اختام وتماثيل وكتابات بالحروف الأبجدية المسمارية القديمة
تراثنا – د . محمد الأثري : حرص مركز المخطوطات والتراث والوثائق طوال مسيرته ، على تدعيم مقتنياته التاريخية الأثرية بكل ما يدعم رسالته ودوره واختصاصاته ، وكان من ذلك اقتنائه عن طريق الشراء مجموعة كبيرة ونادرة من الآثار السومرية حاز عليها منذ نحو 14 سنة ، شملت مكتبة طينية والواح وأختام وغيرها .
بعثات التنقيب
يٌعتقد أن هذه المجموعة من الأختام والتماثيل والرقم تعود إلى حارة الكتبة في مدينة ( نفر ) في الموضع المسمى ( تل الألواح والرقم ) وقد سبق لجامعة شيكاغو وبنسلفانية بأميركة أن نقبت بعثتهما في هذه المنطقة في عامي ( 1889- 1900 م) وعامي ( 1948 -1952 م).
مدينة ” نفر “
تقع في جنوب بغداد الحديثة في العراق بنحو مئة ميل ، كانت المركز الروحي والثقافي لبلاد ” سومر القديمة ” وهي من اكبر المدن السومرية في عهد الملك سرجون الأكدي.
أكد (السلالة )
أسسها الملك سرجون SARGN ( شروكين) تمنى الملك الصادق ، الشرعي ، الثابت ( 2279 – 2334 ق.م ) وقيل ( 2284- 2350 ق.م) حكم 56 سنة ، وهو الذي خلفه ابناه ريموش ومانشتسو وحفيده بعدهما نرام سن ( NARAM SIN) .
بقيت السلالة في الحكم 64 سنة ، ولكن مساحة البلاد التي حكمتها تقلصت كثيراً (1) .
حارة الكتبة
حارة الكتبة في مدينة ” نفر ” كان فيها ” بيوت الأساتذة ” و ” بيوت المدارس ” .
ما تمثله ألألواح والرقم
الشرائع والقوانين مثل ” قانون أوريمو” و ” قانون لبت ، عشتار” وقوانين الماشية والغلة والطب ووصفات طبية ، والأمثال السومرية ، الكتب المدرسة ، والنبات ، والحيوان ، قطع أدبية ، الشؤون والعلاقات الدولية .
الحروب الأهلية في بلاد سومر وخارجها ، الإصلاح الاجتماعي ، العدالة والزراعة بشكل عام ، الفلسفة والسلوك والأخلاق والحكمة ، العذاب ، والتسلم ، المناظرات الكلامية ، قصص جلجامش ، السلام والوئام في العالم ، وتتضمن نصوصاً تجارية وأوامر إدارية وتاريخية ، تعود تواريخ الألواح والرقم إلى (2300 – 3000 ق .م ) أو قبلها أو بعدها .
الصفة
ألواح طينية كبيرة وصغيرة الحجم ، عددها 360 رقماً أو لوحاً .
الكتابة والأختام
نظام الكتابة المسمارية هو في صميم حضارة بلاد الرافدين ، ويمثل أهم تأثير في العالم المحيط بها ، يمكن تتبع أصوله إلى حوالي عام ” 3100 ق .م ” حيث عُثر في أوروك على رموز تصويرية وأعداد على ألواح طينية ، ثم بُسطت الرموز وكونت من رموز مسمارية باستعمال نهاية قصبة في طين طري ، تبنت عيلام وسورية هذا النظام واستعمل بعدئذ في كتابة اللغة الحيثية والحورية والأورارتية وغيرها ، كما اخترعت أبجديتان تحاكيان الكتبة المسمارية للغتين الأوغاريتية والفارسية القديمة .
مزايا الكتابة الطينية
من مزايا الكتابة على الطين انها بمثابة شمع الختم ، عند طبع ختم ما ، وربما سبقت الأختام الطينية التي كانت تستعمل لتمييز نوع البضاعة الكتابة نفسها .
يقول هيردودوتس : ” إن البابليين كانوا يحملون اختامهم معهم دائما، وكان يكفي لتثبيت صحة الوثيقة دحرجة الختم على طين اللوح الرطب ( الطري ) الأكثر أو على غلافه أمام شهود …
وبمرور الزمن حل الأكثر بساطة محل نظام الكتابة المسمارية ،وحلت قطع الخشب المكسوة بالشمع أو لفائف البردى محل الطين ، ويعود تاريخ أخر نص مسماري معروف إلى القرن الأول (2) .
