مشاهدات أدب الرحلات (2)
من أوراق جولة التقوا بها تركي بن سعود وبن جلوي وبن عرافة
تراثنا – د . محمد بن ابراهيم الشيباني *
: هذا هو” خان بهادر” عبدالله عبدالإله القناعي – يرحمه الله – كنز معلومات ، نلقي الضوء على نوع جديد من ميراثه الذي تركه للأجيال ، ففي كل يوم نكتشف في أوراقه جانباً من العلمية الأثرية ، ومازال هناك الكثير جداً الذي يتطلب الصبر لدراستها واستخراج ما فيها من درر .
تستعرض تراثنا على حلقات من كتاب ( رحلة خان بهادر عبدالله عبد الإله القناعي من الكويت إلى نجد والرياض ثم الكويت ) مؤثقة من قبل صاحب الرحلة القناعي في يومياته بالتاريخ واليوم والساعة والدقيقة ! انطلاقا من رحلة بدئها من السرة في الكويت إلى الزلفي في 68 يوميا عام 1917 م.
- 28 اكتوبر الموافق 11 من محرم يوم الأحد ، ثورنا من الزلفي الصبح الساعة الثانية عشرة ، فوصلنا إلى أول نفود الثوريات الساعة الثانية ، وصلنا إلى أول نخل بالنفود يسمي نخل الحضمة الساعة الثالثة ، والساعة الثالثة اتينا إلى نخل العبد ، والساعة الخامسة والدقيقة الخمسين ضحينا بالنفود ، وثورنا الساعة التاسعة وفارقنا النفود المغرب الساعة الثانية عشرة ، واتينا المستوى ارض مستوية ، فنزلنا وصلينا وثورنا الساعة الثانية عشرة ،وامرحنا الساعة الثالثة بالمستوى .
- 29 اكتوبر مطابق 12 من محرم يوم الأثنين ، ثورنا الساعة 12 من المستوى ، ووصلنا إلى شعيب ابوبرقة الساعة الواحدة ، وابوبرقة ضليعات على أيمن الطريق ، وعلى ايسره ، عليهم ارجوم ، وكان في السابق على حياة محمد العبدالله الرشيد ماؤه غزاي ، واستقام عليه حتى رأينا رسم مساجدهم ومطابخهم من حدر مرصوص باقية إلى الآن ،وفارقنا أبوبرقة الساعة الثانية ، ونزلنا الساعة الثالثة للمقيل ، وثورنا الساعة الثامنة فوصلنا الى الشماسية الساعة العاشرة ، فنزلنا نصلي العصر ، وفي الشماسية نخل تحت ضلع يسمى ضلع المستوي ، يشابه الطويق ، له يعقبه عسرة لازم الراكب ينزل من ذلوله ،واما ما يصير على وروكها ، فوصلنا إلى اول رجبة منها ، فسقينا الركائب ماؤها حلو ، وطول الستر نحو عشرة أبواع ، وقبلي البلد والنخل نفود يسمى الشماسية يبعد عنها قدر سبع دقائق .
ثورنا منها الساعة العاشرة والدقيقة الحادية عشرة ، فنزلنا وتعشينا وصلينا ، وثورنا الساعة الثانية عشرة ، وامير الشماسية اسمه فوزان العبدالله ، لم نتواجه معه لأن ضلع المستوى حده من شمال حائل ، ومن جنوب شقرة ، ووصلنا إلى أول النفود القريب من بريدة ، ونزلنا الساعة الثالثة وامرحنا إلى الصبح .
- 30 اكتوبر مطابق 13 من محرم موافق الثالوث ( الثلاثاء ) ثورنا الساعة الواحدة والدقيقة العشرين من مبيتنا ، وقبل دخولنا بريدة ، ارسل لنا الأمير تركي بن عبدالعزيز آل سعود اثنين وعشرين خيالاً متقدمهم عباس الفلاجي الشمري من رجال بن سعود ، وعرضوا قدام الصاحب مقبلين ومجتين ، فوقفنا عشر دقائق في برحة واسعة بين النخيل و البلد ، ودخلنا الساعة الثالثة ،وذهبنا إلى القصر وواجهنا تركي مع عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي وسلمان بن محمد العرافة ،واستقمنا عنده قدر خمس واربعين دقيقة ، تقهوينا وطلعنا منه ، وجينا المخيم ، وارسل لنا تركي عشر كواني عيش ، وعشرة روس غنم ودجاج و رطب ورقي .
وبعد صلاة العصر ، سيرنا مع الصاحب على الأمير عبدالعزيز ، فاستقمنا عنده نصف ساعة ، تقهوينا وطلعنا منه ودخلنا إلى السوق نتفرج .
-
- 13 اكتوبر مطابق 14 من المحرم الموافق يوم الربوع ( الأربعاء ) مقيمين في بريدة ، وسير حضرة تركي بن عبدالعزيز آل سعود مع عبدالعزيز بن مساعد جلوي أمير بريدة وسلمان العرافة وسعود بن عبدالله العرافة الساعة الثانية على حضرة الكولونيل هملتون على خيل ، ومعهم خدامهم وعبيدهم ، وبعض الأخوان ، الجميع على خيل نحو سبعين راس ،و طلب منهم الكولونيل انهم يعرضون ، وعرضوا جميعهم أل سعود وخدامهم أل سعود وعزوتهم خيال العوجة ، وانا بن مجرن وخدامهم وعزوتهم خيال التوحيد .
وانا اخو من طاع الله وثلاث مرات يجبلون ويقفون ،و من بعد نزولوا عن الخيل ودخلوا في الصيوان مع حضرة الكولونيل ، وأمر لهم بالقهوة والجاه والبسكوت ، وجلسوا قد نصف ساعة ثم قام تركي بن جلوي ساعة إلا ربع ، وثم اركبوا خيلهم الساعة الرابعة ادخلوا البلد ، والكولونيل اهدى لتركي ساعة ذهب معها صنقل ذهب ، وفي الليل سير منصور بن الرميح على الصاحب واهدى الصاحب ذلول اقيام ثلاثين ليرة .
كاتب وكتاب
كتاب ( رحلة خان بهادر عبدالله عبد الإله القناعي من الكويت إلى نجد والرياض ثم الكويت ) تحقيق د . محمد بن إبراهيم الشيباني ، يقع في 94 صفحة من الحجم الصغير ، موثق بصور ووثائق تاريخية ، الطبعة الأولى 1423 هجري – 2003 م ) ، منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ( قسم وثائق الخليج والجزيرة العربية ) سلسلة رقم 9 .
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا
يتبع لاحقا