قضايا تاريخية
طغتكين ..شخصية أهملها المؤرخون وأعيد بعث سيرتها المثيرة للجدل !
تراثنا – التحرير :
كثير من الشخصيات التاريخية المؤثرة قد تلقى اهمالاً من الباحثين والمؤرخين على حد سواء لدواعي عدة، ظناً بانها شخصيات لم يكن لها بصمات مؤثرة واضحة في التاريخ ، رغم أن لو بذل بعضهم القليل من الجهد المتجرد ، لوقف على حقائق قد تعيد كتابة التاريخ من جديد لأهمية دورها ، ومفصليته في تلك الحقبة على الأقل .
هذا ما كشف عنه الباحث غانم شيحان جويعد الخليل الشمري عندما أهدى رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق د .محمد بن إبراهيم الشيباني الطبعة الأولى من كتابه ( الأتابك ظهير الدين طغتكين ..حكم دمشق ابان الحرب الصليبية الأولى وانهى حكم السلاجقة في الشام ).
.
ولقى البحث اشادة وترحيب من د . الشيباني كونه قد طرق باباً جديداً غير مسبوق فيما يتعلق بهذه الشخصية المثيرة للجدل ، وبذلك أضاف للمكتبة مادة جديدة ، تكشف اللثام عن شخصية متوارية عن الأنظار ، تستحق ان يعاد لها تقديرها ومكانتها ، بما أصابت به واخطأت .، خاصة وأن كل ما يتعلق بتلك الحقبة الماضية المتعلقة بأجداد واسلاف العثمانيين يحظي بأهتمام واسع .
إهمال متعمد
وفي مقدمة الكتاب يوضح الباحث الشمري دواعي تأليفه : ” عندما كنت بصدد إعداد كتابي الأول “الزنكيون ..تاريخ دولة وقصة جهاد ” الذي صدر في عام 2012 ، وتناولت في بداياته الحرب الصليبية الأولى على وجه التحديد ، كان اسم الأتابك ظهير طغتكين يمر أمامي مروراً سريعا ، خصوصاً في المراجع الحديثة ، علاوة على المصادر العربية القديمة مشيراُ إلى ان القاريء ما كان ليعرف أن لطغتكين اي دور في تلك الأحداث ، او انه شخصية غير مؤثرة .
ويبدي الباحث الشمري استغرابه من تجاهل المؤرخين لهذه الشخصية بقوله : ” الأغرب من كل ذلك ، أن المؤرخ شهاب الدين أحمد النوريري الذي وضع كتاب ” نهاية الأرب في فنون الأدب ” يُرجع سبب إغفاله ذكر طغتكين في الأحداث إلى (انها لم تسفر عن فتح بلد ولا أسر ملك) !! رغم أن طغتكين عاصر تلك الأحداث منذ بداياتها ، واستولى على دمشق ثم حكمها بشكل رسمي بعد اعتراف السلطان السلجوقي به لمدة خمسة وثلاثين عاماً , واستمر وعقبه من عام ( 1104- 1154 م ) أي مع بدايات الحرب الصليبية الأولى والثانية ، إلى أن اخذها منهم نور الدين محمود زنكي .
الشرارة الأولى
واوضح الباحث الشمري أن هذه كانت بداية الشرارة الأولى التي حثته على اعادة تصوره لهذه الشخصية حيث انها لم تكن هامشية ، او عابرة في كل تلك الأحداث .
ويشير في مقدمة الكتاب إلى أنه حرص على العودة إلى تفاصيل أكبر عن تلك الشخصية وأدق خصوصا لدى المعاصرين له بالدرجة الأولى من المؤرخين أمثال أبوحمزة بن أسد أبو يعلى المعروف بابن القلانسي مؤلف كتاب “تاريخ دمشق “ ، ومحمد بن علي العظيمي صاحب “كتاب تاريخ حلب “، بالأضافة إلى عمر بن أبي جرادة بن العديم ، مؤلف كتاب “بغية الطلب في تاريخ حلب ” ،وكتاب “زبدة الحلب من تاريخ حلب ” وغيرهم من المؤرخين اللاحقين الذي جاؤوا من بعد بفترات مثل ابن الأثير في كتابه “الكامل في التاريخ “، وسبط ابن الجوزي في كتابه “مرآة الزمان في تاريخ الأعيان” والذهبي وغيرهم ،مشيدا في مقدمته بالدكتور شاكر مصطفي على بحثه القيم ناصحا من يريد معرفة مزيد من التفاصيل الدقيقة عن حياة طغتكين الرجوع إليه .
تجدر الأشارة ان الكتاب صدر في العام 2019 م ،وشارك في فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب ال 44، ويقع في عدد 400 صفحة من الحجم المتوسط .