• Post published:09/02/2025

 

 

الحلقة الثانية

المستشرقون والعمارة الإسلامية

 

دولة المماليك وسلاطينها
دولة المماليك وسلاطينها

 

تراثنا – عرفة عبده علي * :

 

في الحلقة الثانية ، نتوقف مع المستشرق الفرنسي والمؤرخ عاشق الآثار المصرية ، إلبرت ريمون AR .dnomha حيث يكشف عن قراءاته في التي تشكلت حصيلتها خبراته الواسعة التي على أساسها بنى عشقه لعمارة الشرق 

 

المؤرخ الفرنسي اندريه ريمون
المؤرخ الفرنسي اندريه ريمون

 

اعتمد ريمون على قراءته لتاريخ الجبرتي وخطط علي باشا مبارك وموسوعة وصف مصر للحملة الفرنسية ، بالإضافة إلى جولاته بإحياء القاهرة القديمة، وقد استغرقت هذه الجهود الأولية ،عن كتابه ” الحرفيون والتجار بالقاهرة في القرن الثامن عشر ” مر عرضا بالتطور العمراني ، فقط كان هدفه بالأساس سكان القاهرة ، وطبوغرافية توزيعهم ومشاكلهم وأساليب حياتهم .

 

أولى ريمون اهتماماً كبيراً بالعمران المدني للقاهرة ، خلال العصر العثماني ” حدود القاهرة وسكانها في بداية القرن ال15 ” ، الحمامات العامة ، اسبلة القاهرة ، جغرافية حارات القاهرة ، وأنماط السكن الاجتماعي ،طوائف الحرف ودورها الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع المصري ، خلال العصر العثماني ، وأسواق القاهرة ، فقاهرة الشرق من المدن النادرة التي يمكن أن تثير الخيال ! هي أجمل المدن التي رأيتها ،تميزها أشياء تبعث على البهجة والمرح !

 

المدن العربية الكبرى في العصر العثماني

 

مدرسة وخانقاه أشرف برسباي من مجموعة السلطان قلاوون نموذج للعمارة المملوكية في مصر
مدرسة وخانقاه أشرف برسباي من مجموعة السلطان قلاوون نموذج للعمارة المملوكية في مصر

 

اصبح هذا الكتاب” المدن العربية الكبرى في العصر العثماني ” مرجعاً أساسياً لكل الباحثين في التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والعمراني للعالم العربي ، فقد تأصلت معرفة ريمون بهذا الموضوع عن طريق الدراسة الميدانية الجادة ، فكان محصلة جهود بدأت عام 1955م ، في عدة مدن ، القاهرة ، دمشق ، حلب ، بغداد ، الموصل ، القدس ، تونس ، الجزائر ، وحيث شهدت العمارة العربية خلال العصر العثماني تطورات هائلة في ظل ازدهار اقتصادي وطوائف مهنية قوية .

 

انتقل ريمون من ابحاثه عن القاهرة إلى دراسة المدن العربية ، وقد أفادته إقامته لعشر سنوات في المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق ، فرصةرائعة لدراسة تاريخ دمشق وحلب وتاريخهما القديم ما زال نابضاً بالحياة ، ثم قرر التوسع في ابحاثه ليشمل مدن عربية أخرى قبل “الأنقلاب الحضري الكبير ،الذي بدأ منتصف القرن التاسع عشر” ،فلم تعد مدن العصور الوسطى والتي يجب علينا تمثل بنيانها ، والتي شهدت تطوراً هائلاً امتد لاكثر من ثلاثة قرون ، وقد تمكن ريمون من خلال بعثات عمل متلاحقة من تحقيق الاتصال المباشر والدارسة الميدانية لمدن الجزائر وتونس والقسطنطينية وفاس ومراكش وتطوان وطرابلس المغرب والموصل وبغداد من أجل أبحاث التاريخ الحضري .

 

طالع الحلقة الأولى :

 

اندريه ريمون يجول المدن العربية بحثا عن جمال العمران المملوكي

 

 

يتبع لاحقا ..

 

 

نقلا عن تراثنا -العدد 92

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 92- جمادي الآخرة 1446 هجري - ديسمبر 2024 م

 

 

 لاقتناء نسختك

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

تواصل مع تراثنا 

 

 

اترك تعليقاً