• Post published:20/03/2025

 

 

الحلقة الثالثة والأخيرة

تنبيهات حول مخالفات في دعاء قنوت الوتر

 

 

تراثنا – التحرير :

 

بيَّن الشيخ أحمد بن ياسين الأسود في دراسة أعدها ونشرتها وزارة الأوقاف الكويتية خلاصة خمسة أقوال ذهب إليها اهل العلم بشأن الوتر ، وقال في خلاصتها أن الراجح جواز القنوت طول السنة ، منوها إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يفعله أحيانا ويتركه أحيانا في رمضان وغيره.

 

الشيخ أحمد بن ياسين الأحمد
الشيخ أحمد بن ياسين الأسود

 

جاء ذلك في رسالة  مطبوعة بعنوان: (تنبيهات حول ما يقع في دعاء القنوت من مخالفات) جمعها الشيخ أحمد بن ياسين الأسود ، طبعت عام 1440 هجري – 2019 م) .

 

في الحلقة الثالثة ، يستكمل موقع تراثنا نشر مقتطفات من المطبوع القيّم في مادته للباحثين وطلبة العلم والمهتمين .

 

المبحث الثالث

أخطاء ومخالفات المأمومين في دعاء قنوت الوتر

 

 

لخص الشيخ أحمد الأسود تلك المخالفات في المحاور الرئيسية التالية :

 

1-عدم رفع اليدين حال دعاء القنوت .

 

2- رفع الصوت بالتأمين .

 

3-التأمين بصوت موحد وبشكل جماعي .

 

4-قول بعضهم : “نشهد” ، “حقاً” ، “صدقاً”، “يا الله” أثناء دعاء القنوت .

 

5-مسح الوجه باليدين ،وتقبيل بين اليدين بعد دعاء القنوت .

 

وفي التفصيل ، نقتطف بعض ما جاء في الرسالة  :

 

(1)

عدم رفع اليدين في حال دعاء القنوت

 

العلامة ناصر الدين الألباني
العلامة ناصر الدين الألباني

 

ويوضح الشيخ أحمد الأسود هذا التبويب بالقول :

 

أما رفع اليدين في دعاء القنوت فهو صحيح مسنون ، ثبُت عن عمر وأبي هرير وبعض الصحابة – رضي الله عنهم ، ومن الناس من إذا رأي أحداً يُصلي بجواره قد رفع يديه في الدعاء في قنوت الوتر ، فإنه ينكر عليه ، وهذا خطأ، لأنه عندما رفع يديه في الدعاء فقد أصاب السنة .

 

فال أبو داود -يرحمه الله : ” سمعت أحمد سُئل : يرفع يده في القنوت ؟ قال : يعجبني ، ورأيت أحمد يرفع يديه في القنوت “.

وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز – يرحمه الله – : ” يُشرع رفع اليدين في قنوت الوتر ، لأنه من جنس القنوت في النوازل ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه حين دعائه في قنوت النوازل” ، خرجه البيقهي – يرحمه الله- بإسناد صحيح .

 

وقال الشيخ محمد بن صالح العيمين – يرحمه الله :” من السنة أن يرفع الأنسان يديه عند دعاء القنوت ، لأن ذلك وارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قنوته ،حين كان يقنت في الفرائض وعند النوازل ، وكذلك صح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – رفع اليدين في قنوت الوتر ..سواء كان إماماً ، أو مأموماً ، أو منفرداً ، فكلما قنت فأرفع يديد .

 

وقال الشيخ محمد ناصر الدين الإلباني – يرحمه الله – “ورفع اليدين في قنوت النازلة ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه على المشركين الذين قتلوا السبعين قارئاً وثبت مثله عن عمر -رضي الله عنه – في قنوت الوتر .

(2)

رفع الصوت بالتأمين

 

 

ويفصَل الشيخ أحمد الأسود هذا التبويب بالقول : تأمين المأمومين في دعاء القنوت – أي قولهم آمين – من الذكر الذي يُسن الجهر به بقدر يحصل به المقصود ، وقد قال العلماء: ” حَدُ الأسرار : التلفظ بتحريك اللسان بالحروف من مخارجها بصوت أقله أن يسمع نفسه ، والجهرُ : هو التلفط بتحريك اللسان بالحروف من بصوت يسمعه غيره ممن يليه ، ولا حدَّ لاعلاه ” .

