إنتقاءات “من لطائف فقه القرآن الكريم”(1)
تراثنا – التحرير : قال القاضي ابو بكر أبن العربي الأندلسي الإشبيلي :
قال تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) الأحزاب (72).
فيها ثلاث مسائل :
ألأولى : في حقيقة العرض
الثانية : في ذكر الأمانة ، وفيها اختلاط كثير من القول ، لبابه “خلاصته ” في عشرة أقوال هي :
الاول : أنها الأمر والنهي ، قاله أبو العالية .
الثاني : أنها الفرائض ، رُوي عن ابن عباس وغيره .
الثالث : أنها أمانة الفرج عند المرأة ، قاله أبي بن كعب .
الرابع : أن الله وضع الرحم عند آدم أمانة .
الخامس : أنها الخلافة .
السادس : أنها الجنابة والصلاة والصوم ، قاله زيد بن أسلم .
السابع : أنها أمانة آدم وقابيل على أهله وولده ، فقتل قابيل هابيل .
الثامن : أنها ودائع الناس .
التاسع : أنها الطاعة.
العاشر : أنها التوحيد .
فهذه الأقوال كلها متقاربة ، ترجع إلى قسمين :
أحدهما : التوحيد ، فإنه أمانة عند العبد ، وخفي في القلب ، لا يعلمه إلا الله ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس .
ثانيهما : قسم العمل ، وهو في جميع أنواع الشريعة ، وكلها أمانة تختص بتأكيد الاسم فيها .والمعني ما كان خفياً لا يطلع عليه الناس ، فأخفاه أحقه بالحفظ , وأخفاه الزمه بالرعاية وأولاه .
أحكام القران : 3/1576
الصفحة الرئيسية تراثنا
خدمة تلقي الاخبار المجاني هنا
تنويه : تعتذر تراثنا عن استقبال مشاركات المتابعين الكرام لأكتفاءها