لقاء تراثنا – العدد الخامس
سكة بن دعيج (1940 -1950م)
تراثنا – التحرير :
تعد سكة ابن دعيج ( سوق بن دعيج ) من الأسواق المهمة التي ترجع تسميتها إلى أسرة ابن دعيج التي التي تقطن المكان ، والتي ما مازالت بقاياها قائمة ،و تمتد من مدخلها الشرقي عند دروازة بن عبدالرزاق التي تسمى سابقا (المدفع) .
تجدر الإشارة أن من أشهر رجالات الأسرة محمد عبدالرحمن الدعيج وابنه علي ، وعلي الدعيج (المدير السابق لمجلس التخطيط ما بين عامي (63-1970م ) وتوفي عام 1983م.
محمد الخرس
-
سوق بن دعيج أُطلق على سكة ضيقة مسقوفة بالخشب والشينكو تنتشر محلاته ودكاكينه على الجانبين على امتداد كيلو متر .
-
ترجع تسميته إلى سكن أسرة بن دعيج فيه ومن معالمه مدرسة الملا زكريا ومحلات بيع الخضروات والفواكه والمكسرات ..
-
ينتشر الفقراء عند مدخل السكة طلبا ًللحسنة من المتصدقين فيما يشرب المارة ومرتادوا السوق من الحِب المنتشر في أرجاءه
وتمتد السكة الضيقة لأكثر من كيلومتر وتنتهي غرباً إلى براحة ابن الدعيج وبالقرب من هذه الساحة يوحد سوق التجار ..
جاء ذلك على لسان الباحث محمد علي الخرس الذي شغل منصب أمين مركز رعاية الفنون الشعبية في لقاء أجرته معه تراثنا في عددها الخامس (شوال 1417 هجري – مارس 1997م) واختصت بالفترة من بين عامي (1940-1950م) .
ويقول : تضم السكة عدة منازل ، وبعض السكك الضيقة التي تؤدي إلى تلك المنازل المسكونة من أهل هذه المنقطة ، وفي جنبات السكة تنتشر المحلات والدكاكين .
ويعطي القارئ صورة ذهنية عن السوق في وضعه السابق قائلاً : نظراً لضيق السكة يتزاحم الناس بها ، غير أنه يمكن لوسائل النقل الأخرى كالعربات والحمير المرور من خلالها لنقل البضائع لأصحاب المحلات المسقوفة بالخشب المربع المغطى بألواح الشينكو ، مما يقي الناس حرارة الشمس والامطار ، ويستدرك بأن بعض أجزاء السوق الخالية من الغطاء يمتزج ماء المطر بالتراب فيتكون الطين اللزج الذي تصعب فيه الحركة إلا بشق الأنفس .
ويعدد الخرس الأنشطة التي امتدت على أرجاء السوق ونواحيه ، فيذكر منها :
-التناك : حيث يقوم التناك بعمل الأدوات التي تلبي مختلف الاحتياجات المنزلية من مادة التنك وهي رقائق من المعدن سهلة الطرق ومنها طرمبة الجاز والمحطات ومغراف الجاز والدوَّة ومختلف أنواع العلب المعدنية ، ومن اشهر العاملين في هذه المهنة فهد التناك .
مدرسة ملا زكريا : أحدى المدارس الأهلية ، حيث يقوم المطوع (الملا) بتعليم الأولاد الكتابة والقراءة والقرآن الكريم والحساب ، وكان ملا زكريا – يرحمه الله – صاحب المدرسة وأولاده محمد وعبدالله ويحي يقومون بمساعدته ، والتدريس فيها أيام الصيف بعد أن تعطل المدارس الحكومية .
-الخضروات والفواكه : تكثر في السكة محلات بيع الفواكه والخضروات التي تجلب من خارج الكويت ولا سيما البطيخ والرقي والعنب والبلح والتمر والتفاح والمشمش ، ومن داخل الكويت خاصة من مزارع الجهراء و جزيرة فيلكا والفنطاس ، تجلب الطماطم والجزر والطروح والرقي والقرع والبطاطا والبامية والباذنجان والبمبر والكنار ، كما تتواجد في السكة محلات بيع الشاي والسكر والملح والباجلا والعدس والماش والنخي والكشمش والربيان الناشف واللومي الأسود ومختلف أنواع البهارات الخاصة باستعمالات الأغذية .
