مأثورات تراثية
ترانثا – التحرير : رأى بعض ملوك الأرض أن الحكمة تقضي عليهم بأن يتجروا لأنفسهم ويدخروا المال للطوارئ ، ولذلك كان مما يملك ملك انكلترة سكة حديدية في كندا ، ولإمبراطور ألمانية معظم الأسهم في مجلتين تأتيانه بواردات ، ولملكة هولندة مزرعة واسعة في قصرها في لو ، وللبابا مبالغ جسيمة في مصرف إنكلترة لحين الحاجة .
ولكن بعض ملوك الإسلام كانوا لا يرون أن يتجر الملك ويزارع ، فكان أدنى فرد من حواشيهم يملك مالاً أكثر منهم ، لأن هذا من شأن الرعية ، ومن ملك الرقاب يعاب عليه أن يملك المال والعروض ، ومن أخذ الممالك لا يجمل به أن يملك قطعة أرض منها .
هكذا كان شأن كثيرين ، ومنهم صلاح الدين يوسف ونور الدين يوسف محمود بن زنكي ، وفي “التذكرة الحمدونية” : أنه كان لعمر بن عبدالعزيز سفينة يحمل فيها الطعام من مصر إلى المدينة ، فيبيعها وهو واليها ، فحدثه محمد بن كعب القرطبي ( ووعظه ) أيما عامل تجر في رعيته هلكت رعيته ! فأمر بما في السفينة فتصدق بها ، وفلها “أي فكك السفينة” وتصدق بخشبها على المساكين ” مجلة المقتبس 1326 هجرية – 1908 ميلادية .
أين الأوائل من الأواخر ؟
تعليق د . محمد الشيباني :
قلت : أين الأوائل من الأواخر، وأين الأواخر من الأوائل ؟ تلك أمة قد خلت .
أما ملوك اليوم ( ألا من رحم ) فأرصدتهم بازدياد ، وفقر شعبهم لا يطاق ولا يعده عاد ! وكل راع مسؤول عن رعيته ، قال تعالى : (وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ) الأنبياء 47 .
والله المستعان …
خدمة تلقي الاخبار المجاني هنا
تنويه : تعتذر تراثنا عن استقبال مشاركات المتابعين الكرام لأكتفائها ..عدا التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء.