(الحلقة التاسعة)
مُنتقى من (شفاء الأسقام بالطب النبوي الأصيل بين النظرية والتطبيق)
تراثنا – التحرير :
تستأنف تراثنا نشر حلقات ومقتطفات من دراسة (شفاء الأسقام بالطب النبوي الأصيل بين النظرية والتطبيق) أهدته الباحثة الأستاذة السعودية سلوي صقر حسين المحمد (*) لمركز المخطوطات والتراث والوثائق بغرض تعميم الفائدة للباحثين والمهتمين .
-
الرقية الشرعية هي طلب الشفاء من الله بقراءة القرآن التوسل إليه بأسمائه وتوحيده وإحسانه وربوبيته .
-
رخص الرسول عليه الصلاة والسلام للصحابة بالرقى : ” اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ” ،
ثانيا : الرقية في الاصطلاح
الرقية في الاصطلاح : لا يخرج المعنى الاصطلاحي للرقية عن معناها اللغوي ،وهناك عدة تعريفات للرقية ، منها :
1– الرقية : هي العُوذة بضم العين ، أي ما يقرأ من الدعاء لطلب الشفاء ، وهي جائزة بالقرآن والأسماء الإلهية وما في معناها .
2- الرقية : توسل إلى الله بكمال ربوبيته ، وكمال رحمته بالشفاء ، وأنه وحده الشافي ، وأنه لا شفاء ألا شفاؤه ، فتضمنت التوسل إليه بتوحيده وإحسانه وربوبيته .
3- ورد في فتح الباري : بأن الرقية هي بمعنى ” التعويذ بالذال المعجمة ” ، وفي موضع آخر ،عرفها بانها كلام يستشفي به من كل عارض .
4- الرؤية : هي الفاظ خاصة ، يحدث عندها الشفاء من الأسقام وبالأدواء والأسباب المهلكة ، وهذه الألفاظ منها ما هو مشروع كالفاتحة والمعوذتين ،ومنها ما هو غير مشروع كرُقَى الجاهلية ، لأنه ربما كانت كفرا أو محرماً.
5- عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال : كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ، فقال : ” اعرضوا عليَّ رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن شرك “.
طالع حلقات :
دراسة عن الإستشفاء والعلاج بالطب النبوي من الأسقام
في الحديث دليل على أنه صلى الله عليه وسلم ، كانت تعرض عليه الرقى الجاهلية ، فيقر منها المجربة النافعة الخالية من الشرك ، كما أن في الحديث دلي على أن الأصل في الرقى كان ممنوعاً ، كما قد صرح به الأمام القرطبي ، حيث قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى ، وإنما نهى عنه مطلقاً لأنهم كانوا يرقون في الجاهلية برقى شرك وبما لا يُفهم .
وكانوا يعتقدون أن في ذلك الرقي يؤثر ، ثم إنهم لما أسلموا وزال ذلك عنهم ، نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك عموماً ، ليكون أبلغ في المنع ، وأسد للذريعة ،
ثم أنهم لما سألوه ، وأخبروه أنهم يقتنعون بذلك ، رخص لهم في بعض ذلك ، وقال : ” اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ” ، فجازت الرقية من الآفات من الأمراض ، والجراح ، والقروح ، والحمة ، والعين ، وغير ذلك .
إلى غير ذلك من الأمراض من الأدلة التي ورد فيها أن الرقية كانت معروفة قبل الأسلام ، والتي لا أطيل بذكرها ، ففيما ذكرت كفاية إن شاء الله .
يُستخلص مما سبق أن هذه التعريفات متقاربة ، بل هي بمجموعها معنى واحد ، وأضبط هذه التعريفات أن الرقية خاصة يحدث عنه الشفاء بأمر الله من الأسقام ، والأدواء ،والأسباب المهلكة ، وهذه الألفاظ منها ما هو مشروع كالفاتحة والمعوذتين ، ومنها ما هو غير مشروع كرقى الجاهلية ، لأنها ربما كانت كفراً أو محرمة.
فالرقية لغة هي : العوذة بمعنى الالتجاء ، وأما في الشرع فيكون المراد بها الرقية المشروعة ، وهي التي تكون بالقرآن ، و الأدعية النبوية الصحيحة ،طلباً للشفاء من (الله) .
ثم أن لفظ العزيمة لم يرد في السنة بمعنى الرقية ،وإنما وردت الرقية بمعنى ( العوذة أو التعوذ ) ، فيمكن أن يكون للعزيمة وجه شرعي ، كما يقول الفيروزأبادي ، إنها بمعنى اقم الرقية ، أي قرأ العزائم ، أي : الرقى ، أو هي آيات من القرآن تُقرأ على ذوي الآفات ، رجاء البرء (البراءة من السقم ) .
غلاف الدراسة
(*) : الباحثة السعودية الأستاذة .سلوى صقر حسين المحمد ،باحثة في الطب النبوي ، عضو كرسي الشيخ يوسف عبداللطيف جميل – جامعة عبد العزيز ، عضو منظمة الطب الأصيل العالمية ،عضو في الجامعة الطبية الإلكترونية، ومرشحة لجائزة الشيخ زايد في دورتها الثالثة .
يتبع لاحقا ..
تواصل مع تراثنا