عندما يهبط الثراء من غير ميعاد
حصلوا على السلطانية من سوق العطل الأسبوعية بنيويورك
تراثنا – وكالات :
كانت عائلة في نيويورك تقضي يوماً عائلياً ممتعاً في استعراض مبيعات الفناء الخارجي للمنزل، وهو سوق مؤقت يقام في العطل الأسبوعية بين الأحياء في المدينة.
ونقلت “الإمارات اليوم ” وفقاً لموقع – بزنيك- أن الأسرة كانت تقوم بالبحث في قسم ملابس المطبخ، حين وجدوا هذه «السلطانية» (وعاء من الخزف) ووقعوا في حبها، وانتهى بهم الأمر بدفع ثلاثة دولارات مقابل الوعاء الأبيض الجذاب، وظل في منزلهم سنوات حتى شعرت العائلة في مرحلة ما بالفضول حول أصل الوعاء لذلك قرروا تقييمه.
د . الشيباني : القطع الأثرية تعرض بكثرة في اسواق الجمعة و”سوق الحرامية ” ولا يقدر قيمتها الإ المقيمين المختصين !
وبعد إحضاره إلى أحد المتاجر المختصة بالسيراميك، صدموا بمعرفة أن عمر الوعاء أكثر من 1000 عام، وأنه تم صنعه خلال عهد أسرة سونغ الصينية، حيث كان العمل الخزفي شائع الاستخدام ويسمى Dingware.
وفي وصفها للوعاء، تشير دار «سوذبي» للمزادات الغالية الثمن إلى «نعومة الفخار، وجمال التزجيج، وعلامة اللوتس الجميلة المنقوشة في الداخل، والزخرفة المتطابقة تقريباً مع قطعة أخرى معروضة في المتحف البريطاني بلندن، إنه تحفة جميلة».
وحصلت الأسرة التي لم يعلن عن هوية أفرادها على تقييم يراوح بين 200 ألف دولار، و300 ألف دولار، إلا أن حظوظهم قفزت في النهاية لأرقام أعلى بكثير حين تم بيع الصحن لتاجر فنون، بمبلغ مذهل قدره 2.225.000 مليون دولار.
وعلق خبير كويتي مختص في التراثيات والانتيكات على هامش الخبر العالمي بأن هذا أمر معتاد ، مشيرا إلى أنه كثيرا ما يتم العثور على قطع أثرية تعود لمئات السنوات معروضة في أسواق الانتيكا والاثاث المستعمل، منوها ان بعض الهواة و المعاهد والمراكز التراثية تخصص من يقوم بالبحث في تلك الاسوق للبحث عن تلك النوادر .
جاء ذلك في تصيح خاص ل تراثنا من قبل د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) موضحاً ان المختصون والمقيمون للمقتنيات التاريخية وحدهم القادرون على إدراك قيمة تلك الممتلوكات بما يمتلكونه من خبرة ومرجعيات يعودون إليها .
وإفاد بأن مركز المخطوطات والتراث والوثائق يضم الكثير من تلك القطع النادرة التي يتم الحصول عليها في سوق الجمعة الكويتي أو ما يسمى بسوق “الحرامية ” في دول أخرى .
وقال ان الامر لا يتوقف على الانيتكا فقط ، بل يشمل المكتبات الأهلية واللوحات التشكيلية ومجموعات الطوابع وغيرها حيث أنها بوفاة أصحابها تباع محتوياتها بسعر زهيد في البسطات ، ويتفاجأ من اشتروها لاحقاً بأنها تحفة نادرة وقيمة وربما لا تقدر بثمن .
(*) : رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا .