأيت في مكتب الشيخ  ابن باز ما رأيت ، فكيف بباقي الأيام؟

 

مشاركته الغداء

 

ثم تأتي فترة الظهيرة ، فيذهب يصلي في المسجد الملاصق إلى بيته لا تنقطع المكالمات الهاتفية من الداخل والخارج ، ثم يجهز الغداء ، فترى عشرات البشر من كل البلدان تشاركه في الغداء .

 

سعادته بالضيوف

 

العلامة ناصر الدين الألباني والعلامة بن باز والملك فيصل وجمع من العلماء - يرحمهم الله
العلامة ناصر الدين الألباني والعلامة بن باز والملك فيصل وجمع من العلماء – يرحمهم الله

 

يقول أحد أساتذة جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية ، وهو صديق لي ، هكذا يومياً ، الغداء في بيت الشيخ ابن باز يرحمه الله ، وبعد الغداء تكون الدردشة و النقاش معه ، بل المرح و الضحك ، كان يسعد بلقاء الضيف ، ويسمع منهم لطائف أحاديثهم ، وحكاياتهم يتخللها الملح ونواد الأخبار .

 

لم أر مثله بالبركة

 

لم أر بعد الشيخ ابن باز إنساناً مثله في البركة في علمه ، ووقته وخدمته للناس كافة ، وهذه الأعمال ليست في الرياض فقط حيث سكنه،  بل كذلك الأمر في سكنه بالطائف ، حيث يمتلئ بالضيوف القادمين من كل فج عميق ، وبيته في العزيزية ” مكة المكرمة” وضيوفه كذلك الكثر كلهم على نفقته الخاصة في الحج والعمرة

.

طالع الجزء الثاني والأخير :

الشيخ بن باز كما رأيته

 

كف بصر  الشيخ بن باز لم يمنعه من العلم والعمل ، وخدمة البشر بالقول والعمل ، فكان كل وقته وعمله بركة وخيراً. رحم الله الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز ، و أسكنه فسيح جناته ، وجمعنا معه برحمته الواسعة .

 

 

و الله المستعان ،،

 

 

يتبع لاحقا ..

 

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا

 

 

 

تواصل مع تراثنا

 

 

اترك تعليقاً