الحلقة 21
جهود تدوين الحديث النبوي الشريف وعلومه
تراثنا – التحرير :
تواصل تراثنا استعراض جهود علماء الحديث في القرن الثالث عشر هجري في السير على نهج من سبقهم في القرون السابقة في الذب عن السُنة النبوية وصونها .
وفي الحلقة (21) نستكمل نشر حلقات كتاب ” تدوين الحديث النبوي في أربعة عشر قرناً ”من إصدارات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، حيث تعني في هذه الحلقة بجهود ومؤلفات أعلام علماء بلاد المغرب وغيرها ( حلقات الكتاب ) .
-
استوطن العلامة حبيب الله مايابي الشنقيطي مكة ودرس في الأزهر وله العديد من الكتب الحديثية الهامة .
-
اعتقل العلامة محمد عبدالحي الإدريسي لعدم مولاته الاسرة العلوية المالكة في المغرب وله نفائس من الكتب .
-
عمل العلامة أحمد محمد شاكر على نصرة الإسلام ، وإصلاح الانحرافات التي طرأت عن نهج السلف الصالح.
العلامة حبيب الله الجكني
وفي هذا القرن في المغرب العربي قام علماء عنوا بالسنة النبوية وأحيوها ونشروها منهم حبيب الله بن عبدالله بن أحمد مايابي الجكني، الشنقيطي (1295-1363هـ) ، ” يرحمه الله ” عالم بالحديث. ولد وتعلم بشنقيط، وانتقل إلى مراكش، فالمدينة المنورة، واستوطن مكة. ثم استقر بالقاهرة، مدرساً في كلية أصول الدين، بالأزهر، وتوفي بها.
من كتبه «زاد الملم، فيما اتفق عليه البخاري ومسلم» طُبع في ستة مجلدات، و«إيقاظ الأعلام» طُبع في رسم المصحف، و«دليل السالك إلى موطأ مالك» طُبع منظومة، و«إضاءة الحالك» طُبع شرحها، و«أصح ماورد في المهدي وعيسى» طُبع و«هدية المغيث في أمراء المؤمنين في الحديث» طُبع رسالة، و«إكمال المنة» طُبع في الحديث و«الخلاصة النافعة» طُبع في الحديث المسلسل بالأولية، وفيه إجازاته، و«حياة علي بن أبي طالب» طُبع.
العلامة محمد بن عبدالحي الإدريسي
ومنهم العلامة محمد بن عبدالحي بن عبدالكبير بن محمد الحسني الإدريسي” يرحمه الله “، المعروف بعبدالحي الكتاني (1305-1382هـ): عالم بالحديث ورجاله. مغربي، ولد وتعلم بفاس. وكان منذ نشأته على غير ولاء للأسرة العلوية المالكة في المغرب، واعتقل سنة 1327هـ (1909م) في دار المخزن ببلده.
ولما فرضت الحماية الفرنسية على المغرب (1912) انغمس في موالاتها. وحج، فتعرف إلى رجال الفقه والحديث في مصر والحجاز والشام والجزائر وتونس والقيروان. وعاد بأحمال من المخطوطات، وكان جمّاعة للكتب، ذخرت خزانته بالنفائس. وضُمت بعد سنوات من استقلال المغرب إلى خزانة الكتب العامة في الرباط.
يقول خير الدين الزركلي ” يرحمه الله “: رأيت على كثير منها تعليقات بخطه في ترجمة بعض مصنفيها أو التنبيه إلى فوائد فيها. له تأليف منها : «فهرس الفهارس» طُبع مجلدان و«اختصار الشمائل» طُبع رسالة، و«التراتيب الإدارية» طُبع مجلدان، استوعب فيه كتاب «تخريج الدلالات السمعية» لأبي الحسن، علي بن محمد الخزاعي .. وزاد عليه أضعاف فصوله، وقد فاته الاطلاع على جزء منه في نحو ربعه، (موجودة نسخة مصورة منه في خزانة الرباط (ذكره الزركلي).
وله كتب أخرى، منها : «الكمال المتلالي والاستدلالات العوالي» طُبع و«ثلاثيات البخاري» مخطوط في دار الكتب و«مفاكهة ذوي النيل والإجادة» طُبع و«وسيلة الملهوف» طُبع و«البيان المعرف عن معاني بعض ما ورد في أهل اليمن والمغرب» طُبع و«الرحمة المرسلة في شأن حديث البسملة» طُبع.
يقول الزركلي: وكان على ما فيه من انحراف عن الجادة في سياسته، صدراً من صدور المغرب ومرجعاً للمستشرقين خاصة.
