من أدب الرحلات
إهداءات ثقافية لمكتبة تراثنا
تراثنا – التحرير :
يمتاز أدب الرحلات ، بأنه يشكل متعة لقارئه ، حيث يجول به بين معالم مجهولة ، من أراضي ووديان ، واطلاع على حياة الناس الاجتماعية والتعرف على عاداتهم ومعيشتهم .
وجاء كتاب (الأفلاج كما رآها فيلبي : 1336 هجرية – 1918م ) لشارحه ومحققه السعودي عبدالعزير بن محمد المفلج الجذالين ، إضافة جديدة وقيمة لقسم أدب الرحلات في مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق .
الرحلات ثقافة وفكر
يوضح المؤلف الجذالين هدفه من الكتاب في المقدمة فيقول – فإن الرحلات والأسفار احد مصادر المعرفة والتفكر ، والاعتبار والاستكشاف ،والتعرف على أحوال المجتمعات ، ومعرفة ثقافات الشعوب وعاداتها ، وحيث تُكسب الفرد خبرات حياتية ، ومعلومات ومهارات جديدة .
وفي حديثه عن الرحالة المشهور فيلبي الذي يدور حوله الكتاب ، يقول : ويُعد جون فيلبي أحد الرحالة المشهورين في القرن (الرابع عشر الهجري) ومن المهتمين بجغرافية (الجزيرة العربية) وتاريخها .
الشرح والتحقيق
ويستطرد بالقول : حيث جابها من شرقها إلى غربها ، ومن شمالها إلى جنوبها ، وكتب عنها منذ عام 1336 هجرية إلى أن توفى عام 1380 هجرية ، مشيراً أنه لما قرأ رحلاته تلك رأيت أن أُفرد ما كتبه عن الأفلاج في كتاب مستقل ، وأعلق عليه ، وأشرح ما أرى الحاجة إلى شرحه وإيضاحه ، مع التحقيق والتصحيح خدمة لعلم البلدان ولا سيما الأفلاج وتاريخها .
معالم الحياة
ويضيف الباحث الجذالين : إن كتاب فيلبي (قلب الجزيرة العربية) يُعد من الكتب الجغرافية التاريخية وأهميته تكمن في قدمه ودقة وصفه ، إذا كتبه عام 1336 – 1918 م ، واشار فيه إلى المواضع والمعالم وبعض الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية .
مواهب فيلبي
ويعدد الباحث المؤلف صفات ومواهب الرحالة فيلبي بالقول: منها حبه للمعلومات والمعارف وتدوينها ، مع دقة في الوصف ،وبراعة التصوير،لديه نهم في الترحال والاكتشاف ، مما جعله يخاطر بنفسه في الصحارى القاحلة ، كما كان صبوراً لا يمل الكتاب والتوثيق .
ويمضي إلى القول: وكان من المعجبين بالأفلاج ولاسيما بعمق تاريخها ، وكثرة آثارها ، وخصوبة أرضها وعيونها ، ووفرة مياهها ، ولذا كتب عنها كتابةً مطولة عن أوديتها وبلدانها ، يقول عنها : الآفلاج أكثر أقاليم وسط الجزيرة العربية عظمة ” .
الأفلاج واليمامة
ويوضح المؤلف الجذالين : وإذا كانت الأفلاج جزءاً من اليمامة ، فهى جزء من نجد التي عُرفت بصحة هوائها ، وعذوبة مائها ، وخصوبة أرضها ، كما قال ياقوت الحموي :” ولم يذكر الشعراء موضعاً أكثر مما ذكروا نجداً وتشوقوا إليها ” .
تسمية الكتاب وفصوله
وعن تسمية الكتاب وفصوله يقول : وقد أسميت هذا الكتاب (الأفلاج كما رآها فيلبي) وبدأته بالتمهيد بنبذة عن الأفلاج قديماً وحديثاً ،ثم أدب الرحلات والرحالة ، ثم عن حياة فيلبي ، ثم انطلاقة القافلة التي مكثت منذ أنطلاقتها من الرياض حتى عادت إليه خمسة وخمسين يوماً ، وكان سيرها كله على ظهور الأبل (قبل السيارات) ومرت على جميع قرى الأفلاج في السهل والجبل ، ما عدا قريتي واسط وحراضة.
ويختتم الباحث عبد العزيز بن محمد الجذلين مقدمته بالإشارة الى ما بذله من جهد علمي سواء بالتحقيق أوالسؤال الميداني ، والوقوف على الأماكن والمعالم ، منوهاً إلى أنه الحق بكتابه رد فيلبي على الرحالة بلجريف ، حينما زعم الأخير أنه زار الأفلاج ، حيث أورد الرد مختصرا في الكتاب (قلب الجزيرة العربية) ، ثم ختم الجذالين كتابه بوقفات نقدية .
كاتب وكتاب
كتاب (الأفلاج كما رآها فيلبي عام 1336هجري- 1918م ) شرح وتحقيق عبدالعزيز بن محمد المفلج الجذالين – الطبعة الأولى سنة ( 1332هجري- 2021م )، يقع الكتاب في (256) صفحة ،من أهداه الباحث براك شجاع المطيري لمكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق .
تواصل مع تراثنا