لم يترك الإسلام شاردة ولا واردة إلا جاء ذكرها في الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة
تراثنا * : قال بعض الأطباء : “إن ظواهر الألم قليلة جداً في الحيوانات، لا سيما الدنيا منها..” وهذا ينطبق على ما ينتظر من حكمة الخالق، وإلا كانت الدنيا دار الألم والوجع وكانت حياة الحيوان مفعمة بالآلام المبرحة ولا حياة له بعدها يرتاح فيها، فكأنه إنما خلق للشقاء ، وهذا لا يجوز اتخاذه عذراً لمن يتخذ تعذيب الحيوانات ديدناً له لأن عدم تألمها غير مقطوع به.
-
شدد الإسلام النهى عن إيذاء الحيوانات الأعجمية وحذر من شكواها لله من ظلم البشر لها .
-
نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن تعذيب البهائم بالنار ووسمها على وجهها وايذائها .
-
أُدخلت امرأة صوامة قوامة النار بسبب حبسها هرة لا اطعمتها ولا سقتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض .
-
لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من يتخذ روحاً حية هدفاً للتمرين عليه والرمي .
-
إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وحد شفرتك قبلها ، وألا ترى الذبيحة أختها عند الذبح فتتألم !
سبحان الله، ما أروع الدين الإسلامي الذي لم يترك شاردة ولا واردة إلا ذكرها في الكتاب العزيز، ولا نبينا صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة إلا ذكرها وشدد عليها وأمر ونهى عنها حتى في الحيوانات الأعجمية التي لا تنطق حتى تشتكي لنا ظلم الإنسان لها.
التعذيب بالنار
«من فجع هذه بولدها؟! ردوا ولدها إليها»، وذلك عندما أخذ الصحابة ولد الحُمرَّة، وهي نوع من الطيور. وقال عبدالله بن مسعود الصحابي: ورأينا قرية نملٍ قد حرقناها، فقال نبينا صلى الله عليه وسلم : «من حرق هذه؟!». قلنا: نحن. قال: «إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا ربُ النار».
النهي عن ضرب الوجه
ونهى صحبه عن ضرب الدابة في وجهها وعن الوسم في الوجه، وقد ذكر الصحابي هشام بن حكيم بن خزام أنه مر بالشام على أناس من الأنباط (الفلاحين من غير العرب) وقد أقيموا في الشمس، وصُب على رؤوسهم الزيت، فقال: ما هذا؟! قيل: يُعذبون في الخراج، فقال هشام: أشهد لسمعت نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يُعذبُ الذين يعذبون الناس في الدنيا».. فدخل على المسؤول عن ذلك فحدثه، فأمر بهم فخلوا.
صوامة قوامة في النار!
والمرأة التي حبست الهرة حتى ماتت في الرواية المشهورة ودخلت النار بسبب ذلك، حيث إنها عندما حبستها لا هي أطعمتها ولا سقتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، وقيل إن هذه المرأة صوامة بالنهار قوامة بالليل (تصلي).
لعن اتخاذ الروح هدف
والصبيان الذين رآهم عبدالله بن عمر الخطاب نصبوا طيراً حياً يرمونه من نبلهم، وقيل حصاهم، فقال لهم: لعن الله من فعل هذا، إن نبينا صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئاً من الروح غرضاً، أي الهدف الذي يرمى إليه.
والروايات الصحيحة التي نُقلت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أكثر من أن تُحصر في هذه العجالة، ومن أراد الاستزادة والدراسة فهي مبثوثة في الكتب الصحيحة التي جمعتها من أمثال صحيحي البخاري ومسلم وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجه وغيرها من الكتب.
أحسنوا الذبحة
أردت من وراء عرض هذا الموضوع تنبيه المسلمين عليه قبل غيرهم بهذه الآداب النبوية التي حصنت روح الحيوان مثلما حصنت روح الإنسان، ولا أدل على ذلك زيادة على ما ذكرت قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة» وحد شفرتك قبلها وذلك عند ذبح الخراف وألا ترى الذبيحة أختها عندالذبح فتتألم من ذلك.
آداب سامية
آداب سامية عظيمة قد تخلى عنها كثير من الناس من الذين يرون أنه لطالما أن هذا الحيوان لا يتكلم جاز تعذيبه أو قتله من دون سبب باعث على ذلك حتى لو كان طيراً صغيراً كان يسرح ويمرح وينتقل بين الأغصان قد نهى الشارع عن أذيته وقتله.
والله المستعان..
*د. محمد بن إبراهيم الشيباني
رئيس تحرير تراثنا ومركز المخطوطات والتراث والوثائق
تعقيب الكاتب : قد يقول قائل: تتكلم عن الرحمة بالحيوانات! الإنسان اليوم نفسه لم يرحم من القتل والتعذيب بأنواع الأسلحة وألوان التعذيب. وأقول: نعم، وصح لسانكم، ولكنني أردت بيان الرحمة في هذا الدين حتى مع الحيوان فلم تغفل.
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر -حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق • تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه- هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +