الحلقة 17
تدوين الحديث النبوي
تراثنا – التحرير :
تواصل ( تراثنا ) في الحلقة 17 إيضاح جهود علماء اهل الحديث في العناية بالسنة النبوية خلال القرون الماضية ، ونتناول في حلقتنا هذه جهود العلماء في القرن الحادي عشر والثاني عشر الهجري حيث نبغ علماء أهل الحديث في الهند وغيرهم فيه ، وأعادوا للسنة النبوية دورها الحقيقي ، وذلك في سياق نشر حلقات كتاب ” تدوين الحديث النبوي في أربعة عشر قرناً ” من إصدارات مركز المخطوطات والتراث والوثائق “ ( حلقات الكتاب ) …
-
اشتهر الملا علي بن سلطان القاري وكان كثير النقد والاعتراض على الشافعي ومالك وابن عربي في كتبه.
-
من أعلام علماء الهند في القرن الحادي عشر كلُ من الشيخ المانكبوري والسندي ونور الحق الدهلوي .
-
تعرض العلامة محمد بن إسماعيل الأمير (الصنعاني) للوقيعة عند الملوك من علماء عصره فزادت بحوثه انتشاراً .
٭ السنة في القرن الحادي عشر :
اشتهر من أهل الحديث في هذا العصر الملا علي بن سلطان القاري الهروي نور الدين (ت 1014 هـ) في كتابه (الأسرار المرفوعة) وكتابه (المصنوع في معرفة الحديث الموضوع)، والعلامة مرعي بن يوسف الكرمي (ت 1023 هـ) في كتابه (الفوائد الموضوعة ) والعلامة اليمني الحسين بن أحمد الجلال (ت 1084 هـ) ومن مؤلفاته (العلم الشامخ) وهو مطبوع، فقيه حنفي، عالم مشارك في أنواع من العلوم. أخذ عن جماعة من المحققين منهم الهيثمي وابن حجر ، له مؤلفات كثيرة في التفسير والفقه والحديث واللغة، وكان كثير النقد والاعتراض على الأئمة ولاسيما الشافعي ومالك وابن عربي وله كتب ورسائل في ذلك.
وقد ترجم له الشوكاني في «البدر الطالع» وأثنى على انتقاداته وعَدَّ ذلك دليلاً على منزلته: ( إذ أن المجتهد شأنه أن يبين ما يخالف الأدلة الصحيحة، ويعترضه سواء كان قائله عظيماً أو حقيراً) .
ومن علماء الهند الذين اعتنوا بالحديث النبوي بالرواية والتصنيف والتدريس: الشيخ إبراهيم بن داود المانكبوري الأكبر آبادي (ت١٠٠١هـ) والشيخ طاهر بن يوسف السندي (ت١٠٠٤ ه ) .ومن أهل الطبقة الثانية: الشيخ نور الحق بن الشيخ عبدالحق الدهلوي صاحب «شرح الجامع الصحيح» بالفارسية (ت١٠٧٣هـ).
٭ السنة في القرن الثاني عشر
من مشاهير العلماء في هذا العصر الذين قاموا بواجب حفظ حديث رسول الله العلامة محمد بن إسماعيل الأمير (الصنعاني) (ت ١١٨٢ هـ) وله في القيام بحجة الله والإرشاد إليها وتنفير الناس عن العمل بالرأي وترغيبهم في علم الرواية ما هو مشهور معروف لكن هذا العلم عودي في ذلك ، أي نشر السنة وقمع البدعة والأخذ بالرأي، عاداه أهل عصره من سعوا به إلى الملوك ، ولم يتركوا في السعي عليه بما يضره جهداً ، وطالت بينه وبينهم المصاولة والمقاولة ، ولم يظفروا منه بطائل ، ولا نقصوه من جاهٍ ولا مال ، ورفعه الله عليهم وجعل كلمته العليا ، ونشر له من المصنفات المطولة والمختصرة ما هو معلوم عند أهل هذه الديار، ولم ينتشر لمعاصريه المؤذين له المبالغين في ضرره بحث من المباحث العلمية فضلاً عن رسالة أو مؤلف بسيط ، فهذه عادة الله في عباده فاعلمها وأتقنها.
-
تصدى له علماء عصره بالكيد ، فأرتحل العلامة صالح بن مهدي المقبلي إلى مكة ,واظهر الله مؤلفاته وانتشرت .
ثم جاء بعده مع طول فصل وبُعد العلامة صالح بن مهدي المقبلي (ت ١١٠٨ هـ) ولما نال من معارضيه من المحن والعداوة من أهل عصره ما جعله يرتحل إلى الحرم الشريف والاستقرار فيه حتى توفاه الله فنشر هناك علومه وأظهر مؤلفاته ما لم يكن لأحد من أهل عصره ما يقاربه فضلاً عن أن يساويه، له شرح على كتابه «تنقيح الأنظار» تحت عنوان «توضيح الأفكار» تعرض فيه لمسائل أصولية وهو جيد يقع في جزأين.
واشتهر في هذا العصر متولي الفتيا بدمشق أحمد بن عبدالكريم بن سعودي العامري الغزي توفي عام (1143 هـ) وله كتاب «الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث» وهو مختصر كتاب «ما يحسُن من بيان الأخبار الدائرة على الألسن» وقد حقق المختصر ما يحسُن من بيان الأخبار الدائرة على الألسن وقد حقق المختصر د. بكر بن عبدالله أبو زيد يرحمه الله .
يتبع لاحقاً
تواصل مع تراثنا