اتهامات الغرب بين التزييف والحقيقة
تراثنا – كتب د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
نقرأ بين الفترة والأخرى، بل نشاهد ويصل إلى اسماعنا أخبار أستخدام الأطفال الصغار سخرة ، من أعمار ست سنوات ، وسبع وثمان ، إلى العاشرة ،وتكليفهم باعمال الكبار ، ويلقي الضوء على أكثر ما يلقى على دول شرق آسية وأميركة الجنوبية ،والمكسيك وغيرها من دول العالم .
-
عمل الكثير من المواطنين مع أبائهم واجدادهم في الغوص والسفر وكانت أعمارهم بين الست والعشر سنوات .
-
أميركة وأوربةوالبلدان التي تتشدق بالانسانية،عندها أكثر مما تتهم به دول شرق أسية ، وغيرها من استخدام الاطفال للسخرة .
-
نتميز ونختلف عن تلك الدول بإسلامنا العظيم الذي من دخل قلبه ووقر فيه لا يظلم عامله ، ولا يشدد عليه ، إلا بما هو معروف .
لن ارجع في مقالتي هذه إلى عصور الإسلام الأولى ، حيث كان الأطفال الصغار يتمنون ليس فقط الخروج لإعالة بيوتهم التي تخلو في كثير من الاحيان من الرجال الكبار ، إنما كانوا يترجون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يوافق لهم على الخروج معه للجهاد في سبيل الله .
وامثال هؤلاء عوذ ومعوذ ابناء عفراء اللذين اثخنا أبا جهل بالجراح في غزوة بدر ، حتى أتي عبدالله بن مسعود فجز رقبته .
الرعيل الاول
ولا يخفى على كثير من المواطنين اعمال الرعيل الأول ، فقد عملوا أعمالاً مختلفة في البر والبحر ، ( غوص وسفر ) مع أبائهم وأجدادهم ، وكانت أعمارهم بين الست حتى العشر ، فما فوق .
غير الذين كانوا يشتغلون بالحرف المتنوعة ، في صحارى الكويت ، وما جاورها ، ، حيث عمل الأطفال الصغار في شؤون الزراعة في القرى آنذاك ، مثل الجهراء والمنقف والفنطاس والشعيبة وغيرها من قرى الكويت .
إعالة الأسر
ولم يقل الناس في ذلك الوقت أن الأطفال قد سُخروا في أعمال شاقة وصعبة فوق أعمارهم ، هذه الحياة كلها جهاد وتعب ونصب ، قد يشب أحدنا وتكون طفولته كلها ترفاً أو توسطاً في الترف ، أو حرماناً يضطر معه هذا الطفل الصغير إلى أن يعمل بالإعمال الشافة ، ليعيل اسرته ، خاصة إذا كان معيل الأسرة كبيراً ، أو مريضاً ، ولايستطيع العمل بأي سبب من الأسباب.
ولا يخرج الاطفال لتلك الاعمال إلا لظروف ،و كل بلد بحسبه ، وكثافة سكانه ،ففي أميركة وأوربة ، تلك البلدان التي تتشدق بالانسانية ،وهي بعيده عنها إلا لمصالح ، فهى عندها أكثر مما تتهم به دول شرق أسية ، وغيرها من استخدام الاطفال للسخرة .
لا أريد كذلك أن ادلل على ما اقول ، ان الطفل هو بنفسه يحب العمل الجاد من صغره ، إذا تهيأ له ذلك العمل ، حتى لو كان صعباً .
اكتساب الخبرة
اذهبوا إلى كراجات – مشاغل – المنطقة الصناعية بالشويخ ، وانظروا إلى الكم الكبير من الاطفال ، الذين يعملون في ميكانيكة السيارات وصيانتها ، ومن الذين اشتد عودهم وصاروا رجالاً ، وهم في هذه الصنعة ، في قمة السعادة والانشراح ، ويشكرون الرجال الذين دربوهم حتى وصلوا إلى ما هم عليه ، حيث فتحوا محلات الآن ، ومارسوا فيها الصنعة نفسها عن خبرة .
إسلامنا العظيم
من عاش تلك الحقب من تاريخ الكويت ، ورأى صبيان البحر والبر ، قال انهم حقاً سخرة خير وبركة وقوة ، فقد سُخروا وهم صغار ، ولا ننسى كذلك أننا نتميز ونختلف – بفضل الله – عن تلك الدول بإسلامنا العظيم الذي من دخل قلبه ووقر فيه لا يظلم عامله ، ولا يشدد عليه ، إلا بما هو معروف .
وبالله التوفيق ..
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا
-نُشر المقال في الزميلة القبس في 21 من يوليو 1999 م .
تواصل مع تراثنا
لطفا : تعليقات الأخوة المتابعين والردود في ( اترك تعليقاً ) ادناه .