انتقاءات من روائع تفسير القرآن لإبن العربي
من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم :
-
عليكم بالسير ليلا فأن الارض تطوي بالليل ما لا تطوي في النهار .
-
إن الله رفيق يحب الرفق ، ويرضى به ويعين عليه ما لا يعين على العنف .
قال أبو بكر بن العربي في تفسير قوله تعالى( فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ ) سورة الدخان آية (23) .
السرى : سير الليل . والإدلاج : سير السحر ، والإسآد :سيره كله . والتأويب : سير النهار . يقال : سرى وأسرى ، و قد يضاف إلى الليل ،قال الله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ) سورة الفجر آية (4) : وهو يُسرى فيه : كما قيل : ليل نائم ، وهو ينام فيه ، وذلك من اتساعات العرب.
المسألة الثانية : في قوله تعلى : (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا ) سورة الدخان آية (23) .
أمر بالخروج بالليل ، وسير الليل يكون من الخوف ، والخوف يكون من وجهين ، إما من العدو فيتخذ الليل ستراً مسدلاً ،فهو من أستار الله تعالى ، وإما من خوف المشقة على الدواب والأبدان بحرِ أو جذب ،فيتخذ السرى مصلحة من ذلك ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسري ويدلج و يترفق ويستعجل قدر الحاجة وحسب العجلة ، وما تقتضيه المصلحة .
وفي جامع الموطأ (1) : ” إن الله رفيق يحب الرفق ، ويرضى به ، ويعين عليه ما لا يعين على العنف ، فإذا ركبتم الدواب العجم ، فأنزلوها منازلها ، فإن كانت الأرض جدبة فانجوا عليها بنقيها (2) ، وعليكم بسير الليل فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى في النهار ، وإياكم والتعريس (3) على الطريق فإنه طريق الدواب ومأوى الحيات ” .
هامش :
1- الأرض النقية : اي الطيبة .
2- التعريس : النوم أو المكوث فيه .
3- أخرجه مالك (359) انظر . أحكام القرن 4/1679
الإشتراك في خدمة تلقي الاخبار الإسبوعية
تنويه: التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء إدناه