الشاعر الذي لا يُعرف له دين ولا ملة
4 شخصيات تسموا ب(أمرؤ القيس) في تاريخ الجاهلية والإسلام !!
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :
في مقالة سابقة عن أمريء القيس ، حيث اشتهرت بين جمهور القراء ، يسألونني عنها دائما ، ومازالوا يطلبونها مني .
ولتتمة موضوع أمريء القيس الشاعر الجاهلي( نحو 497 – 545 م ) وقائد الشعراء ، أضيف معلومات قديمة حديثة ، لأحاديث نبوية لم تصح ، وروايات نقلت في تاريخه .
روايات لم تصح
يروي عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال :” أمرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار ” ، رواه أحمد في مسنده ، وانظر تحقيق أحمد شاكر له ، (93011 ) قال : هذا اسناد ضعيف جداً .
وجاء في الحديث الآخر : ” أمرؤ القيس قائد الشعراء إلى النار ، لأنه أول من احكم قوافيه ” ، وقد ضعَّف هذا الحديث ، المناوي وابن عساكر وابو عروبة بالأمس ، والألباني اليوم في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 392 ) وضعيف الجامع ( 48301) .
ويقول ابن قتيبة في عيون الأخبار ( 144، 143 ،1 ) قصة يذكرها الأدباء ، فيها هذا المعنى ، ينسبون فيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في شأن أمريء القيس : ” ذلك رجل مذكور في الدنيا ، شريف فيها ، منسي في الآخرة ، خامل فيها ، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعر إلى النار ” ، والرواية هذه موجودة عند ابن الكلبي ( ص 74 – 75 ) ، ونقلها الأدباء عنه مثل صاحب الأغاني وياقوت الحموي .
غير معروف عند المحدثين
يقول العلامة أحمد شاكر ( يرحمه الله ) وتعقبته في تعليقي على الشعراء ، بأنها غير معروفة عند المحدثين ، وهم الحجة في ما يُنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاخبار ، وختم : وهذا كما ترى أسناد مظلم ، لا تقوم به حجة ، بل لا تقوم له قائمة ، وإنما هي كلها ، روايات ضعاف ، متهافتة ، يضعف بعضها بعضاً “.
أقرأ أيضاً :
وقفات مع أمرؤ القيس للكاتب د . محمد الشيباني .
امرؤ القيس ومكيدة الروم للكاتب عادل الغضبان .
مضطرب طفلاً وكهلاً
لا يُعرف ما الدين الذي مات عليه أمرؤ القيس ، وقد كثر الأختلاف في ما كان يدين به ! وأما ” سقط اللوى ” و “الدخول ” و ” حومل ” و ” متوضح ” و “المقراة ” ، فأماكن وردت في مطلع معلقته ، قيل إنها من اعمال دمشق وحوران ، وقيل هي من نجد ، وقيل أن الديار التي يصفها كلها ديار بني أسد .
وأمرؤ القيس مضطرب الطفولة ، مضطرب الشباب والكهولة ، فلهذا سمي ب ( الملك الضليل ) ، لاضطراب أمره طول حياته .
اربعة أمرؤ قيس !
في التاريخ ، هناك أربعة سموا بامريء القيس على ما حكاه الزركلي :
- امرؤ القيس بن عانس (… نحو 645 م ) أسلم .
- امرؤ القيس الأول ( … نحو 328 م ) تنصر .
- امرؤ القيس الثاني ( … نحو 403 م ) وثني يسمى بالمحرق ، لأنه أول من عاقب بالإحراق بالنار .
- امرؤ القيس الثالث ( … 64 م ) جاهلي من ملوك العراق .
عزيزي القاريء ، لعلي في هذه المقالة وضحت لمن يسألني عن هذه الشخصية ، عن صحة الأحاديث فيها ، بل زدت ما ترى في هذه العجالة من المعلومات مع مصادرها العلمية والتاريخية .
والله المستعان ..
(*) : رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا