• Post published:27/07/2024

 

 

 

 

الحلقة الثانية

من تاريخ الكويت البحري 

 

نماذج من سفينة (البلغة) الشراعية الكويتية في مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق
نماذج من سفينة (البغلة) الشراعية الكويتية في مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق

 

تراثنا – التحرير :

 

لقد كانت الهند المصدر الأساس للأخشاب اللازمة لصناعة السفن في الكويت ، فحين كانت سفن الكويت تنقل البضاعة إلى  الهند “مثل التمر” ، تعود محملة بالأخشاب اللازمة فكانت تنقل البضاعة لصناعة المزيد من السفن كذلك ، كما كانت تحضر المواد الحديدية اللازمة وغيرها من متطلبات هذه الصناعة ، وذلك من الهند أيضا ، حتى قماش الشراع كان يستورد منها .

 

  • كل سفينة شراعية يبنيها الأساتدة تُعد فريدة في حد ذاتها ولا يمكن صناعة نسخة مطابقة لها تماما !

  • بلغت شهرة صنّاع السفن الكويتيين درجة جعلت تجار الخليج يأتون للكويت لصناعة سفن لهم .

  • توقفت صناعة السفن بالكويت بوفاة كبار الأستاذية  ولصعوبة الحصول على الأخشاب من الهند .

 

أدوات النجارة التي استخدمها الإستادية والقلاليف في صناعة السفن الشراعية في الكويت والخليج العربي
أدوات النجارة التي استخدمها الإستادية والقلاليف 

ولقد قام الحدادون الكويتيون بإمداد صناعة السفن بما تحتاج إليه من لوازم حديدية ، فكانوا أكبر سند لهذه الصناعة المزدهرة والشهيرة ، ومما ساعد صناعة السفن في الكويت على الازدهار وجود طبقة صناع السفن الكبار الذين يُطلق عليهم الاستادية ، وهؤلاء العرب جاء بعضهم من البحرين ومسقط ولنجة “لنقة” ومن جزيرة قشم  كذلك واستقروا في الكويت ،واصبحوا يعرفون بالبحارنة .

 

حي البحارنة

 

وكان لهم حي خاص بهم في القسم الشرقي من بلدة الكويت القديمة ، وكان هؤلاء الصنّاع يصحبون معهم أولادهم كل يوم لتعلم مبادئ هذه الحرفة الشاقة ، التي تتطلب الكثير من التمرين والتدريب ، لذا نشأ صنّاع السفن هؤلاء وهم لا يحسنون القراءة والكتابة .

 

أما عن مهاراتهم وإخلاصهم وتميزهم عن غيرهم من الصنّاع فقد شهد لهم بهذا العديد من الرحالة الأجانب الذين زاروا  الكويت .

 

بدون خرائط !

 

والجدير بالذكر ان “الأستاد” لم يكن يستخدم خرائط ولا رسومات خلال بنائه للسفن الشراعية ، بل يحسب طول السفينة وعرضها في ذهنه ، كما كان يعرف صفاتها الملاحية فبل أن تطفو على سطح البحر .

 

ولذلك فكل سفينة تُصنع كانت فريدة في حد ذاتها ،ولا يمكن صُنع نسخة مطابقة لها تماماً ، ولقد بلغت شهرة صنّاع السفن الكويتيين درجة جعلت العديد من تجار الخليج يأتون إلى الكويت لصنع سفن لهم فيها ، وصنع بعضهم العديد من السفن في ساحل الملبار الهندي كذلك.

 

 

مرساة السفن
مرساة السفن

 

نهاية الاستادية

 

ولقد استمرت صناعة السفن في الكويت حتى نهاية القرن العشرين ، ثم توقفت نظراً لوفاة كبار “الأستادية” ، ولصعوبة الحصول على الأخشاب اللازمة من الهند .

 

كما حلت مواد مصنعة مثل الفيبرجلاس محل الأخشاب،وأثبتت أنها أقل تكلفة من غيرها من المواد ، وكان ذلك عاملاً آخر ساعد على موت هذه الصناعة التي كانت مفخرة للكويت وأهلها خلال ثلاثة قرون خلت . 

 

 

يتبع لاحقاً..

 

طالع الحلقة الأولى :

 

سفن الكويت عابرة المحيطات أفضل ما صُنع من المراكب الشراعية

 

 

 

نُشرت في مجلة تراثنا – العدد 42

أنقر للتفاصيل

 

 

مجلة تراثنا - العدد 42 سبتمبر / أكتوبر 2010م
 العدد 42 سبتمبر / أكتوبر 2010م

 

 

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

اترك تعليقاً