العلامة أحمد محمد شاكر
وممن عُنوا بحديث رسول الله بالتصنيف والتحقيق والتعليق العلامة أحمد محمد شاكر (أبو الأشبال) (1309 – 1377 هـ)، ” يرحمه الله ” وجهوده واضحة في هذا الفن، فكان ممن عمل على نصرة الدين، وإصلاح ما أصاب أهل الدين من انحراف عن نهج السلف الصالح، وانجراف مع تيارات الضلال التي أوقعت المسلمين في المصائب والمهالك، الإمام العلامة الذي لم يخلفه مثله في علم الحديث بمصر، أحد القلائل الذين عملوا على تجديد دين الأمة في هذا العصر.
تتلمذ على يدي والده الشيخ محمد شاكر ” يرحمه الله ” في «الإسكندرية»، والشيخ عبدالسلام الفقي ” يرحمه الله ” في «المنوفية» والشيخ محمود أبو دقيقة ” يرحمه الله “في الإسكندرية وفي القاهرة، التحق بالأزهر واتصل بعلماء القاهرة ” يرحمهم الله جميعا ” وعرف الطريق إلى دور كتبها في مساجدها وغير مساجدها، وتنقل بين دكاكين الكتبية.
كانت القاهرة آنذاك مستراداً لعلماء البلاد الإسلامية فالتقى بالشيخ عبدالله ابن إدريس السنوسي ” يرحمه الله ” عالم المغرب ومحدثها فأجازه برواية البخاري ورواية باقي الكتب الستة.
وأخذ على الشيخ محمد بن الأمين الشنقيطي ” يرحمه الله ” كتاب «بلوغ المرام » وأجازه به وبالكتب الستة.
وأخذ على عالم القبائل الملثمة الشيخ أحمد بن الشمس الشنقيطي ” يرحمه الله ” فأجازه بجميع علومه.
وأخذ الحديث على الشيخ شاكر العراقي ” يرحمه الله ” فأجازه بجميع كتب السنة.
وأخذ علم الحديث على الشيخ محمد جمال الدين القاسمي الدمشقي ” يرحمه الله ” عالم الشام وكان قد زار مصر قبل وفاته. ولقي في القاهرة أيضاً من العلماء المتبحرين في العلم الشيخ طاهر الجزائري ” يرحمه الله ” عالم الشام المتنقل والسيد محمد رشيد رضا ” يرحمه الله ” صاحب «المنار» ولقي كثيراً غير هؤلاء من العلماء يطول ذكرهم بالتفاصيل.
وأثنى عليه صديق عمره الشيخ محمد حامد الفقي” يرحمه الله ” زعيم أنصار السنة المحمدية ومحي كتب السلف في القاهرة في كثير من كتبه التي ألفها في السنة النبوية المطهرة.
رحم الله صاحب هذه الحياة المباركة المتحركة العاملة، فقد تولى القضاء في مصر أكثر من ثلاثين سنة، فكانت له أحكام مشهورة في القضاء الشرعي، قضى فيها باجتهاده غير مقلد ولا متبع، وكان اجتهاده في الأحكام مبنياً على سعة معرفة بالسنة النبوية التي اشتغل بدراستها منذ نشأته إلى أن لقي ربه.
وهذا ثبت لبعض كتبه في الحديث وغيرها:
– ألفية السيوطي في علم الحديث، تصحيح وشرح.
– ألفية العراقي في مصطلح الحديث (٧٢٥ – ٨٠٦ هـ) – تحقيق.
– الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الدين – تصحيح وتعليق.
– خصائص مسند الإمام أحمد – تصحيح وتعليق.
– سنن الترمذي – تحقيق وتعليق.
– شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر – تحقيق وتعليق.
– صحيح ابن حبان، بترتيب علاء الدين الفارسي (ت ٧٣٩ هـ) – تحقيق.
– المحلى لابن حزم (ت ٤٥٦ هـ) – حقق وعلق على الأجزاء الستة الأولى منه.
– مختصر سنن أبي داود (اختصار المنذري) – تحقيق.
– المسح على الجوربين للقاسمي (ت ١٣٣٢ هـ) – تقديم ومراجعة.
– مسند الإمام أحمد (ت ٢٤١ هـ) نشر منه خمسة عشر جزءاً بعد تحقيقه وشرحه.
– المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد لابن الجزري (٨٣٣ هـ) ضمنه تحقيقه على المسند موجود في طليعة الكتاب.
– العمدة في الأحكام في معالم الحلال والحرام عن خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام مما اتفق عليه الشيخان: البخاري ومسلم للحافظ عبدالغني المقدسي (٥٤١ – ٦٠٠ هـ) – تحقيق.
– ترجمة الإمام أحمد (١٦٤ – ٢٤١ هـ) من تاريخ الإسلام للذهبي (٦٧٣-٧٤٨ هـ) – تحقيق.
يتبع لاحقا..
مسك الختام
مايقال من ذكرعند النوم
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال : ” باسمك اللهم أموت وأحيا ، وإذا قام قال : الحمد الله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ” .
رواه البخاري
الأذكار / د .الشيباني
تواصل مع تراثنا