لا تنتظر مادح ولا يضيرها قادح
الحضارة الإسلامية أخذت مكانها بين الحضارات
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :
سيظل إرث الحضارة الإسلامية باقياً مادامت الأرض والسماء ، ولكن دعونا من هذا وذاك ، أي لا أريد أن يشهد على ذلك أهلها من العرب والمسلمين .
فلنيمم وجهنا شطر الغرب ، ولنغص فيما كتبوا وودنوا وتركوه لنا ، لنستفيد منه ، كما استفادوا هم من حضارتنا العظمي التي كانت تشرق على الغرب نفسه ، وتحييه بعد ممات ، لا سيما في العصور الوسطى ،وسيطرة الكنسية ورهبانها الضلال المسيطرين على الحياة آنذاك .
-
العلامة نجيب العقيقي ينقل إنتاج أكثر من ألف مستشرق ذكروا في ترجماتهم رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وكتابنا العظيم .
-
العلامة عبدالله عنان يترجم كتابات علماء الألمان المنصفين عن الإسلام ومنهم الشاعر غوته في كتابه ” الديوان الشرقي للمؤلف الغربي “.
لا أريد أن أثبت لأحد فضل المسلمين على غيرهم ، ولنترك غير أهلها يتكلمون من خلال ما تُرجم من مؤلفاتهم ، أو قل إنتاجهم الثري ، ومن ثلاثة قرون إلى الستينات، جيل المستشرقين ،وخير من قام بنقل ذلك الأنتاج ، وترجمه العلامة نجيب العقيقي- يرحمه الله – ، في كتابه” المستشرقون – 3 مج ” حيث نقل إنتاج أكثر من ألف مستشرق تكلموا في رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ، وكتابنا العظيم الباقي حتى قيام الساعة.
القرآن واللغة العربية والشعر والأدب والحديث والفقه والتاريخ والسير والعقائد ، والفرق والتراجم والسياسة الشرعية والممالك الإسلامية وغيرها ..
والثاني العلامة عبدالله عنان – يرحمه الله – في كتاباته العظيمة ،وما نقله عن الغربيين المنصفين ، وما نقله عن الغربيين عن الألمانية العلامة عبد الرحمن بدوي – يرحمه الله -،وتحديداً عن الشاعر غوته في كتابه ” الديوان الشرقي للمؤلف الغربي ” وغيرهم كثير ، ليس هنا مجال السرد الموسع له .
عصور الظلام
لقد عاش الغرب عصوراً مظلمة ، لماذ لا يركز عليها من عشق هذه الأمة ويطعن في حضارة أمته إن كان يود أن ينتسب إليها ؟ أما الشعوبية التي يعتقدها البعض ، ويحاولون أن يكرروها في مقالاتهم ، وعلى الدوام ، فلن تغير من الواقع شيئاً ، فأمتنا الإسلامية أمة عظيم ، وحضارتها قدوضعت بصمتها في التاريخ ، وقد انتهى ذلك ومر ، هل يريد هذا أو ذاك أن يغطو الشمس بمنخل (غربال) ؟
هذه حضارة خلفت وراءها ما خلفته ، وريادتها ودورها في خدمة البشرية كان ما كان ، ولن ينساه أحد من البشر ، سواء كان مسلماً أو غير مسلم ، وحضارتنا قد اخذت مكانها بين حضارات العالم لا تنتظر من هذا أو ذاك أن يمدحها او يذمها ، فقطارها قد سار على السكة ،ولم يتوقف ألى اليوم بحمد الله تعالى.
جامعات العالم والإسلام
فالجامعات العربية وأميركة ، كانت ومازلت تدرسها ، بل حتى جامعات الصين ، وروسية وشرق آسية ، كما لمست ذلك بنفسي أثناء زياراتي الكثيرة إلى هذه الدول ، يكاد يكون محالاً أن تدخل مكتبة من مكتبات العالم ولا وتجد بصمة الحضارة الإسلامية فيها ، على شكل كتاب مخطوط ، أو أثر من الآثار المتنوعة أو مصنوعة من المصنوعات التي كانت تستخدم في عصر من العصور الإنسانية .
بل لا أجازف إن قلت حتى في الكنائس والأديرة تجد الكتب الإسلامية والعربية المتنوعة الفنون والعلوم ، وتوجد في مركز (مركز المخطوطات والتراث والوثائق) ترجمة لفهرس المكتبة الكاثوليكية في واشنطن القسم الخاص ، باللغة العربية ، وقد طبعناه منذ نحو 22 سنة ،وفهارس أخرى لمكتبات غربية، مثل التشيك ، والنمسا ، وكوبنهاغن ، وغيرها ، وهي من منشوراتنا العلمية التي أثبتت بالعنوان والرقم وجود تراثنا هناك .
والله المستعان ..
(*) : رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا
تواصل مع تراثنا
إنصاف الغرب للإسلام, الإسلام يشرق على الغرب, الحضارة الإسلامية وفضلها على العالم, الحضارة الإسلامية والغرب, الديوان الشرقي للمؤلف الغربي, الشاعر غوته والإسلام, العلامة نجيب العقيقي, القرآن واللغة العربية والشعر والأدب والحديث والفقه والتاريخ والسير والعقائد, المؤرخ عبدالله عنان, جيل المستشرقين, سيطرة الكنيسة ورهبانها, علماء ألمان والإسلام, والفرق والتراجم والسياسة الشرعية والممالك الإسلامي