من تاريخ الكويت ( الحلقة السادسة)
مقتطفات من مجلة تراثنا

تراثنا – التحرير :
تستكمل تراثنا مسيرتها في تسليط الضوء على مؤلفات المؤرخ الكويتي المعروف سيف مرزوق الشملان – يرحمه الله – بواقع ما خطه بنفسه عما كتبه من مطبوع وما كان يأمل طباعته عبر مسيرته وفي هذه الحلقة يسترجع ذكريات مغادرة مسكنه القديم في مدينة الكويت إلى ضاحية العديلية.

المؤرخ الشملان :
-
ربيت الحمام في الغرفة العلوية بالسطح وقبرت بها طائر حمَّامي عزيز عندي إلى أن هُدمت.
-
زرعت أثلة على سطح منزلنا القديم وكبرت فشاهدها والدي ونزعها غاضباً : أتريد (ثقب) سطح غرفتي؟!
الجدير بالذكر أن مرجعية تراثنا لهذه المادة تعود إلى أرشيفها الصحفي التاريخي، وتحديدا لقاء الشملان في صحيفة الهدف الكويتية في عدد خاص ، مزين بصور من أرشيف المؤرخ الشملان ، صدر بمناسبة احتفالات عيد الفطر – 11 ديسمبر 1969 م.
في الحلقة السادسة ، يستكمل الشملان رواية ذكرياته عن مغادرة بيته القديم الذي ترعرع فيه منذ نعومة أظافره ، فيقول متأثراً :

مكونات البيت
يتألف بيتنا من خمس غرف كبيرة ، تُسمى الواحدة منها (دار)، وتطلق على الدار التي تقع فوق السطح أسم غرفة ، وبه ليوان جهة الجنوب ، ودهليز جهة الشمال ، ومطبخ صغير ، وله أربعة أسطح كبيرة ، تشرف على البحر .

كما أن في السطح غرفة كبيرة جهة الجنوب ، تطل على الشارع جهة الشرق ،وهي التي أنام فيها وقت الظهيرة ، إبان الصيف بدون مروحة على الطبيعة ،و هي باردة ولها شباكان على الشارع ، وباب وشباكان جهة البيت ، ولها (بواقدير) ، وهذه كلمة فارسية معناها جالب الهواء .
غرفة الذكريات
والخلاصة أن الغرفة هذه لها منزلة عالية في نفسي ، إد لدي بها ذكريات طيبة ، وكم كتبت بها كتابات ، وقرأت قراءات ،وجلست جلسات ، ولكن تركتها مرغماً أستعيد ذكرياتها الجميلة ، وذكريات البيت أيضا وأنا أكتب هذه السطور .
يتبع بيتنا بيت آخر صغير ، بيت للمطبخ وللماشية ،وهو لاصق به جهة الغرب ،وفيه غرفتان وبئر (قليب) ، هذا وصف بيتنا وحدوده ، بقي أن أتحدث عن كيف كان .
البيت الصغير
كان بيتنا في الماضي مكوناً من بيتين ، الأول وهو الصغير (حاليا بيت المطبخ) كان بيت لابن حمضان والد صالح الشايع في حوالي عام ( 1320 هجري – 1903م) ، واشترى جدي شملان بيت ابن حمضان (يرحمهما الله) وادخله على بيتنا الكبير وجعله مطبخاً له .

البيت الكبير
أما البيت الثاني الكبير ، فكان بيتناً لأسرة (آل ادويرج) ، وكان يسكنه رجل مسن وزوجته ،وبعد وفاته حوالي عام (1327 هجرية – 1908م) ، يرحمه الله ، اشترى جدي البيت ، فبناه بناء جديداً ، وكان البَّناء الأستاذ الكويتي الشهير (راشد بن رباح) ، يرحمه الله ، سكنه جدي مع زوجته جدتي من قبل الوالد ، وتوفيت به حوالى عام 1911 م ، يرحمها الله .
في سنة (1352 هجرية – 1933م) ـ كنت طفلاً صغيراً وشاهدت البنائين ،وهم يرممون بيتنا ويلقون الأكشاك الخشبية .
دفنت الحمامي

وفي سنة 1941م ، أدخل الوالد غرفة من غرفه حوَّلها جدي إلى البيت الكبير (بيت الوقف) وكان على تلك الغرفة (الدار) غرفة علوية كبيرة ، وضعت بها عام 1941م الحمام القلاليب ، التي كنت أربيها ، فكانت محلاً ممتازاً للحمام .
في عام 1944م ، كان عندي (حَمَّامي) ، وهو من الطيور الجارحة واسمه في اللغة العربية (الصُرد) ،وكان عزيزاً عندي ، ولما مات دفنته ،وظل قبره إلى أن هدمت الغرفة 1950م .
أثلة فوق السطح !
وفي عام 1930م ، قمت مع الأخ جراح يوسف الرومي ،وهو من أصدقائي واترابي بزراعة الشعير على سطح دار الوالد ، بيد أنني انفردت عن الأخر جراح بزراعة أثلة صغيرة على دارنا ، وكنت اسقيها ،وبعد كم يوم كبرت ، فشاهدها الوالد ، فما كان منه إلا أن نزعها وقال لي غاضباً : كيف تزرع أثلة على دارنا.. تبي (تريد) تقضها (تثقبها) ؟ والحقيقة أنني كنت مخطئاً في زراعة الأثلة، ولكنها الطفولة .
يتبع لاحقا ..
طالع الحلقة الخامسة :
المؤرخ سيف مرزوق الشملان ..وداعاً بيتنا القديم
نقلا عن تراثنا – العدد 89
تواصل مع تراثنا
آل ادويريج, ابن حمضان, البناء القديم في الكويت, الحمام القلابي, الزراعة في السطح, الصرد, الطفولة, الغرفة في السطح, بيت الدبش, بيت المطبخ والماشية, بيت الوقف, بيت سيف مرزوق الشملان, تصميم بيت كويتي قديم, جراح يوسف الرومي, ذكريات, راشد بن رباح, رجال من الكويت, زراعة أثل, شخصيات كويتية, صالح الشايع, طير حمامي, مؤرخ كويتي, مذكرات سيف الشملان, مكونات بين كويتي قديم, من تاريخ الكويت