( الحلقة 11)
أوراق مضيئة في مسيرة المبارك طوتها السنون
تراثنا – التحرير :
يطل د . راشد عبدالله الفرحان “وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق ” على متابعي تراثنا عبر زاويته “ تراثيات د . الفرحان ” حيث يواصل في الحلقة ( الحادي عشر ) سرد ما سطره في كتابه النادر عن حياة ( الشيخ أحمد المبارك المطوع ) المطبوع في نيودلهي ( الهند ) الطبعة الأولى الوحيدة التي خصنا به.
-
استضاف المطوع المبارك بدوياً مريضاً في ديوانه ليلاً وقرأ عليه الرقية واعطاه الدواء.. فماذا كانت النتيجة ؟
-
لم تفارق عينا البدوي بشت ” عباءة” المبارك الذي وضعه على الأرض ، فسرقه وهرب.. فلسعته عقرب وعاد للمبارك ! !
وفي معرض حديثه عن فضائل الشيخ المطوع أحمد عبدالله المبارك، يري د . راشد الفرحان هذه الحادثة الفريدة للشيخ مع البدوي فيقول :
ذكر حفيده الشاب الألمعي خالد الشيبة قال : جاءه – المبارك – أحد المرضى من البدو ليقرأ عليه ” رقية ” في وقت متأخر ، فقرأ عليه الشيخ واعطاه الدواء ، وكان للشيخ بشت (1) جديد قد وضعه على الأرض ، وكانت عينا البدوي لا تفارق هذا البشت طيلة جلوسه ، ولسان حاله يقول : يا ليت الشيخ يعطيني هذا البشت (العباءة) .
سرقة البشت
ويستطرد : ومن كرم الشيخ ورأفته بالناس والمساكين ، قال للبدوي : الآن الوقت متأخر ،فإذا أحببت ان تنام فنم بالديوانية (2) ، وأنا ذاهب للنوم داخل البيت .
فتظاهر البدوي بالنوم ، وما أن دلف الشيخ إلى مضجعه ونسى أن يأخذ بشته معه ، حتي قفز البدوي على البشت ، كما يقفز الوحش على فريسته ، فأخذه وسار بعيداً عن المنازل ، ولما أدركه النوم توسد البشت ونام قرير العين ، سعيداً بالغنيمة .
العقرب والعقاب
وشاء الله أن تأتي عقرب فتلسعه ، ويتألم ألماً شديداً ، وليس عنده من يسعفه أو يداويه ، فما وجد إلا (المحو) الدواء الذي أعطاه له الشيخ لعلاج مرضه .
فمسح منه على مكان العقرب (اللدغة ) فشفاه ألله ،وفرح فعاد مسرعاً في الصباح إلى الشيخ ، وبكي وتذلل امامه ، وقال : يا شيخ سامحني ، وقد نسى الشيخ بشته ، ولم يعرف أن البدوي سرقه .
فقال له : ما لك يا رجل ، أنت الآن في صحة وعافيه .
فقال : يا شيخ .. انا سرقت بشتك ، ولدغني عقرب عقاباً لي وكرامة لك فأرجوك ان تأخذ هذا البشت عني وتسامحني .
فضحك الشيخ وقال : هو لك
.
فحاول البدوي أن يرد البشت ويثني الشيخ عن عزمه ، ولكنه أصر على أن يأخذ البشت .
وقال : أنت محتاج له ، وأنت في حل مني ، واذهب قبل ان يعرف عنك الأولاد فيأخذوه منك ، ويضربوك .
هامش
1- البشت : عباءة الرجل
2- الديوانية : مضافة
يتبع لاحقاً : مساعدات الشيخ المطوع أحمد المبارك للناس .
أقرأ الحلقة السابقة ( العاشرة ) : عندما تصدق المطوع المبارك على المليونير الإماراتي العويس
تواصل مع تراثنا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ممكن توضيح لكلمة (فما وحد) الا ( المحو )
من جملة
وشاء الله أن تأتي عقرب فتلسعه ، ويتألم ألماً شديداً ، وليس عنده من يسعفه أو يداويه ، فما وحد إلا (المحو ) الدواء الذي أعطاه له الشيخ لعلاج مرضه
و الشكر موصول لكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الصحيح هو : فما وجد إلإ (المحو) .. بمعني أنه لم يجد وسيلة للعلاج إلا بالمحو .. والمحو هو نوع من العلاج الشعبي المعروف لدى أهل الكويت ودول الخليج وبلاد الشام قديماً .. للتفصيل يمكنك البحث عن : (التداوي بالمحو) في الانترنت .. وجزاك الله خيرا .