الحلقة (3)
من سجل الذكريات
-
اتسم الطابع المعماري قديما بتلاصق حميم بين بيوتها الطينية مع ارتفاع الجدران لتأمين الظل .
-
تميزت المواد المستخدمة في البناء بقدرتها على الاحتفاظ بالبرودة وتجديد الهواء .
تراثنا – التحرير :
في الحلقة الثالثة ، تعود تراثنا الالكترونية بقرائها ومتابعيها إلى حقبة ما قبل الطفرة النفطية في الكويت ودول الخليج ، حيث تحكم عملية البناء طبيعة المواد المتوفرة ومراعاتها للطقس وعادات أهل الكويت .
عندما نبحث في تاريخ العمارة الكويتية سنجد أننا نقف أمام عمارة تميزت بالخصوصية والمحلية التي توافقت مع الظروف البيئية والاجتماعية والاقتصادية آنذاك ، مفرزة بذلك ابداعات معمارية وهندسية تميزت بالبساطة والوضوح كروح وحياة أهل الكويت قديما ،
وتشير وكالة ( كونا الكويتية * ) في تقرير نشرته إلى أن بيوت الأمس كانت تبنى ضمن تصميم البيت العربي البسيط ، ذو الطابق الواحد أو الطابقين في بعض الأحيان ، كانت تتشابه مع بيوت دول الخليج العربي والعراق والشام ، من حيث التصميم ، والمواد المستخدمة في البناء ، التي كانت تتنوع بين الطين واللبن ( الطين المخلوط مع اللبن ) والاحجار البحرية والجص .
الحميمية والتلاصق
اتسم الطابع المعماري لمدينة الكويت القديمة بالتلاصق الحميم بين المباني الطينية ، مع ارتفاع نسبي في جدران المنازل لتأمين السير في الظل ، واتقاء حرارة الشمس طوال فترة الصيف ، علاوة على احترام وصون حرمة المنازل من أعين المارة ، لذا جاءت الحوائط الخارجية عالية من النوافذ ، باستثناء حوائط ديوانية الرجال ، حيث كانت تظل نوافذها على الطريق ، رابطة رواد الديوانية بالعالم الخارجي .
الاحتفاظ بالبرودة
وتميزت المواد المستخدمة في البناء بقدرتها على الاحتفاظ بالبرودة ، مما تعمل على تأمين تأخير الحرارة من خلالها في داخل المبني ، وحتى ساعة متأخرة من النهار ، وبذلك يظل الجو الداخلي للمبنى مريحاً أغلب ساعات النهار الحارة ، علاوة على وجود ( تميزت المواد المستخدمة في البناء بقدرتها على الاحتفاظ بالبرودة) وهو المكان المعد لتكييف الهواء الطبيعي من خلال برج يوضع فوق سطح المنزل ، له عدة أبواب لا تزيد عن أربعة ، يصطدم بها الهواء ، فيدخل في تجويف يصل إلى داخل الغرفة ، فيعمل على تلطيفها وتجديد الهواء فيها ، وتغلق الأبواب في فصل الشتاء لمنع دخول الهواء البارد.. و( باقدير ) هي كلمة فارسية الأصل وتعني ماسك الهواء .
أغراض التهوية
هذا بالإضافة إلى وجود فتحات ضيقة أعلى الجدران الأمامية للمنزل ، تستخدم لأغراض التهوية وكنوافذ ، والسبب في صغر هذه الفتحات هو تلافي دخول كميات كبير من أشعة الشمس المباشرة ، مكتفية بدخول الضوء الطبيعي ، دون أن يتعرض الجالس أسفلها إلى الأشعة القوية .
نوافذ داخلية
وفيما يخص الشبابيك ، فقد كان البيت الكويتي القديم يخلو من النوافذ الخارجية ، حيث أنها كانت تطل على ( الحوش ) أو الفناء الداخلي للمنزل ،وذلك لمنع الغريب من كشف ما يدور داخل المنزل ، التزاماً بالعادات التي تسود المجتمع الكويتي في ذلك الوقت .
يتبع الحلقة القادمة : مكونات البيت الكويتي
(*)وكالة الانباء الكويتية : العدد الأول من نشرة الدريشة الصادرة عام 2014م ) .
يتبع لاحقا ..
طالع الحلقة (الثانية) :
الأسقف والجدران في البيت الكويتي القديم
الصور :
– وكالة كونا
– موقع أبو فهد