منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق
تراثنا – التحرير :
يقول محقق كتاب ( الزبد والضرب في تاريخ حلب ) محمد التونجي في المقدمة عن أغراض من الكتاب : ” ولقد ألف ابن العديم كتابه الضخم بغية الطلب بأربعين جزءاً ( وهو مفقود ) ،ولم يبق منه إلا جزءان مخطوطان “،
ويستطرد المحقق موضحا : ” ولما أحس المؤلف بضخامة كتابه لخصه بكتاب من ثلاثة أجزاء ضخمة وأسماه ” زبد الطلب في تاريخ حلب “.
ويمضي قائلا : ” وجاء الحنبلي محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي القادري – رضي الله عنه – ، بعد مرور ثلاثة قرون ، يختصر زبد الطلب اختصاراً دقيقاً علمياً ويضيف عليه ما سها ابن العديم ذكره ، فجاء كتابه ” الزبد و الضرب في تاريخ حلب ” صورة لكتاب ابن العديم ،وصفحة مشرقة من تاريخ حلب ، نحن أمس الحاجة إليه اليوم “.
ويشير المحقق إلى أن ابن الحنبلي : ” استطاع أن يساير أصل الكتاب ، ويتابع أحداثه التاريخية بتسلسل سنوي دقيق ، وكلما أحس بضرورة الاضافة قال : “قلت ” ، أو أضاف ما يلزم من كتب أُلفت قبل ابن العديم أو بعده من غير أن ينسى تطعيم الكتاب مما ألفه عن حلب ولا سيما كتابه ” در الحبيب ” .
ويعرف المحقق التونجي بابن العديم قائلا : ” وابن الحنبلي من قرية ” تادف ” قرب حلب ، لكنه عاش في حلب ، وبها كان مولده سنة 908 ،وبها كذلك وفاته سنة 971 ، ويتصل نسبه بآل الشحنة المعروفين بمقامهم العلمي ومكانتهم بين أعيان حلب عدة قرون ، يتضح ذلك من ثنايا الزبد والضرب .
مؤلفات أبن الحنبلي
ويشير إلى أنه – ابن الحنبلي – لم يُقدم على اختصار الكتاب من غير علم ، فهو ابن بجدتها وفارس حلبتها ، إذ إنه ألف نيفاً وخمسين كتاباً في التاريخ والحساب واللغة ، ومن مؤلفاته ” الزبد والضرب – در الحبب في تاريخ أعيان حلب – المصابيح في الحساب – الدرر الساطعة في الطب – مخايل الملاحة في مسائل الفلاحة …الخ .
اشادة العلماء
وعن أهمية كتاب الزبد والضرب عند العلماء يوضح : ” ولقد اهتم العلماء قديما بكتاب الزبد والضرب فأولوه الرعاية ، فحاجي خليفة يعرف به فيقول : ” تاريخ مختضر انتزع من زبدة الطلب في تاريخ حلب وزاد من 660 إلى 951 ” ، ويعلق الشيخ راغب على كلام حاجي خليفة فيقول : ” وهذه العبارة تفيد أنه زاد على الأصل حوادث من سنة 660 إلى 951 ، وليس كذلك ، فإن المؤلف لم يزد زاد على الأصل شيئاً بل وصله فيه إلى سنة 641 ، نعم زاد بعض حوادث في ضمن هذا المختصر لم تذكر في الأصل كما قال في خطة كتابه ،وتأليف هذا المختصر كان سنة 951…” والحقيقة أن ابن الحنبلي استطاع ان يربط أحداث ابن العديم بأحداثه ، فجاء كتابا -على صغره – جامعاً .
الجدير بالذكر ان المؤلف محمد التونجي أشار في مقدمته إلى ان الكتاب محقق من نسخة كاملة دقيقة محفوظة في المتحف البريطاني تحت رقم 334 ، لا تشوبها نقص ، فآثر نشرها علمياً ، موضحاً عمله فيها وطريقته في النسخة .
هذا الكتاب
(الزبد والضرب في تاريخ حلب )، لمؤلفه ابن الحنبلي الحلبي توفى سنة 971 هجرية ، حققه وشرحه د . محمد التونجي ، يقع في 67 صفحة من الحجم الوسط ، صدر عام 1409 هجري ( 1988 م ) من منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق .
تعريف الكتاب