من عجائب وغرائب روايات التاريخ 14
تراثنا – التحرير : لا تخلو كتب التاريخ من نوادر وغرائب ، فيها الكثير من العبر ، والاستفادة ، والسمر ، ومن بين دفتي سجلات التاريخ وقع اختيار تراثنا على تلك المقتطفات منتقاة من كتاب ” عجائب من عصور مختلفة ” من مطبوعات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، وهي احداث نسندها لمصادرها لمن اراد الاستزادة والتوثق من صحتها ، ومتابعة رواتها .
دعت عليه فمات فورا
يقول ابن الجوزي : ومن الحوادث في هذه السنة (262 هجرية ) روى بسنده إلى عبدالخالق بن الحسن قال : سمعت أبا عون الفرائضي يقول : خرجت إلى مجلس أحمد بن منصور الزيادي سنة اثنتين وستين ومئتين فلما صرت بطاق الحراني ، رأيت رجلاً قد أمر بالقبض على أمرأه ، وأمر بجرها ، فقالت له : ” اتق الله ” فأمر أن تُجر ، فلم تزد تناشده الله ، وهو يأمر بجرها إلى باب القنطرة .
فلما يئست من نفسها ، رفعت رأسها إلى السماء ، ثم قالت : (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر ، إن كان هذا الرجل يظلمني فخذه !
قال أبو بكر ، فوقع الرجل من ظهره ميتاً ،وأنا أراه ..فحُمل على جنازة وانصرفت المرأة .
المنتظم 5 /34
عجيبة
أُحضر إلى أحمد بن بلبغا صغيرة ميتة ، لها رأسان وصدر واحد ويدان فقط ، ومن تحت السرة صورة شخصين كاملين ، كل شخص بفرج أنثى ورجلين ، فشاهدها الناس ، وأمر بدقتها (*)
شذرات الذهب 6/295
جزاء الانتقاص بالقرآن
في 710 هجرية ، قُتل على الزندقة الذكي المتقن فتح الدين أحمد بن الثقفي ، ضُربت رقبته بين القصرين ، وجعل يتشاهد ولم يقبل المالكي توبته .
وكان قد قامت عليه بينة بالتنقيص للقرآن المجيد والرسول صلى الله عليه وسلم ، وتحليل المحرمات والاستهانة بالعقائد ، وكان ذكياً ، ومن شعره :
محا الله الحشيش وآكليها
لقد خبثت كما طاب السلاف
كما تصبي كذا تضني وتشقي
لأكلها وغايتها انحراف
وأصفر دائما والداء جم
بفاء او ضيوف أو نشاف
الشذرات 6/2
أكلوا بغلة الوزير !
في عام 462 هجرية ، وفيه كان غلاء شديد بمصر ، فأكلوا الجيف والميتات والكلاب ، فكان يُباع الكلب بخمسة دنانير ، وماتت الفيلة فأٌكلت ميتاتها ، وأُفنيت الدواب فلم يبق لصاحب مصر ( الوزير ) سوى ثلاثة أفراس ، بعد أن كان له العدد الكثير من الخيل والدواب .
ونزل الوزير يوماً عن بغلته ، فغفل الفلاح عنها لضعفه من الجوع ، فأخذها ثلاثة نفر ، فذبحوها وأكلوها ، فأُخذوا فصُلبوا ، فما أصبحوا إلا وعظامهم بادية ، وقد أخذ الناس لحومهم فأكلوها !
وظُهر على رجل يقتل الصبيان والنساء ، ويدفن رؤوسهم وأطرافهم ، ويبيع لحومهم ، فقُتل وأُكل لحمه .
وكانت الأعراب يقدمون بالطعام يبيعونه في ظاهر البلد ، لا يتجاسرون يدخلون لئلا يُخطف ويُنهب منهم ، وكان لا يجسر أحد أن يدفن ميته نهاراً ، وإنما يدفنه ليلاً خفية ، لئلا يُنبش فيؤكل .
المنتظم 8/ 257
البداية والنهاية 12 /99
العلة بالسروال
علاء الدين علي بن نجم الدين بن عبدالواحد بن شرف الدين محمد ين صغير رئيس الأطباء بالديار المصرية .
كان يصف الدواء للموسر ( الذي يملك المال ) بأربعين ألفاً ، ويصف الدواء في ذلك للمعسر بفلس .
دخل عليه شيخ شكا ما به من السعال ، فقال : لعلك تنام بغير سراويل ، قال : إي والله : قال : لا تفعل نم بسراويلك .
فمضى ، فصدفت ذلك الشيخ بعد ايام ، فسألته عن حاله، فقال : عملت بما قال فبرئت !
قال : وكان لنا جار حدث لابنه رعاف ، حتى افرط فانحلت قوى الصغير ، فقال له : شرط آذانه ( بمشرط ) فتعجب ، وتوقف فقال : توكل على الله وافعل .
قال ففعل ذلك فبريء ، وله من هذا النمط أشياء عجيبة .
شذرات الذهب 6 /346
هوامش
(*) بدقتها : تحطيمها .
حلقات سابقة
ختامه مسك
قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إذا عطس أحدكم فحمد الله الله فشمتوه ، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه “.
رواه مسلم
ألأذكار / د . الشيباني
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق • تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +