كواليس ما خلف الأحداث (الحلقة 3)
ما قالته تقارير غربية عن أحداث في الكويت منذ مطلع القرن ال 20
تراثنا – د. محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :
في الحلقة الثالثة ،تستأنف تراثنا نشر مقتطفات مما تداولته مجلة إنديانا بوليس ( أنديابوليس : إنديانا) من أحداث ، نقلتها على صفحاتها عبر تقارير عن الكويت خاصة ،والجزيرة العربية عامة والتطورات الأقليمية في المنطقة العربية، في الفترة ابتداء من مطلع العشرين حتى منتصفه ،
الكويت ..تردد أسمها في تقرير غربي نُشر في عام 1960 م ، أشار إلى احتمال فرار مجرم الحرب النازي أدولف أيخمان إلى الكويت حيث غير ملامحه واسمه وعمل متخفيا لدى شركة نفط بريطانية تعمل في الكويت !!
ويشير التقرير إلى أن ايخمان مجهز بجوارات سفر مزوة ، حيث يعتقد أنه ملاحقته من قبل جهاز المخابرات الأسرائيلي ، والتسلل إلى الكويت بحثا هنا .
ضابط استخبارت يتنكر
الخبر الغريب، نقله عن المحرر بيتر مشيلمون (في نيويورك) قال فيه : لقد تنكر مرة واحدة كضابط سابق في الجستابو ، وسمح لنفسه بالقبض عليه من قبل فريق مكافحة الاستخبارات الأمريكية وكان بطلا ،لم يندم على ما فعله كواحد من النازيين .
ويكشف الكاتب عن هوية الشخصية النازية المعنية بقوله : أصبح فريدمان بطل النازيين المسجونين ، من خلال التفاخر بعدد اليهود الذين قتلهم .
غير أنه قال : لكن عندما جمع معلومات كافية عن زملائه المتدربين ، كشف هويته الحقيقية للأمريكيين ، كان النازيون مذهولين لدرجة أنهم انهاروا ، واعترفوا بسرعة بجرائمهم ، لقد ورطوا أخرين أيضا ،و كان لدى فريدمان المزيد من الأسماء في قائمته .
ويمضي الكاتب في تقريره قائلا : ووفقا لمقالة للصحافي الأسرائيلي هيمان ، نُشر في صحيفة ” ناشيونال جيويش الشهرية ” الأمريكية ، فقد غُرس فريدمان كشوكة في جوانب مجرمي الحرب المحتالين ، لدرجة أن الحركة السرية النازية في أوربا وضعت ثمناً لمن يدلي بمعلومات عنه ، وأرسلت قتلة محرفين لاغتياله .
وفي السياق نفسه ، يشير الكاتب ميشيلمور ألى إلى قول هايمان أنه سجل رقماً قياسياً عالمياً في اعتقال 237 من مجرمي الحرب النازيين ، منوهاً إلى أن هدف فريدمان الرئيس ، يتمثل في القبض على أدولف أيخمان في النهاية .
ويؤكد الكاتب أن فريدمان تعقب زوجة ايخمان وأطفاله إلى بلدة استرالية صغيرة ،وقرر خطفهم ، ونقلهم إلى إسرائيل ، بغرض أجبار أيخمان على تسليم نفسه ، ولكن تم التخلي عن هذه الفكرة عندما علم فريدمان من إحدى عشيقات النازيين أنه ليس لديه أصابة حقيقة لأسرته .
الهدف في الكويت !
ويوضح الكاتب ميشيلمور في تقرير الصحفي ان أيخمان أحرق جميع رسائله المكتوبة بخط اليد ، ودمر الصور الشخصية ، وغير وجهه مباشرة بعد الحرب ، لكن فريدمان استشعر خطراً عندما زودته عشيقته بصورة لوجه إيخمان الجديد في أكتوبر الماضي(1) .
وألمح إلى فريدمان سمع عن تقرير يوضح بأن أيخمان كان يعمل لدى شركة نفط بريطانية تعمل في الكويت ، وهو تقرير نفاه البريطانيون على الفور ، ومع ذلك أدرك فريدمان أن فريسته يمكن أن تتنكر بسهولة كإيطالي ، أو فرنسي أو أنكليزي ، ومن الطبيعي ألا تعترف أبدا بأنها أيخمان ، أو حتى المانية في هذا الصدد .
طالع الحلقة الثانية :
الكويت تطالب بمياه شط العرب وفرنسة تعترض على تسليح الكويت
اسرائيل تتسلل إلى الكويت
كان ايخمان مجهزاً بمجموعة من جوازات السفر المزورة بخبرة ، نقل فريدمان جميع معلوماته إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي ، ويُعتقد أن العملاء تسللوا على الفور إلى الكويت ، وأجزاء أخرى من العالم العربي ،
وبيَّن أنه لم يتضح حينها ما إذا كانوا قد وجدوا أيخمان هناك ، أو فر هاربا إلى أميركة الجنوبية – كما ورد في بعض الأوساط – فقد لا يعرف أبداً ، وسيتم الاحتفاظ بتفاصيل تلك العميلة كسر من الأسرار !
النهاية سر من الأسرار
ويختتم الكاتب تقريره بالقول : كان فريدمان هو الذي أصر على أعادة أيخمان حياً أينما كان ، بيد أنه كان من الممكن التعاقد مع القتلة في الشرق الأوسط مقابل رسوم متواضعة للغاية لرعاية أيخمان بمجرد العثور عليه ، لكن فريدمان قال إن مجرد قتل الوحش النازي لن يكون كافياً (انتهى)
اسرائيل تعدمه شنقاً
أما الجديد ، ففي متابعة لتطورات مصير ايخمان المجهول،وقفت تراثنا على معلومة تشير إلى القبض على أيخمان من قبل الموساد الأسرائيلي ونقله إلى إسرائيل ، وحوكم هناك واعدم شنقاً عام 1962م ، وحرقت جثته والقي الرماد في البحر الأبيض المتوسط ، تبعا لموقع (ويكيبيديا) !
تجدر الإشارة ان تفاصيل القبض على آيخمان نشره موقع ( ديلي بيست) ، وكذلك تناول موقع (غارديان) الخبر ذاته ، منوها إلى عمله في شركة نفط بالكويت ..!!
يتبع لاحقا ..
نشر التقرير كاملا في تراثنا
( أضغط الغلاف لتفاصيل العدد )
هامش :
1-الخبر في سنة ” 1380 هجرية / 1960 ( مايو ) .