الحلقة الأولي
المستشرقون والعمارة الإسلامية
تراثنا – عرفة عبده علي * :
المستشرق الفرنسي والمؤرخ وعاشق الآثار الإسلامية- AR .dnomha الفترة التي أمضاها في اكسفورد ، كان لها أثر بالغ في توجيهه بفضل محاضرات إلبرت حوراني.
فكتب قائلا :” حوارني هو الذي جعلني أفهم تاريخ الدولة العثمانية ، فكل مجرى حياتي الدراسية كمؤرخ للعالم العربي الحديث كان نتيجة لنموذجية تدريسه “.
، وكان موضوع رسالته للدكتوارة تحت إشراف حوراني هو “سياسة بريطانية في تونس من (1830 -1881م) ، ثم تمكن من الحصول على منحة إلى المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق .
في عام 1955م ، حصل ريمون على منحه Leusionnaire بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة ، تتلمذ على يد المستشرق العظيم جاستون فيت ، الذي نصحه في البداية بدراسة ” الطوائف في مصر إعتماداً على تاريخ الجبرتي ” وضمن وثائق حملة نابوليون المحفوظة في أرشيف فنسنت .
اكتشف ريمون قائمة بالطوائف والحرف في القاهرة سنة 1801م ، سجلتها سلطات الاحتلال الفرنسي ، فأعد رسالة اعتمد منهجها على الربط بين العمل الأرشيفي ودراسة العمران الأثري .
قال: عندما كنت في القاهرة اقضي نصف وقتي في مطالعة أرشيف المحاكم الشرعية ، والنصف الآخر في التجول في المدنية العتيقة ، لأعيد رسم ملامح القاهرة ، وما كانت عليه في العصر العثماني .
تسديد الدين لأهل القاهرة
وعن حب ريمون لأهل القاهرة ، يلخصه فيما كتبه في مقدمة كتابه “المدن العربية الكبرى في العصر العثماني ” : هذا الكتاب يسوف يساعدني على تسديد جزء من دين قديم اقترضته من أهل القاهرة أثناء زياراتي وجولات عديدة في أحيائها القديمة “.
توثيق زياراته
كانت المرحية التالية هي دراسة بناء المدينة وتطورها ، وعقد مقارنات بينها ، وبين عدة مدن عربية أخرى ، دمشق ، حلب ، الجزائر ، تونس ، الموصل، بعداد ، هذه الزيارات الموثقة نتج عنها كتابين .
–الأول بالإنجليزية : عام 1984 Great Avale Crilies
-الثاني بالفرنسية : عام Eveb Graudes Uiles 1985
رده على المؤرخين الجناة
تجدر الإشارة إلى نقد ريمون آراء المؤرخين الفرنسيين المتجنية على المدن العربية وعمارتها ، فكتب : ” دفعتني زياراتي المتكررة لهذه المدن إلى إعادة النظر في التصورات القائلة بالطابع الفوضوي لهذه المدن ، وقد يصل بعضها إلى أقصى تطرفها حين تدعي انعدام أي تعميري حضري كلية بهذه المدن ” !
حذفوه بالطوب
خلال سنوات عملي بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة ، أسعدني الحظ أن ألتقي – عدة مرات – بعاشق الآثار الإسلامية اندريه ريمون ، إنسان متواضع لطيف نشيط ، لا يكف عن البحث عن المعلومة ، تميز بقدراته الإبداعية والرغبة الصادقة في التعرف على الحضارة الإسلامية – ..وفضلاً عن اهتمامه الأكبر بالبشر من أهل القاهرة الذين تشكك بعضهم – في البدايه – في غرضه ، حيث لم يبد اهتماماً بالأثار المملوكية الضخمة التي تجذب السياح عادة ، فكانت غالبية جولاته يصاحبها قذف بالطوب ، أو تنتهي في أقسام الشرطة ، فيشرح لهم طبيعة ما يقوم به ، أو تنتهي الجولة بدعوة على فنجان من القهوة على الطريقة المصرية !
من الخواجة إلى القاهريين
نشأ شعور بالمودة متبادل بينه وبين أهل الإحياء العتيقة ، الذين أفادوه في جمع أدق التفاصيل عن أهل القاهرة وأنماط حياتهم والحرف والمهن التي عملوا بها والنظام الاجتماعي لهذه الطوائف ، فكان أن أهدى كتبه إلى ” القاهريين المتعطشين إلى معرفة تاريخهم والدين أظهروا كل الود تجاه الخواجا المهتم بهذه الأماكن “.
وتجدر الإشارة إلى ما أكده لي أنه كان تلميذاً وصديقاً للمستشرق العظيم جاستون فييت ، مدير دار الأثار العربية / متحف الفن الإسلامي بالقاهرة 1924 – 1944 ،ومترجم الجزء الأول من خطط المقريزي ، وكتاب ” البلدان “لليعقوبي ، ومختصر “رحلة الإدريسي” ، كما ترجم رواية ” الإيام ” للعميد طه حسين ، و “يوميات نائب في الأرياف” لتوفيق الحكيم ، وكانا يلتقيان بمسكن فييت بشارع العادل أبو بكر بالزمالك .
يتبع لاحقا ..
-والمزيد من التفاصيل يمكن مطالعتها في عدد مجلة تراثنا ..
نقلا عن تراثنا -العدد 92
لاقتناء نسختك
تواصل مع تراثنا