تراثنا – التحرير : تختتم ( تراثنا ) في الحلقة الثالثة “الأخيرة ” نشر مقتطفات منتقاة من كتاب ” مذكرات الجندي البريطاني فوجن في الكويت 1347هجري (1928م) ، حيث تفرد مركز المخطوطات والتراث بنشر المذكرات والصورالموثقة النادرة للكويت والاستعدادات للحرب التي التقطها الجندي بكاميرته وتم الحصول عليها من القاعدة البحرية البريطانية في غرينيتش عام 1993م ، وطُبع الكتاب عام 2003 م ، وتمثل صوره ومادته مرجع توثيقي لا غنى عنها لأي مادة بحثية تُنشر لاحقاً ، حيث لا غضاضة في الإشارة الى المصدر المرجعي للمادة بدلا من أدعاء التفرد والأسبقية لمادة سبق نشرها بسنوات طويلة .
فوجن في مذكراته :
• الشيخ احمد الجابر يرفع دشداشته و يركض لمسافة 200 ياردة مع مرافقيه الحميمين لأنقاص وزنه .
• قصر حاكم الكويت مبنى أبيض واسع ومن الطراز العربي التقليدي ، أما الأثاث في الداخل فكان مريحاً .
• قامت الطائرات والعربات المصفحة البريطانية بعمليات استطلاع متواصلة ومسحت الصحراء .
• اهتم الجيش البريطاني بالترفيه عن جنوده بإقامه مسرحية ، حضرها الحاكم وحشود من الشعب الكويتي،لقيت استحسانه والجمهور .
• عادت العربات المصفحة دون ان تواجه شيئاً وعاد الرجال إلى ظهر السفينة “إمبرالدز، فيما تتولى السفينة انتبرايز حماية الكويت .
الاطمئنان
يصف الجندي فوجن في ذكرياته موقف الشيخ احمد الجابر حاكم البلاد ” حكم من 1921 – 1950 م ” من الشائعات القوية والتقارير المضخمة التي يطلقها ملك العراق فيصل ، فقد رمى الحاكم ” احمد الجابر ” بالقلق جانباً ، حينما كنا إلى جانبه ، إذ ادرك أن إمكان الهجوم صار بعيداً .
رياضة الشيخ
وعن شخصية الشيخ أحمد الجابر يقول : كان الشيخ قصير القامة ، ذا لحية داكنة ووجه ظريف ، وكان يميل إلى البدانة وذلك بسبب حياة الجلوس التي اعتادها ، لكن منظر البحارة أثناء عمل التمارين سيحثه على مجاراتهم ، ففي كل مساء كان يخرج مع مجموعة مختارة من اصدقائه في سيارته إلى نقطة معينة ينزل فيها ، ثم يرفع دشداشته و يركض لمسافة 200 ياردة مع مرافقيه الحميمين ، وكان ملازمه الرئيس ورئيس الخدم فيروز ، وكان يتبع سيده حيثما حل .
قصر الشيخ
ويرسم فوجن لنا صورة ذهنية عن قصر الشيخ فيقول : وقصر الشيخ أحمد مبنى أبيض واسع ومن الطراز العربي التقليدي ، أما الأثاث في الداخل فكان مريحاً ، أما الغرفة التي استقبلنا بها الشيخ فكانت على نمط ” وارنج ” و” جلليوس ” اللذين أعجب الشيخ بأسلوبهما خلال زيارته للندن ، كان لون السجاد أخضر ، ومُحلى بورود حمراء ومٌنقط بالأصفر ، أما الجدران فكانت مزركشة بمناظر بسيطة وكانت المرآة المذهبة فوق رف الموقد ومزينة بزهور صناعية .
مناظر وصور
يستطرد : كان مضيافاً ، فقد طلب من الضباط الدخول لاحتساء القهوة اللذيذة ” الشربت ” وهو مزيج حلو ذو لون وردي ، وخلال هذه الزيارة تبودلت التحيات عبر الوسيط سالم وهو المترجم البلوشي ، وبعد ذلك جاء دور الصور ، وكانت المجموعة الأولى عبارة عن مناظر للقاهرة ، ثم صور للملك فؤاد وهو يفتح محطات سكة الحديد والمعاهد ، أما المجموعة الأخرى فكانت صوراً من أنتاج إنكليزي وأخرى أميركية قديمة جداً ، وقد تبع ذلك شرب القهوة ثم الوداع .
مسح الصحراء
وفي موقع آخر من المذكرات يأتي الجندي فوجن على تفصيل الاستعدادات لأي هجوم من باب الحذر ، ويشير إلى قيام الطائرات والعربات المصفحة بأعمال الاستطلاع المتواصل…حيث تم مسح الصحراء لمدة أربعة عشر يوما .
مسرحية وهوكي
وفي سياق الاحداث التي أشار نوه إلى حالة الطمأنينة التي سادت حيث اهتم الجيش البريطاني بالترفيه عن جنوده بإقامه مسرحية ، حضرها الحاكم وحشود من الشعب الكويتي ، لقيت استحسانه واعجاب الجمهور كما أقيمت مباراة لكرة الهوكي .
تجدد التهديدات
ومع زيادة الإشاعات حول تحرك ” الإخوان ” وصلت السفينة انتربرايز في الثاني من إبريل …ويشير فوجن إلى الاستعدادات لمغادرة الكويت ، حيث يقول : خلت الخيام من النشاط وعادت العربات المصفحة دون ان تواجه شيئاً وعاد الرجال إلى ظهر السفينة “إمبرالدز، فيما تتولى السفينة انتبرايز حماية الكويت .
المغادرة
وحول بدء الاستعدادات لمغادرة الكويت يقول :وفي الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الاربعاء الرابع من ابريل ابحرنا إلى بومباي ، حيث يشير إلى تلقيهم إشارة من القنصل في جاشك تقول إن الفرس والبلوش دخلوا في حرب ، فبديْ بالرجوع إلى الخرائط والموسوعات الجغرافية ومعرفة حقيقة المكان .
وبهذا.. انتهى الفصل الخاص بالكويت دون وقوع اي مواجهات او معارك متوقعة مع “الإخوان ” ، وبدأت مهام اخرى سردها الجندي فوجن في ذكرياته في مواقع وبلدان عدة .
الإشتراك في خدمة تلقي الاخبار الاسبوعية
التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء أدناه