الحلقة (2) والأخيرة

شخصيات من تاريخ الكويت

 

 

تراثنا – التحرير :

 

حظي لقاء تُراثنا مع رجل الأعمال عبدالعزيز دغيشم محمد الدغيشم ، في الحلقة الأولى السابقة ، باهتمام واسع من المتابعين والقرّاء على حد سواء ، بتسليطه الضوء تاريخ على الأسرة الكريمة ، بدءاً من نزوح جد العائلة الأكبر من بقعاء في حائل بالمملكة العربية السعودية إلى الكويت عام 1875م تقريباً .

 

 

الدغيشم :

• محمد الدغيشم كان من ذوي المشورة والرأي بين وجهاء البلد ممن شاورهم الشيخ عبدالله السالم في أزمة الكويت والعراق التي أثارها عبدالكريم قاسم عام 1960.

• شَغل الوالد دغيشم الدغيشم رئاسة لجنة التثمين في البلدية، كما مارس بيع وشراء الأسهم في بدايات نشأت أسواق المال في الكويت، كما أسس وترأس عدة شركات مقرها دولة الكويت.

• تعلم الوالد، وحفظ القرآن على يد الملا مَرْشد صغيراً وكان يتلوه بصوت جميل وتعلم الفقه عليه ثم درس في مدرسة المباركية وحفظ الشعر وله مكتبة لمؤلفات مشاهير الأدب.

 

أٔشار محدثنا الدغيشم، إلى أن أسرتهم الكريمة قد سكنت في منطقة المرقاب، كما تناول على صعيداً آخر معايشتهم لما أصاب أهل الكويت وجيرانها من بلاء وأوبئة وأسقام مثل سنة الهدامة والجدري وغيرها في تلك الحقب التاريخية الحرجة.

 

 

 

في الحلقة الثانية والأخيرة يستكمل عبد العزيز الدغيشم ردوده على استفساراتنا، حيث يقول في مطلع رده :

 

أود الإشارة إلى أن الجد محمد الدغيشم وإخوته الثلاث الأصغر سناً من الأب : (مناحي، وعبدالعزيز)، مارسوا جميعاً مهنة الغوص، فيما لم يزاولها سليمان المزيني أخ محمد دغيشم من والدتهم،وزاولها صالح إبراهيم الخميس الدغيشم وهو اخ دغيشم السعد من الأم ، وكما ذكرنا آنفاً، أن الجد محمد امتهن بعد وفاة والده دغيشم – عدة مهن تجارية أخرى منها ربان سفينه، أي نوخذة، فى سفن الغوص.

 

الدغيشم في اللغة والعُرف

 

وقبل ان يستكمل حديثه، أشار محدثنا الدغيشم إلى معنى اسم “الدغيشم” ذاكراً أنه يأتي من كلمة “يدغش” والتي تعني الهجوم بالصف الأمامي في الحرب، ويعكس معناها الشجاعة والإقدام على الهجوم دون تردد.

 

مزوالة التجارة

 

ويستكمل حديثه بالقول: وبعدها عمل بمختلف أنواع التجارة الخاصة، منها : مهنة تجارة الماشية “الأغنام”، وبيع الدهن، وكان له محل تجاري معروف في سوق المباركية بمدينة الكويت لبيع السجاد الإيراني، ومحل آخر لبيع البطانيات ولوازمها، حيث كان من التجار المعروفين في الكويت في هذه المجالات.

 الرأي والمشورة

 

 

أشار إلى أن محمد الدغيشم كان ممن حضاهم الله بالثقة والأمانة وسداد الرأي لدى وجهاء البلد، فكان ممن يؤخذ قوله ويُستشار عند الملمات من الأمور، وقد كان محلاً للمشورة لدى أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه، وذلك عند حدوث إي نازلة، أو طارئ يستلزم تلك المشورة، مثل أزمة الكويت والعراق التي أثارها عبدالكريم قاسم عام 1960.

 

الصيف والاصطياف

 

 

أما في فترة الصيف والاصطياف في الإجازات، فيقول ضيفنا الدغيشم : كانت أسرة الدغيشم كبقية الكثير من أُسر أهل الكويت في تلك الحقبة، يفضلون الاصطياف خارج البلاد، خاصة وأن الحرارة كانت تلامس حاجز الـ 50 درجة، بل وتتجاوزه أحياناً، وكانت لبنان هي بلد الاصطياف المفضلة للجد محمد الدغيشم وأسرته وأولاده: (والدي دغيشم) و (أخوانه سعد، أحمد، عبدالله، فهد، فيصل)، كما كان لديه 10 بنات، نسأل الله أن يرحم الأموات منهم وأن يبارك في عمر الأحياء، علماً بأن لوالدي ابنين هما محدثكم عبدالعزيز وأخي خالد وخمسة أخوات ومنهم الدكتورة حصة دغيشم الدغيشم .

 

ذكرى الأيام الخوالي

 

 

وينتقل حوار تراثنا مع عبدالعزيز الدغيشم إلى ذكرياته عن والده دغيشم محمد الدغيشم – يرحمه الله – فيقول: الوالد من مواليد عام 1933 في فريج “المسيل” بمنطقة المرقاب بالقرب من مسجد “المطران” وبجوار منزل مسعود الفهيد، وسعيد الدويسان، ونايف الخليفي، وزيد الحربش، ومحمد بوشيبة وغيرهم، وانتقلت أسرته بعد ذلك للسكن بالقرب من مسجد عبدالوهاب، وكان بجوارهم عمر المغيصيب، ومزيد الرجعان، ومحمد الحميدي العبدالوهاب وغيرهم ” يرحمهم الله “.