 

وأما رفع الصوت بالتأمين إلى حد الصراخ والصياح ، فهذا من المنكرات والبدع المحدثة ، كما مر معنا ،وفيه مخالفة ظاهرة لقوله تعالى ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ ، ولما رفع الصحابة أصواتهم بالدعاء ، أنكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ذلك ، كما روى هذا أبو موسى – رضي الله عنه – فقال : ” كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكنا إذا علونا على شرف كبّرنا ، فارتفعت أصواتنا ، فقال : “يا أيها الناس اربعوا على انفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ، إنما تدعون سميعاً قريباً ، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته “…

(4)

قول بعضهم

“نشهد” ، “صدقا” ، “يا الله” أثناء دعاء القنوت

 

المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة
المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة

 

ويوضح الشيخ أحمد الأسود المقصود مبيناً الأتي : إذا اشتمل دعاء الإمام على طلب واستعاذة وحَمدٍ وثناء ، فالمشروع للمأموم أن يومِّن في الطلب والاستعاذة ، وأما الحَمد والثناء ، فله أن يُسبح أو يسكت، والأمر في هذا واسع .

 

وعلى هذا فمن الأخطاء الشائعة قولهم عند قول الأمام  :”فأنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت “، يقولون : ” نشهد حقاً، صدقاً ، يا الله ” ! فكل هذا خطأ لا أساس له في السنة ، والأثر ، ولم يكن من هَدي النبي صلى الله عليه وسلم ،ولا من هَدي أصحابه -رضي الله عنهم – وقد عدّ بعض العلماء أن من الزيادات القولية التي تبطُل بها الصلاة : زيادة لم يُشرع في الصلاة من الإذكار وغيرها كالكلام ،فيُخشى أن تبطل صلاة قائل هذه الالفاظ .

 

وقال الشقيري -يرحمه الله : ” وقولهم : (حقاً ، حقاً) أثناء قراءة الأمام للقنوت بدعة ، إن لم تكن مفسدة للصلاة ، فأقل أحوالها الكراهة .

 

وقال الشيخ بكر بن زيد بن عبدالله أبو زيد – يرحمه الله :”.. جواب المأموم على مواطن الذكر من قنوت الإمام بلفظ : “حقاً ” أو “صدقت ” أو “صدقاً وعدلاً ” أو ” اشهد” أو “حق ” ونحو ذلك ، كلها لا أصل لها .

(5)

مسح الوجه باليدين وتقبيل اليدين

 

حكم مسح الوجه بعد الصلاة
حكم مسح الوجه بعد الصلاة

 

وصف الشيخ أحمد الأسود عادة مسح الوجه باليدين وتقبيلهما بعد دعاء القنوت بأنه عادة منتشرة بين أكثر الناس ، وليس لها أصل من السنة ، بل هي مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه – رضي الله عنهم – ولو كانت خيراً لسبقونا إليه .

 

وقد نص كير من أهل العلم على أن مسج الوجه باليدين بعد دعاء القنوت ، بدعة محدثة ، وأما مسج الوجه بهما بعدالدعاء خارج الصلاة ، فلم يثبت بأحاديث صحيحة تقوم بها الحجة .

 

قال البيهقي -رضي الله عنه : ” فأما مسح اليدين بالوجه بعدالفراغ من دعاء القنوت فإنه من المحدثات ، وقال : فأما ممسح اليدين بالوجه عند الفراغ من الدعاء فلست أحفظه ، عن احد السلف في دعاء القنوت ، وإن كان يروى عن بعضهم في الدعاء خارج الصلاة ، وقد روي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث ضعيف ،وهو مستعمل عند بعضهم خارج الصلاة ، وأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت بخبر صحيح ..

 

 

كاتب وكتاب

 

كتاب (تنبيهات حول ما يقع في دعاء القنوت من مخالفات ) جمعها أحمد بن ياسين الأسود - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت - صادر عن إدارة مساحد محافظة الأحمدي

 

مفتطفات منتقاة من رسالة  مطبوعة صادرة عن وزارة الأوقاف والشئوون الإسلامية الكويتية بعنوان (تنبيهات حول ما يقع في دعاء القنوت من مخالفات) جمعها الشيخ أحمد بن ياسين الأسود في 43 صفحة (حجم وسط) ، ونشرتها (إدارة مساجد محافظة الأحمدي) ، طُبعت عام 1440 هجري – 2019م) ، النسخة مهداة إلى مركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت .

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

اترك تعليقاً