• Post published:26/10/2024

 

 

الحلقة (7) 

من تاريخ الكويت البحري 

 

السفن الكويتية قديمة
السفن الكويتية

 

 

تراثنا – التحرير :

في الحلقة السابعة ، تسلط تراثنا الضوء على مسارات سير السفن الشراعية الكويتية في رحلاتها الموسمية من الكويت إلى موانئ الهند وأفريقية ، محملة بالبضائع بغرض المتاجرة فيها وبيعها على تجار تلك البلاد ثم العودة بعد طول غياب إلى البلاد بالأرزاق .

السفن الشراعية

 

تمر
تجارة نقل التمور عبر السفر الشراعية

 

السفر الشراعي هو الرحلات الموسمية  التي كانت سفن الكويت الشراعية مثل ” البوم السفار” و “البغلة” ، تقوم بها إلى موانئ الساحل الهندي ،وساحل اليمن الجنوبي والسواحل الأفريقية الشرقية ، حيث تنقل كميات من التمور إلى هذه الموانئ وتعود منها محملة بالمواد الغذائية وبالأنواع المختلفة من الأخشاب .

 

مضيق ميناء هرمز في رأسي الخليج العربي
مضيق ميناء هرمز في رأسي الخليج العربي

ففي حوالي شهر سبتمبر من كل عام ، كانت هذه السفن تبحر إلى شط العرب لشحن كمية من التمور العراقية والإيرانية ، وحين يتم ذلك ، تبحر على طول الساحل الشرقي للخليج ، حتى تمر من مضيق هرمز ، ثم تتجه إلى الشرق مبحرة على طول الساحل الإيراني والباكستاني “ساحل بلوتشستان ” حتى ميناء كراتشي ، أو تواصل إبحارها من كراتشي إلى موانئ ولاية كوجرات الهندية ، حتى تصل إلى بومبي .

 

وحين تحصل على بضاعة في بومبي ، فإنها تنقلها إلى أحد الموانئ الهندية الجنوبية المنتشرة على طول الساحل الهندي الغربي ، حتى ميناء كاليكوت ، حيث يتم شحنها بكميات من الأخشاب اللازمة لصناعة السفن ،وبناء المنازل .

 

فتبحر عائدة إلى الوطن ، أو أنها تتوقف في ميناء منكلور الهندي لشحن كمية من الواح القرميد ، المستخدم كأسقف خارجية ، والإبحار بها إلى ميناء ممباسا الأفريقي عبر المحيط الهندي ، وعادة ما تستغرق رحلة السفن من الكويت إلى الهند ثم العودة منها ستة أشهر متصلة .

 

 

أشجار المنجروف "الجندل" .
أشجار المنجروف “الجندل”

 

أما القسم الآخر من السفن الشراعية الكويتية ، فإنها تتوقف في ميناء مسقط العماني ، بعد خروجها من مضيق هرمز ، للاستفسار عن أسواق التمر في موانئ اليمن مثل المكلا وعدن ، فإذا كان السعر مناسباً ، أبحرت إلى هذه الموانئ لبيع ما فيها من تمور إلى التجار فيها ، ثم ابحرت بعد ذلك على طول الساحل الأفريقي الشرقي مارة بالقرب من ميناء لاموه وغيره في الموانئ ، حتى تصل إلى ميناء ممباسا ثم جزيرة زنجبار ، حيث تستعد للسفر جنوب هذه الجزيرة ، إلى حيث مزارع أشجار المنكروف “الجندل” في دلتا نهر الروفيجي في تنزانية .

 

ترقب الأهالي لعودة المراكب إلى الوطن
ترقب الأهالي لعودة المراكب إلى الوطن بعد طول غياب

وهناك يتم شحنها بأعمدة المنكروف ” المنجروف “، ثم تبحر عائدة إلى الوطن ، فتمر بالقرب من العديد من الموانئ على الساحل الأفريقي والساحل اليمني حتى تصل إلى ميناء مطرح العماني فتستريح عدة أيام قبل مواصلة السفر داخل الخليج حتى الكويت ،وهذه الرحلة الأفريقية تستغرق تسعة أشهر متصلة .

 

ولقد كان في الكويت حوالي 166 سفينة شراعية ” بعد الحرب العالمية الثانية ” تقوم بهذه الرحلات الموسمية إلى الهند وأفريقية ، وكان حاصل هذه الرحلات يعادل ثلث الدخل القومي السنوي للكويت .

 

لذا كان الاعتماد على رحلات السفر الشراعي كبيراً حتى أواسط الخمسينيات من القرن العشرين ، حيث توقفت هذه الرحلات نظراً للأعمال التي وفرها النفط للبحارة في الكويت ، فتوقفوا عن الركوب والسفر في رحلات طويلة ومرهقة تحت الشراع .

 

 

يتبع لاحقا ..

 

طالع الحلقة السادسة :

 

طالع فن الغناء البحري الكويتي أنواعه والمهن المصاحبة له 

 

 

نقلا عن تراثنا / العدد 44

أنقر للتفاصيل 

 

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 44 الصادر في رمضان / شوال 1423 هجري - أغسطس / سبتمبر 2011 م

 

 

 

للحصول على الدراسة كاملة 

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

اترك تعليقاً