غابت آدميتهم فتحولوا إلى وحوش مفترسة
من لا تردعه مخافة الله فلا ضوابط ولا قوانين تمنع إفساده وعدوانه
تراثنا – كتب : د . محمد بن إبراهيم الشيباني*:
من طبائع الإنسان الحقد والحسد وحب الذات والتملك والاستحواذ على الأشياء حتى لو علم أنها ليست ملكه، والإنسان من طبعه كذلك الانتقام والفوضى، و..، و..، ولا يضبط حاله وأمره وكل صغير وكبير في حياته إلا القوانين والمواثيق والعهود، وعلى رأس ذلك كله الدين القويم.
فأما الأولى وهي القوانين، فيخافها الإنسان لأنها تكلفه في مخالفتها الضرائب والرسوم، عقوبة له على تلك المخالفة وقد يضرب القوانين كلها بعرض الحائط، إذا انتقل إلى بلد آخر ليس فيه تلك العقوبة، ولكن أسمى الالتزام وأجمله وأشرفه هو ما بين العبد وربه، أي المخافة الداخلية والالتزام الذاتي وهي الفطرة الطيبة السليمة التي فطر الله عباده عليها، فعنيت هذه الشخصية بها وهذَّبتها وفق الرغبة في ما عند الله من الأجر والمثوبة والرضا، رُتِّبَ لها ما ينبغي لها أن تكون فهي لا تحتاج قوانين وضعية لتهذب حياتها وتنظم سلوكها، فهي أساساً هذا دربها وطريقها في الحياة.
أنتهاك البشرية
وإن من بربرية الإنسان حين يفقد الالتزام بالقانون وليس من هديه الدين ولا ذرة منه ألا يكون عنده ضوابط توقفه، كما قلت عن فعل من الأفعال صغيراً كان أم كبيراً، فنظرته إلى البشر الذين يعذبون الضعفاء من الرجال والنساء والأطفال وهم تحتهم مقيدو الأيدي والأرجل ومعصوبو العيون، فيستخدمون معهم ما طالت أيديهم من آلات دمار فينتهكون آدمية البشر بأقذع الصور وبألوانها المختلفة، مع الاختيال والتبختر، شاملة التصوير المتنوع.
لاتدمع لهم عين
فهؤلاء انتهت عندهم الآدمية وتحولوا إلى أقذر الحيوانات المفترسة، ولكن المعيب- وهو ما عنيت- أن من يشاهد مثل هذه المناظر الشنيعة من حكومات العالم التي تدعي أنها حرة مثل أميركا وبريطانيا وأوروبا ومن رؤسائها .. والساكت عن الحق وهو يعلمه ليس شيطاناً أخرس فحسب، بل رضي بأعمال المجرمين وأهمل ما رآه ونسي في خضم مصلحته وخططه آدميته وإنسانيته ودينه إن كان قد تبقى له شيء من ذلك. وبعد وصول مثل هذه الأفلام الكارثية إليهم ومنذ زمن، ولا تحرك فيهم شعرة أو تدمع أعينهم لها دمعة.
والله المستعان..
• قنبرة السوء : “يالك من قنبرة بمعمرٍ خلا لك الجو فبيضي واصفري قد رفع الفخُ فماذا تحذري” ؟!
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا
– نُشرت في الزميلة القبس بتاريخ 31 من ديسمبر عام 2016 م