المهن

وعن المهن التي زاولها دغيشم محمد الدغيشم، قال: كما هو معروف في الكويت والخليج وغيرها من البلدان، فالأبن يرث مهنة أبيه في الغالب، فزاول مهنة التجارة التي اكتسبها عن والده، ولكنه توسع فيها، فقد كان وكيل احدى شركات إطارات السيارات الألمانية، وتاجر في بيعها، ومحلها كان في المرقاب.

 

سوق الجت والمناخ

 

 

كما زاول مهنة شراء وبيع الأسهم بدءًا من سوق “الجت” الشهير في سبعينيات القرن الماضي، ثم تحول إلى سوق التجار، انتهاءً بكارثة وانهيار سوق المناخ، كما له دور في تأسيس شركات تجارية عدة، بالأخص ذات الأسهم المقفلة (محدودة)، مثل شركة (الثلاثية العقارية)، وشركة المناخ، والتي ترأسها فترة من الزمن، وكان من مؤسسي جمعية الفيحاء التعاونية الاستهلاكية عام 1966م ، ثم عضو مجلس إدارة عام 1969م.

 

البلدية ولجنة التثمين

 

 

هذا، واستذكر السيد عبدالعزيز الدغيشم إلى ترشح والده دغيشم محمد الدغيشم لمنصب عضو لجنة التثمين في بلدية الكويت في 1973 إلى عام 2001، مشيراً إلى انه قد تم إعادة تعيينه في اللجنة من جديد في عام 2010م، لكن بصفة رئيس لجنة التثمين واستمر رئيساً للجنة حتى عام 2015م حيث توفاه الأجل في هذه السنة.

 

 

ومن مخزون ذكرياته عن الوالد يقول : قد كان الوالد حافظاً للقران الكريم بأكمله، حيث أتقن دراسته على يد الملا مرشد وهو صغير ، وتعلم أصول الدين الإسلامي والشريعة والفقه على يده ، وكان له صوتاً جميلاً في تلاوة القرآن ، فيما نوه بأنه أتم دراسته في مدرسة المباركية ، وكان مولعاً بالشعر وحفظه وبيان معانيه ، وله مكتبة خاصة في منزله لكثير من الشعراء والأدباء .

مجالس الأصدقاء

 

 

وعن الأصدقاء والمقربين من الوالد دغيشم محمد الدغيشم ،يوضح محدثنا قائلاً : أنهم كُثر بفضل من الله، فأرجو المعذرة إذا خانتني الذاكرة، فمنهم على سبيل المثال لا الحصر: عائلة الشيخ عبدالله الجسار، والسيد خليفة الغنيم، والسيد عبدالله السيد الرفاعي، والسيد فهد المعجل، والسيد يوسف عبدالعزيز الوزان، والسيدان يوسف وعبدالوهاب الوزان، والسيد علي الوزان، والسيد جاسم المرزوق، والسيد خالد المرزوق، والسيد عبدالعزيز الصقر وأخيه جاسم الصقر، والسيدان خالد وسعد الشريعان، والسيد سعود بوقنا، والسيد يوسف الشايع وغيرهم (رحم الله الأموات وبارك في عمر الاحياء منهم).

الهوايات

 

وانتقلنا معه في الحوار إلى جانب آخر، من باب التنويع والإثراء، فكان الحديث عن هوايات والده، فأجاب والابتسامة تعلو محياه قائلاً: “ربما القلة يعلمون أن والدي كان مولعاً بهواية جمع السيارات بأنواعها المختلفة، ولا أخفي على قرائكم، كان حريصاً على اقتناء أحدث موديلاتها في كل سنة، واستمرت معه تلك الهواية طيلة حياته” .

 

الديوان

 

 

وتطرق محدثنا عبدالعزيز دغيشم محمد الدغيشم إلى نبذة تاريخية عن نشأة ديوان الدغيشم ، فيوضح : يتمتع ديوان أسرة الدغيشم بتاريخ ممتد ، منذ عهد جد الوالد دغيشم سعد الدغيشم – رحمه الله – حيث كان له ديواناً ملحقاً ببيته في المرقاب، يزوره العديد من أهل الكويت في ذلك الزمن ،وبعد وفاته، واستمر وجود الديوان ملحقاً في بيت الجد محمد الدغيشم بالمرقاب أيضا، ثم انتقل معه الديوان حينما استقر في منطقة الفيحاء ، وبعد وفاته انتقل الديوان إلى ابنه – أي والدي – دغيشم الدغيشم الذي سكن ضاحية عبدالله السالم عام 1986 ، واستمر على عهد سابقيه ، باستقبال رواد الديوان في حياته ، ومن بعده بقى عامرا بضيوفه ورواده  .

 

طالع الحلقة الاولى :

 

أسرة الدغيشم وذكريات تاريخية بين السعودية والكويت

 

 

لقطات متفرقة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تواصل مع تراثنا