أصالة المعتقد وثبات الأصول ( الحلقة الرابعة )
رسوخ سلفية أهل الكويت وأمراؤها وعلماؤها منذ القِدم
تراثنا – التحرير :
يوضح الباحث الكويتي والمؤلف د. دغش بن شبيب العجمي * في كتابه ( أمراء وعلماء من الكويت على عقيدة السلف ) أصالة انتماء الأغلبية الغالبة من أهل الكويت وعلماءها وشيوخها على نهج أهل السنة والجماعة وأنه نهج متأصل منذ القدم وفقا لما عليه السلف الصالح للأمة رضوان الله عليهم .
-
كان أحمد الجابر صاحب شعبية كبيرة في الكويت وجعل حكم الله مرجعه الأول بينه وبين الشعب الكويتي .
-
ديكسون : تم الاتفاق بين أحمد الجابر وأهل الكويت على أن يكون الحكم في جميع القضايا الجنائية وفقا للشريعة .
-
بذل أحمد الجابر جهداً لمنع الخمور واغلاق دور البغاء وامتنع عن التدخين .. من تأثير “الوهابية ” عليه وعلى من سبقه !
-
الرشيد : أتخذني واعظاً له في مجلسه العام ، وكنت افسر الآيات بين يديه في كل صباح وكان يصغي للمواعظ بتدبر .
وفي السطور التالية (ص 44-45 ) يتناول الباحث د . دغش العجمي عهد أحد حكام الكويت ، الذين امتازت حقبته ببدء انطلاق عجلة الرخاء ، حيث تنعم البلاد بها حتي اليوم بفضل الله ، فكان ان صُدرت أولى دفقات النفط إلى العالم (1946م) في عهده.
صاحب شعبية
وامتازت فترة حكمة ببصمة جلية في حراسة جناب العقيدة الإسلامية الخالية من الشوائب ، فيقول : وهذا الشيخ أحمد الجابر الصباح ( ت 1369هجرية – 1950 م ) -والد صاحب السمو الشيخ جابر ” يرحمه الله “- لما تولى الحكم ، وكان صاحب شعبية كبيرة في الكويت ، جعل المرجع الأول والأخير بينه وبين الشعب هو حكم الله ، كما كان حال من سبقه من آبائه .
شديد التمسك
وينقل الباحث عن ديكسون قوله : “وتم الاتفاق بينه – أحمد الجابر – وبين أهل الكويت على أن يكون الحكم في جميع القضايا الجنائية وفقا للشريعة ، وهو القانون الديني للأسلام ..) (1) ثم قال عن الشيخ أحمد الجابر : ” وبصفته مسلماً شديد التمسك بعقيدته ، بذل جهداً كبيراً من أجل منع الخمور ، وأيضا من أجل القضاء على البغاء ، وكان هو نفسه من غير المدخنين “ (2).
المتدين وهابي !
ويوضح الباحث د .العجمي : وقد تقدَّم أن المتمسك بعقيدته عند ديكسون هو “الوهابي ” !!، وأن من تأثير “الوهابية ” هو ترك التدخين ، حتى بين شيوخ الكويت “الحكام ” !
طالع الحلقة الثالثة : تراجع الشيخ ناصر بن مبارك عن بغضه لإبن تيمية
الرشيد واعظه
ويستأنف مبيناً : لاتستغرب من هذا ، لأن جليس الشيخ أحمد وبطانته هو الشيخ عبد العزيز الرشيد ” يرحمه الله ” ! ، قال الرشيد : ” لا نعلم أن أحداً من حكام آل صباح أتخذ له واعظاً في مجلسه العام ، كل صباح يفسر بين يديه الكريمتين الأيات القرآنية ، ويشرح الأحاديث النبوية ، ويُبين شيئاً من الأحكام والأخلاق غير أميرنا المحبوب ، فقد شرفني بتلك الوظيفة العالية ، ودعاني فلبيت نداءه ، وامتثلت أمره ، وقد كان يُصغي لما يسمع من الأيات والمواعظ إصغاء المُتدبر ، وبقيت مدة طويلة بهذه الوظيفة الشريفة قبل ولايته (3) .
القرآن هو القانون
وسُئل أخوه الشيخ عبدالله الجابر الصباح – يرحمه الله – ( 1953م ) هذا السؤال : للقوانين المكتوبة قيمة كبيرة في تنظيم العمل وإراحة الرؤساء ، فهل للمعارف والمحاكم والأوقاف قوانين مكتوبة ..؟
فأجاب : ” قانون المحاكم كتاب الله عز وجل ، وقد مشينا في تنفيذ الأحكام على مجلة ( الأحكام العدلية ) المشهورة ، وما لم يوحد في المجلة فالحكم فيه على مذهب الإمام مالك ” يرحمه الله ” (4) .
يتبع لاحقا ..
هامش :
1- (الكويت وجاراتها ) (267 ) .
2- (269 ) .. والشيء بالشيء يذكر ، هو أن الشيخ أحمد هو أول من غير وسم (علامة ) إبل ( آل صباح ) من الخد إلى الفخذ الأيمن ، وجعله دائرة ( حلقة ) وتحته مخلب ، وسأله النبهاني عن ذلك ، فقال : ” تحاشياً من المُثلى في الوجه ” . وذلك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك . انظر “التحفة النبهانية ” ( 8 /212 -215 ) .
وفي عهده افتتح المعهد الديني ، وعين فيه رواتب للطلبة ترغيباً لهم في الانخراط في التعليم الديني مما يدل على العناية بأمره . ولإنشاء التعليم الديني قصة طريفه وهي أن أحد الأئمة اخطأ في سجود السهو ، فأبطل صلاته ومن معه ، فَعَلم أهل العلم بهذه، فرفعوا كتاباً لمجلس المعارف – حينها – اظهروا خشيتهم من انقراض العلم الديني ، وطلبوا المساعدة على فتح معهد ديني يُدرس فيه الفقه ، فوافق المجلس ، ثم وُسع عام ( 1946 م) ، وافتتحت عدة معاهد بعده .انظر : ” قصة التعليم في الكويت ” (78-79 ) .
3- انظر ( 273-274 ) و انظر ” أدباء الكويت في قرنين ” للزيد (1/98 ) .
4 – ( أيام الكويت ) للشرباصي (358-359 ) .