أعداد الأختام الموجودة في المركز
يصل عدد الأختام الأسطوانية المملوكة لدى مركز المخطوطات والتراث والوثائق ( الكويت ) 45 ختماً ، تنوعت ألوانها وحجاراتها التي صنعت منها ، وأحجامها ، في العصرين السومري الحديث والبابلي القديم ومثاله :
حجر البازلت ، حجر الديورايت ، حجر الستيتايت ، حجر الرخام ، حجر الكلس .
ألوانها : الأسود ، والأصفر ، والأبيض ، ومشرب بالحمرة ، والبني ،والأزرق .
الاحتيال والتحوير في الوثائق
لتثبيت صحة وثيقة قانونية ومنع تحويرات محتملة ، يُقصد بها الاحتيال ، كان اللوح يوضع في ظرف طيني يُختم ، وغالباً ما كان النص يكرر عليه يحمل صك بيع الأرض (3) ومثاله هذه الصكوك المحتملة أن تكون من أوروك ، أو من مدينة ” نفر ” نفسها ، أي (قبل 1750 ق . م) تقريباً ، تحمل الأرقام من (1) حتى (17 ) كما انتقيتها من أصل (423 ) رقم ثم صنفتها ورقمتها .
التماثيل و(التماثيل على الألواح)
أ- لوح من الحجر الكلسي لكاهن أو قائد جالس على كرسيه وهو يشير بيده اليمنى، كأنه يتحدث إلى جماعة من الناس ، احتمال من ” تل الوركاء “.
الارتفاع : 8 سم
ب- لوح كلسي لرجل عامي قد حمل علي كتفه كبشاً ذاهب به إلى السوق أو قادم منها ، احتمال من ” تل العقير أو نمرود ” .
الارتفاع : 13 سم .
ج- لوح من الحجر الكلسي يمثل متصارعين من تل الوركاء ، كسر التمثال في اعلاه أثناء التنقيب .
الارتفاع : 7 سم
د – لوح من الحجر الكلسي لفارس بكامل عدته ، بيده اليمني على صخرة من تل الوركاء .
الارتفاع : 11.5 سم .
ه – لوح من الحجر الكلسي لامرأة ، يُظن أنه من تل العبيد .
الارتفاع : 15 سم .
و- لوح من الحجر الكلسي لفارس بيده اليمنى السيف ، والأخرى قبض بها جراب النبل ، وقد وضع قدمه على غريمه بكل خيلاء .
الارتفاع : 12.5 .
ز – لوح من الحجر الكلسي لرأس رجل من الوركاء .
الارتفاع : 8 سم .
و – تمثال لكبش من حجر الرخام ، احتمال من تل الوركاء الداخلة ضمن مدن مدينة نفر الأكدية .
الارتفاع : 100 سم .
قيمة الآثار
هذه الكتابات المسمارية والألواح والتماثيل والأختام ذات قيمة تاريخية واثرية عالية لا تقدر بثمن .
الخاتمة
صدر هذا التقرير بمراجعة وتنقيب في المصادر والمراجع السومرية القديمة ، دامت أسابيع كانت نتائجها الواردة في التقرير ، وليس هذا التقييم هو نهاية المعلومات بل فيها من نوادر العلوم والآثار التاريخية والنصوص الأدبية العزيزة التي قلما توجد في مثيلاتها من المقتنيات .
فنحن نتحدث عن حضارة دامت أكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد ، مرت عليها اجيال ما يسمى بجيل قبل الطوفان وجيل ما بعده ، فمازالت هذه الآثار تحتاج إلى دراسة أكثر دقة وتمحيص ، ولعل أول الخيط ما بدأناه في هذا التقرير والدور الثاني على المتخصصين في هذه الحضارة العريقة ، التي كانت لها بصماتها الحضارية على الأقوام والشعوب في وقتها .
تاريخ ملكية مركز المخطوطات والتراث والوثائق لهذه القطع ، منذ نحو 14 سنة .
ملاحظات
إلى ذوي الاختصاص والراغبين بالتواصل بشأن الأثار السومرية المذكورة ، يمكن التواصل عبر الهواتف المنوه عنها في اسفل التقرير .
هامش
1-حضارة العراق وآثاره ، بوستغيت ، ص 125 .
2-حضارة العراق وآثاره ( تاريخ مصور ) نيكولاس وستغيب ، ترجمة : سمير عبد الرحيم الجلبي .
3- حضارة العراق وآثاره .
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق
• تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +