• Post published:21/10/2024

 

 

خواطر كويتية خليجية 

 

دورات تدريبية تطويرية لموظفين في الكويت
دورات تدريبية تطويرية لكوادر وافدة في الكويت

 

تراثنا – د .محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

الأنسان المنصف .. صاحب القلب الهمام لفعل الخيرات ، وترك المنكرات ، و الذي يجعل بينه وبين البشر وربه ميزان الإنصاف المحفور في داخله ، يقيس به أعماله ،رآها البشر أو لم يروها .

 

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد بن إبراهيم الشيباني

 

د .الشيباني 

  • ينبغي على المواطن الكويتي والوافد عدم الاستعلاء وجحد النعم التي أنعمها  الله عليه والاعتراف بهذا الفضل .

  • كثير من الدول العربية والإسلامية تعتاش بفضل الله على المداخيل  والسيولة التي يرسلها الوافد لأهله وبلده. 

  •   الوافدون غادروا بلادهم إثر معاناة الشعوب من الاقتتال والتفجيرات اليومية وعدم الأمن وزوار الفجر !

  •  أهل الكويت عبروا عن امتنانهم الكبير لأفضل ضيافة تلقوها في بيوت وافدين عادوا لبلادهم أثر حرب الخليج .

 

هذا الإحساس ينبغي  أن يرافقه أينما كان وحل ، فالمواطن الكويتي مثلاً ، الذي تخرج من الجامعة ، أو من أي معهد من المعاهد التطبيقية أو غيرها ، أو أخذ دورة من الدورات وحصل مع ذلك مكافأة شهرية ، ثم توج بالنجاح ، ثم بالوظيفة ، فهذا عليه شكر الله أولاً ، ثم وطنه ثانياً ، الذي أعطاه كل ذلك ، دراسة ، ومكافأة ، ووظيفة ، ثم راتباً ، بعد أن كان لا يملك من كل ذلك شيئاً ، وهو أمر لا يخص المواطن الكويتي وحده ، بل كل مسلم  أينما حل ، وأينما كان ،في بلادنا العربية والإسلامية وغيرها .

 

الدخل وعجلة الاقتصاد

 

عمانيون عملوا في الكويت وشركات النفط خلال الخمسينيات
قوى عمالة وافدة تعمل في قطاع النفط الكويتي 

 

ومثل ذلك ينبغي أن يكون حال الوافد إلى بلادنا في الكويت وغيرها ، الذي يسّر الله له القدوم إلى البلاد ، ثم بعد ذلك توفرت له فرص العمل في أحدى قطاعات الدولة “العام الحكومي” أو “الخاص الأهلي” ، ثم حصل على دخلاً أياً كان مقداره ، ثم شهراً بعد شهر قام بإرسال جزء منه إلى أهله في بلده ، وهو حال عشرات الألوف من الوافدين ، الذين أدخلوا الأموال إلى أهلهم وذويهم وبالتالي عم الخير بلادهم ، وتحركت عجلة الاقتصاد بالسيولة الداخلة إليهم من الكويت وغيرها ، و مثله شتى بلاد العالم الذي تستجلب العمال الوافدة إليها .

 

فهذه كلها ميزات وخيرات وبركات أعطيت للمواطن والوافد من ربنا الغني الكريم ، وهي ميزة تميزت بها بلادنا “الكويت” من دون سائر كثير من البشر في البلدان العربية الفقيرة المعدمة ، التي أكلتها الثورات والانقلابات والقتال اليومي والانفجارات، وحل بها الدمار الذي لم يتوقف ساعة من الساعات .

 

النكد وزوار الفجر 

 

الفساد دمار في المجتمع
الفساد دمار في المجتمع

أو تلك البلدان التي يعيش شعوبها حياة القلق والنكد ، خوفاً من زوار الفجر ، وغيرها من الأمثلة التي لا تحصى ولا تعد ، أليست كل تلك النعم تستحق من العبد الكثير من الشكر ، والحمد لربها الذي انعم عليهم بفضله أولاً ، ومن ثم تلك الدول ؟؟

 

ينبغي على الإنسان ألا يتعالى أو يتكبر ، وألا يحسد غيره على من ما أتاهم الله من فضله ، ويشكره على ما في يده من نعم ، بعد أن كان معدماً بائساً فقيراً  ، لا يملك قوت يومه ، وأصبح اليوم يملك كل هذه الخيرات التي تعدته إلى أهله وأقاربه ثم بلاده  ؟

 

ومن النعم الكبيرة التي تميزت بها الكويت ، ولا نجدها في الدول العربية المضطربة ،بل وتكاد تخلو حتى من بعض دول مجلس التعاون الخليجي ،هو ما ينعم به الوافد من طبابة على المستويات كافة ، مع الأدوية مقابل رسوم ميسرة لا تقارن حتى بما في بلاده ، في حين أنها تكلف ميزانية الدولة في الكويت مئات الملايين ، ولكن نعمة الأمن والأمان أهم من كل مردود مالي يعقبه دمار وخراب البيوت والديار.

 

لا قياس مع الفارق

 

التبرعات واعمال الخير
الرزق الحلال

 

المطلوب هو القياس .. ومعلوم أن لا قياس مع الفارق ، فكيف تقارن الكويت بدول العالم ، وعلى رأسها  الدول العربية والإسلامية ، فهي الأولى والأسبق والأكثر والأشمل تطوراً وتحضرا في كل شيء  من بلادنا .. ومع ذلك عطاء الكويت لا يتوقف ، ليس للوافدين إليها فقط ،  حتى مع حكومات تلك الدول من خلال المساهمة في دعم مشاريعهم ، ودفع عجلة التطوير  .

 

وكل المطلوب سواء من المواطنين او الوافدين  وتلك الحكومات الامتنان لهذه العطاءات الطيبة ، والاعتراف بالفضل لذوي الفضل ، ومن يقل غير ذلك فقد كفر وجحد النعمة وانكر فضل المنعم عليه ..وأولها حمد الله وشكره ، ولا ننسى أن كثير من العمالة الوافدة الكويت قد جسدت معاني الشكر والتقدير بأجمل صورها في استقبال أهل الكويت أثر حرب الخليج في بيوتهم وبلادهم في ضيافة أمدت نحو 6 شهور . . فكانوا ممتنين شاكرين لعظيم فضلهم .

 

والله المستعان ..

 

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا 

 

 

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

اترك تعليقاً