قراءة في كتاب – الحلقة (2)
قبسات من التراث الكويتي
تراثنا – التحرير :
كتاب (قرية أبو حليفة بين الموروث والمراجع التاريخية) لمؤلفه الباحث فهد محمد الجابر ، يعد من الإصدارات القيمة الثرية التي أُهديت إلى مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق .
-
الحرب العالمية الثانية أثرت سلباً على تجارة السيارات في قرية أبو حليفة فأصبحت نادرة لقلة قطع الغيار .
-
مبارك الجري سمى موتره ب(مشرف) وخالد الجابر ب(سليطين) والشيخ على المالك الصباح (سحاب) !
-
أُطلق على عام 1941 سنة (حج الشامي) نسبة لعبدالرزاق القدومي صاحب حملة كثرت أعطال سياراته أثناء رحلة الحج !
وفي الحلقة الثانية ،تتوقف تراثنا مع توثيق المؤلف لبداية دخول السيارات إلى القرية ، مع ذكر ملاكها ، ويلاحظ ان التوثيق صاحبه ذكر آثار الحرب العالمية الثانية على الكويت ، بما فيها القرية ، حيث ندرت السيارات في شوارعها .
السيارات في أبو حليفة
وفي التفاصيل ، نوه الجابر إلى أن أول ظهور للسيارات في القرية كانت في بداية ثلاثينات القرن العشرين ، أو قبلها بفترة ، وتعود ملكيتها للشيخ فيصل المالك الصباح – يرحمه الله – وهي من نوع فورد (بو دفرة) .
أما ثاني سيارة بعدها بفترة قصيرة فتعود ملكيتها لمبارك سعد الجري – يرحمه الله – من نفس الموديل ، تدار بواسطة (HANDEL) ولم تستمر تلك السيارات بسبب أعطالها، وقلة قطع الغيار .
ويستأنف الجابر قائلاً : ثم امتلك مبارك سعد الجري لوري مستعمل (ونش) من الوكيل بودي في منتصف الثلاثينيات ، استخدمها لنقل محاصيل مزرعته ، ولم تستمر تلك السيارة لدى مالكها .
وأضاف : واشتري كل من مبارك سعد الجري والشيخ علي المالك الصباح ، وفهد محمد العمر سيارات نقل مستعملة (شفر) موديل 1938م شاصي ، وتم تركيب (قمارة) من الخشب عليها ، وتسمى (عرشة) ، ولم تستمر تلك السيارات لدى ملاكها بسبب أعطالها ، وقلة قطع الغيار ،
ويوضح الجابر أنه مع بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939م ، قلت أعداد السيارات بالكويت ، وأصبحت نادرة ، وارتفعت أسعارها ، ومن ثم انقطعت في فترة سنوات الحرب الأخيرة .
وبعد انتهاء الحرب ، اشترى خالد محمد الجابر – يرحمه الله – سيقل نقل لوري (دوج) موديل 1947م ، وهي أول سيارة تدخل القرية بعد الحرب، ولا توجد في قُرى العدان إلا ثلاث سيارات نقل (لوري) ، وهي لوري خالد الجابر ، ولوري محمد الجاسم الدبوس ، ولوري الشيخ داود السلمان الصباح بالفنطاس .
وفي بداية الخمسينيات يؤكد المؤلف الجابر ، ازدياد عدد السيارات في الكويت ، وانتشرت بكثرة في القرى ، أما فيما يتعلق بأوائل رخص القيادة في القرية فهي تعود لمحمد مبارك الجري والشيخ محمد علي المالك الصباح حسب ما هو متوارث لدينا .
والطريف أن ملاك السيارات اعتادوا اطلاق مسميات على مركباتهم ، كما يذكر المؤلف ، فيقول : وقديماً كان ملاك السيارات في القرية يطلقون على سيارتهم أسماء ، فموتر مبارك الجري الشفر موديل 1938 يطلق عليه (مشرف) ، وموتر خالد الجابر (سليطين) وموتر الشيخ علي المالك الصباح (سحاب) ، الذي قال به الشاعر صقر حمود الصلال – يرحمه الله – هذه الأبيات :
كل المواتر (1) بنَّدت (2) يوم حضر السحاب
محدّ يجيبهم لو يصير النول (3) بقراني (4)
أول مركوب ركوبة تطرب الركاب
ما شفت جنسه بالمواتر موتر ثاني
حجة الشامي
وفي سياق توثيقه ما يتعلق بأوائل السيارات في قرية أبو حليفة ، كشف المؤلف فهد الجابر ان أهالي القرية اطلقوا على عام 1941م ، بسنة (حجة الشامي) ، وباتت من السنوات التي يؤرخ بها لديهم ، مشيراً إلى ان عبدالرزاق القدومي الملقب بالشامي ) ، من رجالات الكويت ، اشتري الكثير من السيارات بأسعار باهظة الثمن خلال فترة الحرب العالمية الثانية بسبب ندرتها ، واستخدمها لنقل الحجاج لمكة المكرمة بالمشاركة مع يوسف بهبهاني .
وقال : كان بعض تلك السيارات متهالكة بسبب القِدم ، وقلة قطع الغيار ، مما أدى إلى تعطلها أثناء الرحلة ، لذلك عُرفت هذه السنة ب(حجة الشامي) , ، وتعتبر هذه الحاثة من أسباب قلة السيارات بالكويت ، هذا بالإضافة إلى الحرب العالمية الثانية التي انقطعت خلالها السيارات ،وأصبحت اعدادها نادرة في الكويت والدول المجاورة .ّ
هامش :
موتر : مفردة إنكليزية الأصل (موتور) ،وجمعها محلياً مواتر ، وتعني العربة (سيارة)،
2- بند : وهي اجنبيه الأصل (بند)، من تعطل أو توقف ، ويقول اهل الكويت والخليج اليوم (بند) أي عطلة من العمل .
3-النول : الأجرة مقابل العمل .
4-القران : (ربع روبية) .
5- عبدالرزاق القدومي: من أصول شامية استوطن الكويت .
طالع الحلقة الأولى :
قرية أبو حليفة بين الموروث والمراجع التاريخية -الحلقة الأولى
كاتب وكتاب
كتاب (قرية أبو حليفة بين الموروث والمراجع التاريخية) تأليف الباحث فهد محمد الجابر ، ط 1 (2019م)، يقع في 216 من القطع الكبير، موثق بالصور والوثائق ، إهداء مقدم إلى مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق (الكويت) .
تواصل مع تراثنا