أدب الرحلات
المستشرقون قدِموا إلى عالمنا العربي إما للتجسس أو البحث العلمي أوالتبشير
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*):
الرحالة الأجانب.. لم ينقطعوا عن عالمنا العربي ، وعن منطقة الجزيرة العربية ، بشكل خاص ، إلا في السنوات الأخيرة بعد أن بدأ عصر الحواسيب و الأنترنت .بكر الجميع في الهجمة علينا ، إما للتجسس أو للبحث العلمي المجرد ، وإما ربما للتبشير .
-
أتصفت كتابات المستشرق داوتي بنفسية بغيض حاقدة على العرب والمسلمين ومن أكرموه من حضر وبدو وأهل قرى .
-
سمى نفسه خليلاً ليدخل إلى الأماكن الإسلامية المقدسة وألف كتاب عن رحلاته في الجزيرة العربية ..
-
عبدالله الخنيني خرج من عنيزة صغيراً ، ليصبح أكبر التجار أهمية وله تجارة بالذرة والسمن يحملها 170 بعيراً .
-
كان للخنيني اخوة يقومون على تجارته في البصرة وفي المدينة المنورة، وله أم مريضة بعينها عالجها داوتي .
وممن أشتهر بزيارة منطقتنا ، وهم كُثر ، الطبيب الأنكليزي تشارلز .م . داوتي (**) ” 1843 – 1926 ” م في رحلته إلى الجزيرة العربية ، تحت عنوان “ رحلات في العربية الصحراوية “.
وقد سمى نفسه “خليلاً ” حتى يستطيع أن يدخل الأماكن المقدسة ، وقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية ، ولن أتحدث هنا في هذه الأسطر المحدودة عن نفسية داوتي البغيضة للعرب والمسلمين ، ولا حقده على من أكرمه في كل مكان يحل فيه على البدو، أو أهل المدن والقري ، ولكني سأتحدث عن التقائه بشخصيات مازال أسمها يتردد في منطقتنا ، في السعودية و الكويت ، وهم أسرة الخنيني النجدية ، التي أستضافته وأكرمته وآوته وحفظته من أن يمسه أحد بسوء ، في حله وترحاله معهم ، وهما عبدالله وأخوه سليمان الخنيني في مزرعتهما الكبيرة المزروعة نخلاً وقمحاً ، وتبلغ ثلاثة أفدنة ونصف الفدان .
يقول عن عبدالله الخنيني : كان قد خرج صغيراً من عنيزة ، و بعد العثرات الأولى للحظ ، كبر ليصبح واحداً من أكثر التجار أهمية ..كانت تجارته بالذرة و السمن في مكة المكرمة ، وكانت كمية السمن 30 طناً يحملها 170 بعيراً ، بما قيمته 2000 جنيه إسترليني، وله في المدينة المنورة تجارة ، و له في البصرة أخ يقوم على تجارته .
وعاش طوعاً في الخارج ، وله دكان في البصرة كما في عنيزة ، كان لعبدالله والدة كبيرة في السن مريضة بعينها ، عرضها على هذا الطبيب الرحالة فعالجها ، ويذكر عن عبدالله أنه أشترى البيت الطيني الضخم الذي كان يستأجره بخمسة عشر ريالاً بألف ريال .
أعلم أن كثيراً من الأسر في دول الخليج و الجزيرة العربية بشكل عام و الكويت بشكل خاص ، لا يعرفون عن تاريخ اسرهم ، وأجدادهم الأوائل ، وهذا لا يتأتى إلا بالبحث العلمي أو التفرغ لذلك من قبل هذه الأسرة ، أو تلك ، بحيث ينتدبون واحداً منهم لذلك .
تمر علي حوادث وأسماء كثيرة في اليوم والليلة ، أثناء بحثي في التاريخ والوثائق و المخطوطات ، وليس كل شيء يصلح للنشر ، و لكن الأغلب يصلح ، بل ويسر كثيراً من الأسر ، التي بودها أن تسمع أو تقرأ عن تاريخ رجالاتهم ، ومنها أسرة الخنيني المعروفة في الكويت ، مما ذكر في هذه الرحلة .
هذا الكتاب
( رحلات داوتي في الجزيرة العربية ) تأليف المستشرق تشالرز داوتي وترجمة :عدنان حسن ، يقع في عدد 414 صفحة من الحجم الوسط ، طباعة دار الوراق للنشر ، الطبعة الأولى عاو 2009م ، من مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق .
هامس :
(*) :رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا .
(**) :وُلد المؤلف الأنجليزي تشالز داوتي عام 1843 وتوفى عام 1926 ، ، درس الجيولجيا في جامعة كمبردج ،وله رحلات استكشافية في المناطق المتجمدة وبلاد اوربية وعربية .
صور : ( مجالس البدو ) 0 شبكة الانترنت وأرشيف تراثنا )
و الله المستعان ،،،