الحلقة الثالثة
من تاريخ الكويت البحري
تراثنا – التحرير :
في الحلقة الثالثة ، تسلط تراثنا الضوء على دور السفن الشراعية الكويتية في معالجة ندرة المياه في الكويت ومساهمتها في نقلها إلى محتاجيها من السكان لأغراضهم المتعددة وبالأخص الشرب والطبخ .
الماء العذب في الكويت
يدرك قليل من الناس اليوم المعاناة التي تكبدها أهل الكويت في الحصول على الماء العذب الصالح للشرب وللطبخ قبل ظهور النفط في الكويت .
فأرض الكويت صحراء مطلة على البحر ، لا ماء عذب فيها إلا القليل الموجود في بعض الآبار المتفرقة والموجودة خارج أسوار المدينة ، أو ما يجود به المطر من ماء قليل خلال فصل الشتاء .
زيادة الحاجة للماء
ولكن أهل الكويت آنذاك لم يصعب عليهم شيء في سبيل العيش داخل مدينتهم ، فحين زادت الحاجة إلى الماء العذب نتيجة لزيادة عدد السكان فيها ، بنوا سفن نقل الماء ، وهي تشبه سفينة ” البوم” في الشكل وفي داخلها خزانات خشبية محكمة معدة لتخزين الماء فيها .
ففي كل يوم تبحر العشرات من هذه السفن إلى شط العرب وتعود محملة بالماء العذب الذي كان ينقل ويوزع على المنازل بوسائل نقل مختلفة .
سوء الأحوال الجوية والماء
ومع ذلك لم تنته معاناة الكويتيين في سبيل الحصول على الماء العذب ، فحين تشتد الرياح وتسوء الأحوال الجوية فإن سفن نقل الماء الذاهبة إلى الشط ” شط العرب” يقل عددها .
فيصبح الماء العذب نادراً في المدينة ،وبخاصة في أشهر الصيف الحارة ، ولقد كان من المألوف أن ترى جمعاً من المواطنين ، رجالاً ونساءً ، وهم واقفون على الساحل والأوعية في أياديهم ينتظرون وصول “بوم” الماء لكي يحصلوا على عدة جالونات منه تكفي للشرب والطبخ .
مقطرات لماء البحر
ولكن حين تسلم الشيخ عبدالله السالم الصباح الحكم في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين ، أمر بإنشاء مقطرات لماء البحر لتأمين المياه العذبة للمواطنين .
ففي عام 1953 م ، تم تقطير مليون جالون من الماء العذب يومياً ، وتوسع العمل بعد ذلك توسعاً كبيراً في إنشاء محطات تحلية مياه البحر أدى في نهاية الأمر إلى انتهاء المعاناة ، التي كان يتكبدها الجيل الماضي ، جيل الآباء والأجداد في سبيل الحصول على الماء العذب .
طالع الحلقة الثانية :
الاستاذية الكويتيين امتازوا بصناعة السفن الشراعية بدون خرائط
نقلا عن تراثنا / العدد 43
تواصل مع تراثنا