من كتاب في بلاد اللؤلؤ – الحلقة (9)
سطور من ماضي الكويت بعين شامية
تراثنا – التحرير :
في الحلقة التاسعة، يواصل الكاتب السوري والمحامي فيصل العظمة – يرحمه الله – تدوين انطباعاته وملاحظاته عن كويت عام 1942م ، التي دوَّنها في كتابه (في بلاد اللؤلؤ) في طبعته الأولى عام 1945م .وأعيدت طبعتها الثانية في 2020 م في الكويت .
العظمة :
-
لأهل الكويت لهجة خاصة بين العراقية والنجدية فيقول : يص بدل جص ، وعيم بدل من عجم ، ويقلبون القاف جيماً في أكثر الأحيان ،فيقولون جبلة عرض قبلة !
-
الكويتيون يسكنون أوائل بعض الكلام ، خلاف القاعدة المعروفة من أن العرب لا تبدأ بساكن ، فيبدأون بالساكن فيقولون نْخلة وسْخلة بتسكين أول الكلمة ..
-
احترت مع تلميذ قال لي ” مُلا شبدي يعورني ” ولم أعرف ما قال فأخبرني أحد المعلمين أن بطنه توجعه فأطلقت سراحه حالاً !
اللهجة الكويتية
يقول الكاتب العظمة في هذا الفصل (1): اللغة الكويتية جيدة إجمالاً ، ولهم لهجة خاصة بين العراقية والنجدية ،وهم يقلبون الجيم ياء في أكثر الأحيان ، فيقولون : يص بدل جص ، وعيم بدل عجم ، ويقلبون الفاف جيماً في أكثر الأحيان ، فيقولون جبلة عوض قبلة ، وشرج عوض شرق .
وينطقون الضاد ظاء ، فيقول ضهر وضفر بلد ظهر وظفر ، ويلفظون الكاف شيناً في اغلب الأحيان ، أما الجيم الملفوظة عوض القاف فلا تقلب ياء ، فكلمة (قابل) أي غداً ، تلفظ جابل ولا تلفظ يابل .
وقد عملنا جهدنا لاستئصال الكلمات الأعجمة من فارسية وأنكليزية ، ولا شك أن لفظ (عال) أجمل من (خوش) وكأش ألطف من (كلاس) (2) .
وهم يتكلمون بلهجة واضحة ، ويسكنون أوائل بعض الكلام ، خلاف القاعدة المعروفة من أن العرب لا تبدأ بساكن ، فيبدأون بالساكن فيقولون نْخلة وسْخلة بتسكين أول الكلمة ، ولكن لا بد للمرء من أيام يتعود فيها سمع لهجتهم .
شبدي تعورني ملا !
ويستشهد الكاتب بموقف طريف فيه دلالة على فوارق اللهجة ، فيقول :وأذكر أنني حينما دخلت المدرسة ، جاءني تلميذ وقال : ” ملا ، شبدي يعورني ” ، فحملقت فيه ، وقلت له بلهجة دمشقية مستفسراً : شو ؟ فلم يفهم ، وقال : الله يسلمك شبدي يعورني ، فلم أفهم فقلت في نفسي هو عربي ، فكلمه باللغة الفصحي التي تعلمتها في المدارس وقرأتها في الكتب ، فقلت له : ماذا تريد ، وأخرجت لساني ؟
فلم يفهم ، وظل يردد شبدي يعورني ، فناديت الخادم وسألته / فقال : الله يسلمك يقول شبده يعوره ، فضحكت وسألت أحد المعلمين قال : شبده يعوره ؟ قلت : يعني ؟ قال : يعني بطنه يوجعه ، فأطلقت سراح المسكين للحال ، ولم يمضي علي أسبوع حتى صرت أتكلم مثل الكويتيين تماما .
فعلى الكويتيين أن يهجروا الألفاظ الفارسية والإنكليزية و ( أن لا ) يشوهو جمال لغتهم بكلمات أعجمية يكفيها قبحاً أنها ليست عربية .
ويضرب أمثلة على المفردات الدخيلة فيقول : أيها الكويتيون لا تقولوا غوري بل إبريق ، ولا وار كوت بل معطف ، ولا ميز بل طاولة ، ولا موتر بل سيارة .. ولجميل أنهم عربوا ألفاظاً أوروبية ماعربنا نحن في سورية ، فقد أطلقوا على الكاتو اسم قرص العقيل .
طالع حلقات (في بلاد اللؤلؤ) :
انتقاءات من كتاب في بلاد اللؤلؤ حول كويت الأربعينيات
هامش
1- في بلاد اللؤلؤ (ص 66-67 ) .
2- جهد يشكر عليه المؤلف ، ولكن يستحيل فرض بدائل لغوية من باحث مفرد على مجتمع كامل .
تواصل مع تراثنا