-بائع البرجوتة : وهو الشخص الذي يبيع الخردوات المختلفة ، مثل الخيوط بأنواعها ، والبكرات الملونة وأنواع الأبر (جمع أبرة) الخاصة بالخياطة ، وأدوات تجميل الملابس النسائية والمشوط (جمع مشط) والفركينات وأنواع الكلاليب و الأزرة (جمع زرار) .
– -محلات التجارة : مثل محلات صناعة القبقاب النسائي ،وأدوات لعب الأطفال ، كالنباطة (النبلة) والعربات الخشبية الصغيرة الملونة ، كذلك أسّْرة الأطفال والمباخر (مبخر) الخشبية ، الصغيرة الملونة ، والشداخة (مصيدة الفئران) والتختة الخشبية للجلوس عليها في المنازل ، والسجاد والصناديق والكراسي الخاصة بالحِب ، والبرمة والفرشة الخاصة بشرب الماء ، وكذلك المرازيم (مرزام الماء) الخاص بالماء والأمطار النازلة من سطوح البيوت ، والغطاء الخشبي لفتحة البركة الخاصة لتجمع الماء، وكرسي المصحف والكراسي الصغيرة .
أنشطة مختلفة
وتطرق الباحث محمد علي الخرس أمين مركز رعاية الفنون الشعبية إلى مجالات وانشطة عدة تزاول في سوق بن دعيج ، نشير إليها بإيجاز مثل : باعة الملح ، محلات التصوير ، الخياطين باعة التتن ( التبغ)، المقاهي ، محلات الحلاقة (المحسن) ، باعة العنجكك ، القفاص (صانع الاقفاص) ، المجني (تصليح الاباريق) ، باعة الشربت (العصير) ، بائع الكركري (الحلويات)، باعة القروضات (المكسرات) ، الخراز ، بائع حلوى الرهش والبقصم .
السقاية والصدقات
وينوه الخرس إلى بعض المعامل في السكة التي تعبر عن ما جُبل عليه أهل الكويت من حب الخير ، حيث تنتشر في أرحاء السوق مجموعة حبوب الماء (جمع حِب) لإطفاء ظمأ المارة وعابري السبيل ، فيما يتواجد الشحاذين من كبار السن من غير الجنسية الكويتية ، يجلسون عند مدخل السكة مستندين على الحائط ، حيث يتصدق عليهم المارة والمتسوقين المحسنين من اهل الكويت ،
وفي اللقاء تفاصيل موسعة يمكن الاطلاع عليها في العدد .
نقلا عن تراثنا – العدد الخامس
تواصل مع تراثنا
أدوات لعب الأطفال, أعداد قديمة من مجلة تراثنا, أنشطة في سوق بن دعيج قديما, أنواع البهارات, الباحث محمد علي الخرس, البركة قديما في البيت الكويتي, التختة الخشبية, الخياطين وباعة التتن, الشحاذين في سوق بن دعيج, الشداخة, المباخر والمبخر, المرزم والمرازم, المقاهي في الشعبية, الملا زكريا ومدسته, النباطة, بائع الكركري, باعة البامية والبمبر والكنار, باعة الشربت, باعة الطماطم والرقي والقرع والبطاطا, برمة الماء, بيع الباجلا والعدس والماش, بيع الربيان الناشف, بيع الطروح, تصليح الأباريق قديما, تعلم القرآن عند الملا, تعلم القراءة والكتابة, حب الماء, سوق بن دعيج بالكويت قديما, صناعة القبقاب, كرسي المصحف, مجلات كويتية تراثية تاريخية, محلات التصوير بالكويت, محلات الحلاقة, محلات الخياطة باعة الملح, محلات العنجكك, محلات النجارة, محلات النخي والكشمش واللومي الأسود, محلات بيع الخضروات في سوق بن دعيج, محلات بيع الشاي والسكر, مدرسة ملا زكريا في سوق بن دعيج, مرزام الماء, مركز المخطوطات والتراث والوثائق, مركز رعاية الفنون الشعبية بالكويت, معالم سوق بن دعيج, مهنة التناك في الكويت