أضاءات حول (ابـن عـريعـر ) للمؤرخ أحمد البشر (الحلقة 2 )
من نفوذ وسيطرة الخوالد إلى أمارة الصباح
تراثنا – د محمد بن إبراهيم الشيباني * :
عن تلك الحقبة يقول المؤرخ البشر الدامية بالأحدات : كانت تركية تعاني عام 916 هجرية /1510 م ، من احتلال الإيرانيين للعراق ، وطردهم منها ، مما حال دون قيام الأتراك لمنازلة البرتغاليين في الخليج ، وشل نفوذهم ، فانحصر الصراع بين تركية وإيران ، مما سهل على البرتغاليين مهمتهم في الخليج .
أحمد البشر
-
استغل البرتغاليين انشغال العثمانيين باحتلال ايران للعراق فوطدوا اقدامهم في الخليج .
-
استنجد أهل القطيف العثمانيين لحمايتهم من البرتغاليين فاحتلوها فثار عليهم أهاليها وطردوهم .
-
ضاق الوالي التركي بثورات أهالي البصرة فباعها لأحد أثرياءها العرب ب(40) ألف قرش !
سيطرةا لبرتغاليين
ولما استعاد الأتراك العراق ، وطردوا الإيرانيين منه بقيادة ( ذو الفقار التركي ) رأوا أن البرتغاليين قد وطدوا أقدامهم في الخليج ، وأنشأوا الموانىء على طول ساحله ، وأصبحوا بذلك مصدر خطر على النفوذ التركين ،فلم يروا بداً من منازلتهم لازاحة هذا الكابوس الجديد ، فجهز الاتراك أسطولاًً أبحر إلى موانىء الخليج ، فلم يفلح في مهمته ، لأنه لم يجد العون من الأهالي .
الاستنجاد بالترك
وفي عام 957 هجرية- 1550 م ، ثار أهالي القطيف على أميرهم ، وخافوا احتلال البرتغاليين لمدينتهم ، فاستنجدوا بالأتراك ، الذين كانوا في البصرة ، فلبى الأتراك طلبهم ، وجهزوا أسطولاً احتل به مراد بك مدينة القطيف .
طرد الاتراك من القطيف
ولما رأى أهالي القطيف أن في نية الأتراك البقاء في مدينتهم والاستيلاء عليها ، ثاروا على مراد بك فأجلوه عنها وتعقبوه إلى الشط ، ثم عاد الترك فاحتلوا القطيف مرة ثانية عام 1000 هجري – 1591 م ، فأصبحت الأحساء والقطيف تابعة للأتراك .
وعُين فاتح باشا والياً عليها ، فانقرضت بذلك دولة أجود ابن زامل ، ولم يكن الأتراك يستطيعون البقاء في الأحساء ، إلا بحماية القبائل الكبيرة ورضاها عنهم ، وكان الأتراك يتركون هذه القبائل حرية التصرف في البادية .
وكان يحمي الأتراك في هذه المرة في احتلالهم القطيف والأحساء قبيلة آل شبيب ، وكان رئيسها في ذلك الحين راشد بن مغامس ، وآل شبيب هؤلاء هم الذين يدعون ( آل سعدون ) ، أمراء المنتفق في أيامنا هذه نسبة إلى أجدادهم ( سعدون ) .
الولاة الأتراك
و تناوب حكم الأحساء والقطيف ولاة عدة من الترك هم : فاتح باشا ، وعلي باشا، ومحمد باشا ، وعمر باشا ، وهو آخرهم ، وكان هولاء الولاة يستمدون قوتهم في الاستيلاء على الأحساء والفطيف من البصرة ، التي كانت يومئذ في نزاع مع ولاتها الأتراك ، لأن سكان البصرة عرب ، ويرون أن الأتراك غرباء عنهم ، فلا يحق لهم أن يفرضوا طاعتهم على أهل البصرة .
طالع الحلقة الأولى : دولة بني عريعر واستيطان الكويتين في مناطق نفوذهم
باع البصرة !
فكان هذا الخلاف في كثير من الأحيان ينشب بين أهالي البصرة ضد الأتراك ، وكثيرا ما طرد أهالي البصرة الأتراك من مدينتهم ، وكان والي البصرة التركي في سنة 1021 هجري – 1613 م هو أيود باشا ، فمل هذه الحال ، وباع البصرة على أحد أثريائها بأربعين ألف قرش !
أمير البصرة
ولقبه بافراسياب باشا ، فخلع عن نفسه هذا الاسم ، وسمى نفسه ( أمير البصرة )، وبقيت البصرة في عهده شبه تابعة للأتراك ، وقد استطاع أمير البصرة العربي أن ينشر الأمن حتي أصبحت البصرة لها سيطرة كبيرة على البادية .
وتوفي امير البصرة سنة 1024هجري – 1621 م ، وخلفه ابنه علي باشا ، وكان حكيماًَ في إدارة البصرة ، فازدهرت في أيامه .
كتب وكتاب
مجلة الرائد 1/25 عام 52 -1953م ، إصدار مصور عنها مركز البحوث والدراسات الكويتية ، ومرجع آخر ، مقالات عن الكويت ، أحمد البشر ص 13 ن 1386 هجرية/1966 م ، مكتبة الأمل – الكويت
يتبع لاحقا