• Post published:06/08/2024

 

الحلقة الثانية عشر

 قضاء الوقت واللهو عند البدو

 

سيدة بدوية في هودجها فوق سفينة الصحراء
سيدة بدوية في هودجها فوق سفينة الصحراء

 

تراثنا – بقلم المؤرخ صالح هواش المسلط :

 

لأهل البادية فنونهم وتراثهم وآدابهم ، تنوعت وتعددت ، بتنوع المواقع التي سكنوها في الفيافي والصحاري، وأخذت هذه المظاهر بالتلاشي، بتوقف الغزوات والكر والفر ، والاتجاه إلى الاستقرار في المدن ،فلم يبقى غير التعيش على فنون الماضي وذكرياته (حلقات الدراسة) .

 

 

صالح هواش المسلط
صالح هواش المسلط

 

المؤرخ المسلط 

  • الهودج يُعد بمثابة أثاث المرأة البدوية ويُعمل من أعواد الصفصاف أو من سعف النخيل ويوضع على ظهر البعير لتجلس فيه.

  • أذا كانت البدوية غنية تحرص على زخرفة هودجها بالأصداف والأقمشة والأشرطة الملونة وتحمل فيه حاجاتها وأولادها.

 

نقلاً عن الدراسة المنشورة في مجلة تراثنا الورقية مستذكراًً حياة أهل بادية الشام في حقبة الأربعينيات من القرن الماضي، يواصل المؤرخ صالح هواش المسلط تسليط الضوء على ترحال البدو من مواقعهم لغيرها ، موضحا بالأخص طبيعة هودج المرأة البدوية ومحتوياته ومكوناته .

 

يستشهد المؤرخ المسلط بأبيات شعرية تصف استعداد البدوي للترحال للشاعر الجاهلي الحارث بن حلزة اليشكري بأجمل ما يمكن من الإيجاز، إذ قال :

 

اجمعوا أمرهم عشاء فلما

 

اصبحوا أصبحت لهم ضوضاء

 

من مناد ومن مجيب ومن

 

تصهال خيل خلال ذاك رغاء

 

الهودج وطن البدوي ! 

 

 

يعكس حجم الهودج وزخرفته واشرطته الملونة ما تتمتع به المرأة البدوية من ثراء وغنى
يعكس حجم الهودج وزخرفته واشرطته الملونة ما تتمتع به المرأة البدوية من ثراء وغنى

ويسمي البدو الفرسان الذين يتقدمون الأظعان (السلف) أي المقدمة وهم حماة الأعراض والأموال ،وتسير الأباعر المحملة وغير المحملة خلف (السلف) ، والنساء لا يركبن الهوادج إلا أيام الرحيل أو يوم الحرب بين العشيرة وأعدائها ، ليحرضن قومهن على الحمية وتضحية النفس .وهذه الهوادج هي بمثابة الوطن للبدوي ، فيضحي بنفسه ولا يترك العدو يصل إليها قبل أن تطأ سناك الخيل جثته .

 

والهودج من الأثاث الخاص بالمرأة ، وهو يُعمل من أعواد الصفصاف ، او من سعف النخيل ، أو من أي خشب خفيف ، يُوضع على ظهر البعير وتجلس فيه المرأة ، وتكون (المزاود) أي أكياس حاجاتها معلقة من الجانبين حفظاً للتوازن .

 

هودج المرأة الغنية 

 

وإذا كانت المرأة غنية تجعل هودجها حسب مقدرتها ، مزخرفاً بالصدف والأقمشة والأشرطة الملونة ، والهودج إذا كان كبيراً طويلاً بشكل الهلال ، وذي قرون بارزة للعلاء يدعى (قتبا) ، وإذا كان وإذا كان بسيطاً مستطيل الشكل ، موضوعاً على حداجة البعير يدعى (باصوراً).

 

 

البدو في وضعية الاستعداد للرحيل من موقعهم لآخر .
البدو في وضعية الاستعداد للرحيل من موقعهم لآخر .

 

والهوادج إن كان فيها نساء أو لم يكن تدعى (ظعينة) وجمعها ظعائن ، وظعن واظعان ، وظعن ظعناً في اللغة بمعني سار وارتحل ،و الظعينة في الأصل وصف للمرأة في هودجها ، ثم سُميت بهذا الاسم وإن كانت في بيتها ، وكل أمرأه بدوية ميسورة الحال لها هودجها ، تركبه وتحمل معها أشياءها الخاصة وأولادها ، فضلاً عن بعض أثاث بيتها وأدوات مطبخها ، وهي تستره بالسجوف ، وبما يشبه الكلل اتقاء الشمس والبرد والمطر لا يقصد التحجب .

 

يتبع لاحقاً ..

 

طالع الحلقة الحادية عشر :

 

أسلحة البدو وترحالهم من مواقع لأخرى

 

 

 

 

نُشرت في مجلة تراثنا – العدد 42

أنقر للتفاصيل

 

 

مجلة تراثنا - العدد 42 سبتمبر / أكتوبر 2010م

 

 

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

اترك تعليقاً