حرب الكبار على سراب صنعوه بايديهم
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
” إن من مظاهر العدوانية الغريزية في عصر الصواريخ النووية الحرارية تضع البشر على حافة كارثة يعتقدون إن تلافيها مستحيل عملياً ” (فولن) .
إنها كارثة مقبلة في حروبهم هذه التي يسمونها ( الحرب ضد الإرهاب) الذي صنعوه ، إنها حرب مع سراب يتشكل هنا وينحسر هناك ، ولا نهاية له ولا إنتهاء ، ولماذا الحروب وأن يتشارك الجميع فيها ( الدول) بأمر دولة واحدة صنعت ذلك العدو ؟!
من وراء داعش ؟
أو ليس من العجب أن جماعة (داعش) تشكلت بنفسها ، أو شكلوها وفق أطرهم التي يريدون أن تُخضع هذه الجماعة كل تلك الدول لتحاربها ، وكأنها دولة قائمة منذ زمن ، وكأنها من الدول العضوة في الأمم المتحدة وذات القوة والسطوة ، وأن عمرها قد تجاوز الحقب الطويلة , وحاكمها أو حكومتها معروفة الرجال والمناصب ؟ّ!
إنها الحيرة والعجب ، لماذا لم يطلبوا عبر العلاقت الإجتماعية والإنسانية فيما بينهم ، يتعاونوا بالسلم لتعليم أولئك وتثقيفهم والتحاور معهم بالحسنى ؟
لماذا لا لم يقابلوا رصاص ومدافع الجماعات الإرهابية بالحوار والحكمة وبالإسلوب الأمثل المدروس ، وهو ما يتعامل به مع غيرهم في مدارس العالم وجامعاته ؟
لماذا يستخدم مع هؤلاء القصف من علو والصاروخ والمدفع وغيرها من الأسلحة ،ومع غيرهم تصرف الأموال والبرامج والدراسات ، ليعدلوهم عن أفكارهم ، وما هم فيه من فساد رأي ديني أو أيديولجي ؟
كان من الممكن تلافي كل تلك الخسائر في البشر والبنى التحتية للدول المتضررة والعنف بالعنف بترك العدوانية الغريزية عند الدول .
كان بالأمكان صرف كل تلك الأموال في الحوارات المتعددة لتلك الشرذمة القليلة من البشر الذين استساغوا ذلك الفكر الإرهابي أو هم دفعوهم له ، وزينوه لهم .
هل هو اكتمال لمخطط سابق ، وأن هذا هو أوله ، وستأتي تباعاَ المخططات الأخرى المرادة لأمة العرب والإسلام ؟
اللهم سلمنا من كيدهم ورده في نحورهم ..
والله المستعان ..
(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا .
إنتقاء من تراثنا